شيخ العقل هنأ اللبنانيين بالميلاد: لتكن الأعياد فاتحة لأمل قيام الدولة
وفي بلدة بزبدين قضاء بعبدا شارك شيخ العقل اليوم، على رأس وفد من المشايخ واعضاء في المجلس المذهبي ومستشارين في مشيخة العقل في تشييع الشيخ الجليل ابو يوسف سلمان منذر، احد المشايخ الأعيان في طائفة الموحدين الدروز والمتوّج بالعمامة المكولسة، وذلك في مأتم روحي مهيب، حيث تقدم المشاركين فيه اضافة لسماحة الشيخ ابي المنى، النائب هادي ابو الحسن ممثلا الاستاذ وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد من الحزب، ووفد من الحزب الديموقراطي اللبناني مثل رئيسه الأمير طلال أرسلان.
وسبق الصلاة كلمة لشيخ العقل شهادة بالراحل، قال فيها: ” الموحِّدون قلبٌ واحدٌ ويدٌ واحدة، جذورُهم ثابتة، عقيدتُهم راسخة، وتاريخُهم المشرِّفُ مشترَك، لذا هم يتأثَّرون فرحاً أو حزناً إذا تأثَّر بعضٌ منهم، يحملون همومَ إخوانِهم أينما كانوا، ويندفعون لحفظ أوطانِهم وصون أرضِهم وعِرضِهم، ويتألّمون إذا فُقد أحدُ أعيانِهم من هنا أو من هناك، وقد عبَّرتُ عنهم يوماً بالقول:
الكلُّ للكلِّ، في حُزنٍ وفي فرحٍ
ويَجمعُ الكلَّ في صَونِ الحِمى غضَبُ
والقومُ سيرتُهم تَروي مسيرتَهم
إنْ غابَ عينٌ فعينُ الكلِّ تَنتحبُ
اليومَ يغيب عنَّا الشيخُ الجليل أبو يوسف سلمان منذر في زمن الحاجة إلى الأعيان، فيحزنُ القلب وتدمعُ العين، ونحن نفتقدُ حلمَه وعلمَه وبركةَ حضورِه في الزمن الصعب، في لبنانَ العائدِ من حالة الممات إلى الحياة، وفي سوريا المحرّرةِ من قبضة الحديد والقادمة إلى عهدٍ جديد، كما في كلِّ بلاد الموحِّدين المتمسّكين دائماً بانتمائهم العربيِّ الأصيل ومبادئ دينِهم الإسلاميّ الحنيف وثوابتِ مسلكهم التوحيديِّ الشريف”.
المرحوم الشيخ سلمان منذر؛ نورٌ طالعٌ من بساطة البيوت الطاهرة المبنيّة على أعمدة الحقِّ والمعروف والتوحيد، ونفحةٌ عطرة من نفحات أهل الورع والرضا والعفاف، وقلبٌ نابضٌ بالعزم والمروءة؛ وداعةٌ تختزنُ الشجاعة، وقعودٌ يعلّمُ الصعود، وصدقُ انعتاقٍ يطهّرُ الأخلاق، وبعبارةٍ موجَزة تختزلُ كلَّ العبارات، هو مدرسةٌ في الصبر والاحتمال والترفُّع عن المكاسب والمطالب سوى ما يحفظ الدينَ وأهلَه وما يصونُ المجتمع”.
مشايخَنا الأجلَّاء، إخوانَنا الأعزّاء، عائلةَ منذر الكريمة، أقاربي آل سريِّ الدين، أهلَنا في بزبدين، إنّنا في مقام مشيخة العقل إذ ننعى شيخَنا الحبيبَ إلى جَمع الموحِّدين، وإذ نعبِّرُ عن بالغ الحزن والأسى، فإننا لا نزيدُه منزلةً عند خالقِه، ولا نهبُه رفعةً عند إخوانه وعارفيه، فمقامُه محفوظٌ في سجلّ الأولياء الصالحين وعملُه محفورٌ في قلوبِ إخوانِه الموحدين، والكلُّ يُدركُ أنّ زارعَ الخير يلقَ الخير، وأن السيرةَ الطيِّبة تبقى مدرسةً للأجيال، تنطقُ بالحقِّ وتقولما يجبُ أن يقالَ في الشيخ سلمان وفي أمثالِه من التُّقاة الثِقات.
شيخَنا الحبيب، تقفُ شهادتُنا الصادقةُ بكم عند حدود ما تكرَّمَ به مشايخُنا الأصفياءُ صبيحةَ هذا النهار، بتتويجِكم بالعمامة “المُدوَّرة” من يدِ شيخِنا الجليل الشيخ أبي صالح محمد العنداري والشيخ أبي فايز أمين مكارم وأيدي المشايخ الأطهار وقلوبِهم النقيَّة التي رافقتهم من قريبٍ ومن بعيد. تلك هي الشهادةُ الأرفعُ، منها نستمدُّ البركةَ، ولروحكم نسألُ الرحمةَ، قائلين ما قلناه لصهركم الجليل المرحوم الشيخ أبي سليمان حسيب الحلبي يوم تتويجه المستحقِّ بها:
زَهَتِ العِمامةُ بالمُعَمَّمِ عندما
ﭐعتمرَ التُّقى من قبلِ أن يَتعمَّما
بلطافَةٍ وبعِفَّةٍ، بصفائه
لَبِسَ الصفاءَ، كما البهاءُ، مُكرَّما
فابيضَّ منه التاجُ مثلَ فؤادِه
والوجهُ مثلَ الثَّغرِ نوراً تَمتَما”.
وكانت القيت قصيدتان من الشيخ منذر عبد الخالق ومن الشيخ د. وجدي الجردي، وكلمة باسم مشايخ البلدة للشيخ ابي هلال ماجد سري الدين.
وبعد ذلك أمّ شيخ العقل الصلاة والى جانبه المصلّي الشيخ سلمان ماهر، ليوارى جثمان الفقيد في الثرى في البلدة.
ووردت برقيات تعزية عدة بالمناسبة من سوريا والأردن وفلسطين وبلاد الاغتراب.
كذلك شارك شيخ العقل على رأس وفد من المشايخ في مأتم المرحوم الشيخ ابو بهاء مروان فايز ابو إسماعيل في بلدة كفرنبرخ الشوف، إلى جانب مشاركة عدد كبير من المشايخ الاجلاء والأعيان من منطقة الجبل، وتقبل ابي المنى التعازي إلى جانب عائلة الراحل ومشايخ وفاعليات البلدة، كما أمّ الصلاة والى جانبه المصلي علي العطار.
كما قدم الشيخ ابي المنى التعازي بالعقيد المتقاعد فؤاد سعيد محمود في بلدة الباروك.
وكان قبل ذلك قدم التعازي بالمرحومين ابو مأمون نسيب الغصيني في بعقلين، والشيخة نورا سامي سلمان في المختارة، والكاتب والمسؤول الإداري والأستاذ الجامعي المهندس شفيق سليم ابي سعد في دار الطائفة في بيروت.
من جهة ثانية، استقبل شيخ العقل في دارته في شانيه وفودا من مشايخ عرمون، ومشايخ أغميد، ومن بلدة مجدلبعنا الذي شكره على التعزية بالشيخة ام يوسف ارملة المرحوم الشيخ صالح عبد الخالق.
وكلف شيخ العقل عضو المجلس المذهبي رمزي جماز تمثيله في توقيع كتاب لرئيس تجمع صناعيي البقاع نقولا ابو فيصل في جامعة القديس يوسف بيروت.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook