خسائر حزب الله… عجّلت بسقوط الأسد
كتب رضوان عقيل في” النهار”:يروي ديبلوماسي لم تكن بلاده بعيدة من التطورات الأخيرة وهو متابع جيد لمسار التطورات في سوريا منذ عام 2011 إلى اليوم، أنه كان ينتظر هذا النوع من النهايات لحزب البعث لكنه لم يكن يتوقع تهاوي الأسد بهذه السرعة، مع التوقف عند أن وسائل الدعم التي كان يتلقاها من الحلفاء انعدم تأثيرها وخصوصاً في الأشهر الأخيرة، الأمر الذي دفع “دائرة القرار” إلى العمل على طرده من دمشق وإزالة تماثيل حافظ الأسد في المحافظات.
أول المؤشرات على تراجع دعم الأسد تمثل في تراجع القدرات العسكرية لـ”حزب الله” في حربه مع إسرائيل التي تمكنت من شلّ قدراته العسكرية وتدمير الجزء الأكبر من ترسانة صواريخه ومسيّراته. هذا العامل كان في مقدّم الأسباب التي دفعت خصوم الأسد إلى الانقضاض عليه. ويشرح أحد السفراء أنه قبل أقل من أسبوعين جرى تفعيل غرفة العمليات في تركيا وهي تضمّ ضباطاً من الأتراك والأميركيين فضلاً عن المسؤولين عن جماعات المعارضة وأبرزها “هيئة تحرير الشام” بقيادة أحمد الشرع صاحب التجربة العسكرية في حرب العراق والذي كان سجيناً عند الأميركيين.
وعند اتخاذ القرار بالهجوم على وحدات النظام السوري وجيشه بدءاً من حلب وتحريرها من جماعة الأسد كان المهاجمون يعملون بناءً على جملة من الوقائع على الأرض واستناداً إلى معلومات دقيقة أن في إمكان المهاجمين السيطرة على حلب أولاً ثم حمص وحماة ولو أنهم كانوا يتحسّبون لمواجهة صعبة وقتال مفتوح في دمشق، إلى أن كانت المفاجأة وهي طلب الأسد من جيشه عدم المواجهة وتسليم مواقعه لمجموعات المعارضة المسلحة في تدهور دراماتيكي لوحدات الجيش النظامية. وزاد الطين بلة على هذه المشهدية هروب الأسد وحفنة من مساعديه بطوافة إلى قاعدة حميميم الروسية ومنها إلى موسكو. وفي معلومات لـ”النهار” إن مقربين من الأسد أبلغوا مسؤولاً لبنانياً أنهم فوجئوا بمغادرة الأسد من دون أن يخبر أحداً من حلقته الأمنية بدءاً من وزير الدفاع السابق الذي اتصل بنفسه بقادة الألوية والوحدات العسكرية وطلب منهم الانسحاب وعدم الاشتباك مع المجموعات المسلحة.
وثمة أسباب عدة أدّت إلى تمكن المعارضة ونجاحها في إزاحة الأسد، يعدّدها سفير عربي على الشكل الآتي:
– عند ظهور علامات الضعف التي أرهقت جسم “حزب الله” أخذ خصوم الأسد وكل من لا يريده في السلطة يضيّقون عليه وخصوصاً بعد اغتيال إسرائيل السيد حسن نصرالله ولو أنه أخذ مسافة من عملية “طوفان الأقصى” ولم يلاق فريق “المحور” في معادلة وحدة الساحات التي بقيت حبراً على ورق ما عدا مشاركات خجولة من اليمن والعراق ومن إيران نفسها راعية فريق “الممانعة“.
– تؤكد غرفة العمليات في تركيا ومن تضمّ في صفوفها والمدعومة من قطر (التي فتحت سفارة للمعارضة السورية رغم اعتراضات خليجية) أن الحزب لم يعد يستطيع القتال مع النظام ولذلك سارع إلى سحب مقاتليه من حلب وحمص والقصير وأماكن أخرى في دمشق فضلاً عن الإيرانيين الذين عجّلوا بالمغادرة على مستوى المستشارين وغيرهم تحسباً من الوقوع في أيدي المعارضة.
– تبيّن لغرفة عمليات المعارضة أن روسيا غير قادرة بدورها على المشاركة في مواجهة أكبر مع المعارضة ولو نفذت جملة من الغارات الجوية على أهداف في حلب وحمص لا أكثر. وجرى التوقف عند ترهّل ضبّاط الجيش السوري وجنوده حيث لم يتجاوز راتب العسكري ثلاثين دولاراً زائد أنهم في الأشهر الأخيرة لم يتناولوا من الطعام أكثر من البيض والبطاطا. وإضافة إلى كل ذلك، انعدمت روحية القتال عند هؤلاء وهم يشاهدون بعيونهم كبار الضباط والتجار من حلقة الأسد كيف ينهبون البلد.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook