الاشتباكات عند الحدود الشرقية تفتح باب الترسيم
في تفاصيل الاشتباكات وفق مصدر أمني يشدد الجيش اللبناني منذ اليوم الأول إجراءاته على الحدود لا سيما بين بلدتي معربون وسرغايا، وبعد أن أوقف في وقتٍ سابق عدداً من المهربين، كان آخرهم اثنين قادمين من بلدة سرغايا، ضبط بحوزتهم أسلحة، عملت آلياته صباح أمس على إقفال ممرّ يسلكه مهرّبون من الجانبين اللبناني والسوري، كان يتمركز عليه سابقاً عناصر من الهجّانة السورية، ومع تقدّم ساعات النهار وإقامة الساتر الترابي لإقفال المعبر، توجّهت أكثر من عشر آليات تقلّ مسلّحين من سرغايا، وبدأت إطلاق النار على الجيش، حيث ردّ عناصره بالمثل، واستمرت الاشتباكات التي استُخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة لأكثر من ساعتين، أصيب خلالها عسكري في الجيش اللبناني، وسجّلت أكثر من ستّ إصابات في صفوف المسلحين.
أضاف المصدر أنّ “الجيش استقدم على الفور تعزيزات إضافية إلى المنطقة مدعومة بـ “فوج المجوقل”، حيث بدأت اتصالات دخلت على خطها “هيئة تحرير الشام”، وبعد فشل المفاوضات في التوصّل إلى حلّ، عادت الاشتباكات بوتيرةٍ أعنف مع الأهالي، وتدخل عناصر “هيئة التحرير” مستقدمين تعزيزات بشرية وآليات إلى المنطقة الحدودية لضبط الحدود، واستمرت الاشتباكات قرابة الساعة، وقع خلالها ثلاث إصابات للجيش بينهم ضابط ليرتفع العدد إلى أربعة، فيما دك عبر قذائف الهاون تجمعات المسلحين ما أسفر عن تدمير آلية عسكرية عليها رشاش ثقيل، قبل أن تعود وتبدأ جولة مفاوضات جديدة بين الجيش والهيئة لتثبيت الحدود وفق ما كانت سائدة عليه سابقاً.
وفي المعلومات التي حصلت عليها “نداء الوطن”، أنّ تدخل “هيئة تحرير الشام” واستقدامها تعزيزات نحو الحدود جاء بعد وصول أخبار لها بأن الجيش اللبناني يقوم بتغيير الحدود بين البلدين ويعتدي على الأراضي السورية. وبعد مفاوضات شاقة بين الطرفين توقف إطلاق النار وهدأت الجبهة، على أن تستكمل المفاوضات صباح اليوم”.
على خط ترسيم الحدود، تعاني بلدتا سرغايا ومعربون مشكلةً مزمنة في التداخل الحدودي، حيث عجزت الحكومات اللبنانية المتعاقبة عن حلّها، ولم ينجح إبراز الخرائط في تثبيت لبنانية تلك الأراضي، تلك الخرائط التي يملكها الجيش، ويسير عليها في بعض الأوقات. وعند محاولته أمس إقفال أحد الممرات بين البلدتين، وصل إلى مسامع أهالي سرغايا بأنّ الجيش اللبناني يضع حدوداً جديدة غير تلك التي كانت قائمة، ما استدعى نفيراً عسكريّاً منهم، تحول إلى اشتباك مسلح مع الجيش، دخلت “هيئة التحرير” على خط معالجته.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook