رياضة

خليجي 26: انسحاب مفاجئ قد يهزّ عرش البطولة… ماذا بعد التهديدات؟

في البطولة الأكثر إثارة في المنطقة حالياً، تلوح في الأفق أزمة قد تترك بصمتها على تاريخ كأس الخليج العربي. “خليجي 26” المقامة في الكويت بدأت كرحلة رياضية مثيرة، لكنها اليوم قد تتحوّل إلى دراما تضاف إلى صفحات تاريخ البطولة العريقة. فبعد تأهلّ المنتخب السعودي، الذي أزاح حامل اللقب العراق بثلاثية (3-1)، أصبح ملعب جابر الأحمد الدولي على موعدٍ مع صدامٍ ناري بين “الأخضر” العائد من بعيد ومنتخب عمان، الذي يسعى لكتابة فصل جديد من المجد. لكن خلف هذا اللقاء المنتظر، يكمن تصعيد غير مسبوق قد يغيّر مجرى البطولة. فهل سيبقى “خليجي 26” كما نعرفه، أم أن التغييرات المقترحة في مواعيد المباريات والملاعب ستقلب الطاولة؟

على أرض الكويت، تأهلّ المنتخب السعودي إلى نصف النهائي بعد فوزه المستحق على العراق الذي كان يأمل في الدفاع عن لقبه في الجولة الأخيرة من المجموعة الثانية. المباراة، التي شهدت حضورًا جماهيريًا ضخمًا، كشفت عن بريق “الأخضر” السعودي، الذي يواصل سعيه نحو لقب جديد في البطولة التي يملك تاريخًا طويلًا فيها (3 ألقاب). في المقابل، كان منتخب عمان في صراعٍ مرير مع الإمارات حيث فرض التعادل كلمته (1-1)، الا أنه منح المنتخب العماني التأهل بتصدره المجموعة برصيد 5 نقاط ليضرب موعدًا مع السعودية في نصف النهائي، بينما خرج الإماراتي بعد احتلاله المركز الثالث في المجموعة.

لكن الأمور سرعان ما تصاعدت بشكلٍ غير متوقع بعد مقترح الاتحاد الكويتي لكرة القدم. الاقتراح يقضي بنقل مباراتي نصف النهائي إلى ملعب جابر الأحمد الدولي، وهو أكبر ملعب في الكويت، وسط إقبال جماهيري غير مسبوق على التذاكر. ما بدا للوهلة الأولى كحلّ بسيط لاستيعاب الجماهير، تحوّل إلى أزمةٍ سياسية ورياضية. فالمنتخب العماني، الذي لم يكن مستعدًا لتغييرات اللحظة الأخيرة، رفض المقترح بشدّة، مهددًا بالانسحاب من البطولة إذا تم نقل المباراة إلى الملعب الكبير. السبب؟ الوجود الجماهيري السعودي الضخم في الملعب الذي قد يؤثرّ سلبًا على لاعبي عمان، ويمنح المنتخب السعودي أفضلية معنوية كبيرة، كون الملعب الدولي يتسع لأكثر من 60 ألف مشجع، عكس ملعب جابر المبارك (15 ألف مشجع).

وبعد التهديدات التي أطلقها المنتخب العماني بالانسحاب من “خليجي 26 ” إذا تم تعديل مواعيد المباريات أو نقلها إلى ملاعب أخرى، هناك عدّة احتمالات لما قد يحدث. أولاً، قد تُجبر اللجنة المنظمة على إعادة النظر في التعديلات لتجنب التأثير على سير البطولة. ثانيًا، من الممكن أن تُعقد محاولات لتهدئة الموقف بين الاتحاد الخليجي والمنتخب العماني، بهدف التوصل إلى حلٍ يرضي الجميع. ومع ذلك، إذا استمرّت اللجنة المنظمة في موقفها وأصرّت على التعديلات، فقد يؤثر ذلك سلبًا على معنويات اللاعبين والجماهير. وفي أسوأ الحالات، إذا تمسك المنتخب العماني بالانسحاب، قد يتسبب ذلك في أزمة كبيرة ويؤثر على صدقية البطولة.

والكرة الآن في ملعب اللجنة المنظمة. ورغم التوترات، يبقى السؤال الأبرز: هل ستظلّ مواعيد المباريات كما هي، أم أن التغييرات الطارئة ستؤدي إلى تأجيل النهائي 24 ساعة لتقام السبت المُقبل بدلاً من الجمعة؟ ومن سيربح في نهاية المطاف، “الأخضر” السعودي أم “العماني” الذي يرفض الخضوع لضغوطات التعديلات المفاجئة؟

وفي خطوة تثير العديد من التساؤلات، تم تعليق بيع تذاكر نصف النهائي حتى حسم مصير التغييرات المقترحة. كما يبدو أن الفوضى التنظيمية قد تؤثرّ على سير البطولة، خاصةً في ظل التحفظات التي أبدتها العديد من المنتخبات حول الجدول الزمني المعدل. ومع اقترابنا من نهاية البطولة، يبقى الجميع في حالة ترقب لمعرفة كيف ستتسلسل الأحداث، وإذا كانت التعديلات ستؤثر على اللاعبين، الجماهير، وحتى مصير اللقب. فهل ستكون هذه البطولة كما اعتدنا عليها أم أنها ستُخلّف وراءها صفحة جديدة في تاريخ كأس الخليج؟ اليوم الأحد سيُكشف لنا بكل تأكيد عن كل ما يخبئه المستقبل…

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى