ريال مدريد بين تحديات الليغا وأمل الإنتركونتيننتال: مصير الموسم على المحك
في مشهدٍ مليء بالتقلبات، يعاني “ريال مدريد” من أزمةٍ حقيقية على أكثر من جبهة هذا الموسم. على الرغم من أنه حامل لقب الدوري الإسباني، إلا أن الفريق “الملكي” فقد فرصة ذهبية للانقضاض على صدارة “الليغا” بعد تعادله المخيب 3-3 أمام “رايو فايكانو” في الجولة 17 من موسم 2024-2025. وتقدّم أصحاب الأرض بهدفين مبكرين، إلا أن “الميرنغي” انتفض بفضل جهود فيديريكو فالفيردي وجود بيلينغهام، وعاد الفريق “الأبيض” إلى المباراة وسجّل هدفين قبل نهاية الشوط الأول، ليتقدّم في الشوط الثاني في لحظةٍ من التألق عبر المهاجم البرازيلي رودريغو غوس من تصويبة بعيدة المدى سكنت الشباك العلوية للحارس أوغستو باتايا. ولكن، كما هو الحال في العديد من المباريات الأخيرة، لم يستطع الفريق الحفاظ على تقدمه، ليعدل أصحاب الأرض النتيجة قبل نصف ساعة من النهاية.
في هذه اللحظة، أصبح واضحًا أن الطريق نحو الاحتفاظ باللقب في الدوري الإسباني لن يكون سهلًا، خاصة في ظل تحسن أداء الغريم اللدود “برشلونة” الذي يظهر بشكلٍ أكثر تماسكًا.
التحديات لا تقف عند هذا الحد، بل تتفاقم في دوري أبطال أوروبا، البطولة المفضلة لـ “ريال مدريد” والتي شهدت تراجعًا غير مسبوق هذا الموسم. الفريق يقبع في المركز 20، ليُظهر أداءه المتذبذب في المسابقة القارية. وبعد بداية كارثية، حقق الفريق أول فوز له في ثلاث مباريات فقط بفوزه المتأخر على “أتالانتا” يوم الثلاثاء الماضي، في انتصارٍ لم يُطفئ نيران القلق التي تكتنف الفريق وجماهيره.
ويعاني “الملكي” الآن من غياباتٍ مؤثرة في صفوفه، حيث يفتقد لخدمات عدد كبير من اللاعبين الأساسيين، من بينهم داني كارفاخال، إيدير ميليتاو، ديفيد ألابا، وفيرلاند ميندي. وهذا جعل المدرّب الإيطالي كارلو أنشيلوتي يعترف بوجود أخطاء أثّرت على أداء الفريق في المباريات الأخيرة، مؤكدًا أن الفريق لا يمتلك الكثير من البدائل.
ورغم هذه الصعوبات، يبدو أن هناك شعاعًا من الأمل يلوح في الأفق بالنسبة لـ “البطل”، حيث يستعدّ الفريق للمشاركة في نهائي كأس “إنتركونتيننتال” ضد “باتشوكا” المكسيكي يوم غد الأربعاء في الدوحة. هذا النهائي يمثل فرصة ذهبية للفريق “الملكي” لتزيين عام 2024 بلقبٍ قاري جديد يمكن أن يُعيد له بعض الزخم المعنوي بعد تعثره في الدوري الإسباني وبطولة “ذات الأذنين”. وأكدّ أنشيلوتي أن الفوز في كأس الإنتركونتيننتال: “سيكون بمثابة تزيين لكعكة هذا العام”.
ورغم آمال “ريال مدريد” في تعويض كبوته المحلية خصوصًا، لا يمكن إنكار أن التحديات ستكون أكبر، وأن المنافسة على لقب الدوري أصبحت أكثر تعقيدًا. “أتلتيكو مدريد”، المنافس الأقوى حاليًا، يواصل انتصاراته حيث يقف في الصدارة مع “برشلونة” (38 نقطة) بينما تمركز “الريال” خلفهما بفارق نقطة واحدة. وإذا استمرّ “ريال مدريد” في فقدان النقاط بهذه الطريقة، سيكون من الصعب عليه الحفاظ على لقبه في ظل الأداء المتماسك للغريمين التقليديين.
وفي الوقت الذي يتطلع فيه الفريق إلى نهائي كأس الإنتركونتيننتال في قطر، لا بد من التساؤل: هل يمكن لـ “ريال مدريد” أن يستعيد توازنه المحلي ويقاتل على لقب الدوري في ظل هذه الظروف الصعبة؟ الجواب سيعتمد على قدرة الفريق على التعافي من الأخطاء الدفاعية وتحقيق نتائج مميزة في المباريات المقبلة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook