هكذا حوّل لبنان بلدات إسرائيلية إلى مدن أشباح.. تفاصيل لافتة
تشكل عملية إعادة النازحين إلى مستوطنات شمال إسرائيل المحاذية للبنان تحدياً معقداً أمام الحكومة الإسرائيلية، وذلك نتيجة العوائق الإدارية والنفسية والأمنية الناجمة عن الحرب الأخيرة التي حصلت مع “حزب الله”.
وتعيش تلك المستوطنات حالة من عدم اليقين، في حين أن سكانها غادروا منازلهم ومدارسهم وجامعاتهم منذ أكثر من عام بسبب الحرب بينما لم يعد منهم سوى القليل رغم إعلان وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل يوم 27 تشرين الثاني الماضي.
وتشير تقارير إسرائيلية إلى أن سكان المستوطنات المحاذية للبنان يرون ان إشكالية الأمن تزدادُ تعقيداً، موضحة أنه إذا كانت الحرب الشاملة لم تتمكن من تحقيق الشرط المركزي للعودة وهو إقامة منطقة عازلة، فإن مساحات انعدام الثقة والخوف ازدادت بعد وقف إطلاق النار، وانجر السكان إلى حلقة من الضبابية المصيرية المقترنة بتصريحات وإجراءات تفاقم الوضع سوءاً وذلك مع تعقيدات غير واضحة حول موعد العودة والظروف التي يبنى عليها قرار العودة.
ووفقاً للتقارير، فإنَّ الثابت بين المستوطنات هو أن السكان لم يعودوا بعد، ويميلون إلى الاستقرار بعيداً ريثما يتبين حقيقة الوضع الأمني على الحدود مع لبنان.
ومؤخراً، كشف استطلاع رأي نقله موقع “واللا” الاسرائيلي أن “33 بالمئة من السكان الذين تم إجلاؤهم من شمال إسرائيل لا يرغبون في العودة إلى منازلهم” فيما تقول تقارير أخرى إنّ “مسؤول مديرية إعادة إعمار مستوطنات الشمال تشيني ميروم، قدّم استقالته للسلطات الإسرائيلية”.
في غضون ذلك، يقول رئيس “اتحاد المقاولين” في إسرائيل، راؤول سروغو، إنه تمت زيارة كل منطقة خط المواجهة مع لبنان والتي تقع عند السياج تماماً، وأضاف: “لقد رأينا دماراً كبيراً في أماكن، مثل المنارة وكريات شمونة والمطلة”.
ولفت سروغو في حديث عبر القناة الـ12 إلى “أنّنا رأينا مبانيَ مدمرة”، وأن “نحو 50% من المباني تضررت، وهذا يستلزم إعادة ترميم فوري”.
وأسف رئيس “اتحاد المقاولين”، للوقت المطلوب لإعادة الترميم وتجهيز المستوطنات، قائلاً إنه “سيكون طويلاً جداً، لأنّ الحكومة مهتمة بالموازنات، لكنها لا تهتم بتأمين عمال البناء لهذه الشركات كي تقوم بعمل سريع”.
وأضاف سروغو أنّ “الحكومة لا تدرك أنّ ذلك لن يعيد السكان الى منازلهم قريباً”، لافتاً إلى أن الأمر يستوجب أيضاً “ترميم الطرقات التي دمرتها دباباتنا”.
وشدّد على أنّه “ليس فقط الطرقات دُمرت، بل أيضاً البنية التحتية”، مضيفاً أنّهم “لا يعترفون بالأضرار تحت الطريق، ولا يُقِرّون أنه يجب تخصيص مبالغ لها”.
من جهتها، قالت صحيفة “كلكاليست” الإسرائيلية إنّه “بعد مرور أكثر من عام على اندلاع الحرب، وثلاثة أسابيع على وقف إطلاق النار مع حزب الله في لبنان، تفتقر الحكومة إلى خطة لإعادة إعمار الشمال، ولإعادة السكان النازحين إلى منازلهم”.
من ناحيته، يلخّص رئيس مجلس الجليل الأعلى، غيورا زلاتس ملف عودة المستوطنين الى الشمال بقوله: “إنّنا في إخفاق من الصعب وصفه. ومنذ 15 شهراً ونحن في حرب، وليس لدى أحد مسؤولية وميزانية لمعالجة مواضيع سكان الشمال. الدولة أخفقت على المستوى المدني. اخفاق من الصعب وصفه. هناك 65 %، أي نحو 200 ألف، من السكان، وهم منذ 15 شهراً في منطقة حرب، إننا في حاجة إلى مساعدة فورية”.
وتلقي تعقيدات عملية عودة السكان إلى الشمال بثقلها على كاهل السلطة الإسرائيلية، وتتطلب مسارات تأهيل متكاملة: مادية ونفسية وسياسية، والأهم استعادة ثقة الجمهور بالقيادة السياسية، فيتوجب على الحكومة في هذا المسعى إقناع السكان بأن وقف القتال مع حزب الله يضمن أمنهم، وهو ما ذكره نتنياهو في تصريحه: “سننتظر حتى رؤية مدى التزام الطرف الآخر بالاتفاق”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook