من أجل حزب الله.. هذا ما قد تفعله إيران في سوريا
نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنّ الحرب الإقليمية التي نعيشها منذ السابع من تشرين الأول 2023 هي السيناريو الذي طلّ المعلقون الإيرانيون يحذرون منه فترة طويلة.
ويقول التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنّ “طُلب من زعيم حركة حماس الراحل يحيى السنوار، الانتظار لتنفيذ عملية عسكرية كبيرة، وذلك نظراً للوقت الذي تحتاجه إيران وحلفاؤها للاستعداد لتنفيذها”، وأضاف: “السنوار اختار تنفيذ عملية طوفان الأقصى بحجة أنها عملية فلسطينية، الأمر الذي جرَّ الإيرانيين إلى محاولة خلق توازن بين حماية فلسطين ومنع التصعيد”.
وذكر التقرير أنّ “إسرائيل من جهتها بدأت حرب إبادة، وأدرك الإيرانيون أنه كان من الخطأ التعمق في الحرب وعليهم أن يُحاولوا وقفها في ضوء النتائج المُخيبة لحماس وحزب الله”، وأردف: “لقد جرى نقل هذه الرسالة إلى محور المقاومة، لكنّ المشكلة، كما تم تحليلها في طهران، هي أنَّ إسرائيل من جانبها لا تتوقف، وكما يحتاج حزب الله في لبنان إلى إعادة التأهيل، فإنّ الإيرانيين يحتاجون أيضاً إلى فترة راحة مدتها 4 سنوات لإعادة التأهيل والتعافي ليس عسكرياً فحسب، بل وأيضاً من أجل إعادة تأهيل الخطاب المتضرر وبناء سرد جديد عبر تصوير حصول نصرٍ من فشل”.
وأكمل: “بعد الهجوم العنيف الذي نفذته إسرائيل ضدّ حزب الله في لبنان، جاء انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وكل هذا في 10 أيام. عملياً، جلست إيران على الهامش، أو كما قالت صحيفة نيويورك تايمز إن هناك فجوة بين التصريحات الإيرانية والتوجيهات على الأرض بعدم القتال، فضلاً عن انسحاب الميليشيات وبدء الحوار مع المتمردين في سوريا لضمان خروج القوات الإيرانية بسلام وحماية الأماكن المقدسة، وذلك مقابل عدم تورّط إيران”.
وأردف: “كل هذا قاد النظام الإيراني إلى استنتاجٍ مفاده أنه من الضروري خلق رواية جديدة عن سبب عدم حماية النظام الذي تم الاستثمار فيه أكثر من 50 مليار دولار على مدى عقد من الزمن. الجمهور المستهدف بالسردية الجديدة هو دول محور المقاومة، الدول السنية المعتدلة، وقوى ودول العالم، بما فيها إسرائيل”.
وتابع: “ما لا يقل أهمية بالنسبة لعلي خامنئي هو الساحة الداخلية، والمطلوب منه تقديم تفسير للجيل الرابع من الثورة، خصوصاً أن هناك ثلة من الشبان الإيرانيين جاؤوا إلى سوريا لدعم نظام الأسد من أجل حماية الأماكن المقدسة للشيعة”.
ويعتبر التقرير أنه “من المهم عملياً التأكيد على أنَّ سلوك إيران انكشف للجميع، وعسكرياً لم تستطع مساعدة الأسد في وضعه الحالي”، وأضاف: “بعد تصفية كبار الضباط في الحرس الثوري ضمن سوريا خلال هجمات مُستهدفة نُسبت إلى إسرائيل، افتقرت إيران إلى القدرة على إرسال تعزيزات من جانب حزب الله، ومُنعت طائراتها من التحليق والوصول إلى إسرائيل. كذلك، هناك أضرار لحقت بالميليشيات الشيعية على يدّ الأميركيين، في حين أن الضربة التي تلقاها حزب الله عبر تفجير أجهزة البيجر كانت كبيرة فضلاً عن اغتيال قادته”.
وأكمل: “ستكون هذه أيضاً الفترة الأصعب في تاريخ إيران، كما يقول مذيع شبكة معروف مرتبط بالحرس الثوري. في الواقع، مع إخراج حزب الله والنظام الإيراني من سوريا، تم إغلاق مشروع المقاومة في هذه اللحظة. يجب على إيران أن تعيد النظر بشكل كامل في عقيدتها الدفاعية. في الوقت نفسه، تعمل طهران على الانتقال إلى خطاب جديد تجاه المتمردين باعتبارهم هدفاً جديداً، وتحول الخطاب تجاههم من إرهابيين إلى معارضين، وكل ذلك بهدف الحفاظ على محور حزب الله لنقل الأسلحة، وهو الأمر الذي يقول معلقون في إيران إنه ليس مستحيلا”.
المصدر:
ترجمة “لبنان 24″
مصدر الخبر
للمزيد Facebook