مقدمات نشرات الاخبار المسائية
في موازاة حالات الفوضى والإنفلات السائدة في العديد من المناطق السورية بعد إسقاط حكم الرئيس بشار الأسد يخطو تحالف المعارضة خطواته الأولى على مسار عملية انتقال السلطة انطلاقا من تشكيل حكومة.
وعلى هذا الخط تم تكليف محمد البشير بتولي حكومة انتقالية حتى بداية آذار المقبل.
أما برلمانيا فقد أعلن رئيس مجلس الشعب حمودة صباغ استعداده للتعاون مع القيادة الجديدة والتعامل مع أي توجه سواء كان مرتبطا بحل المجلس أو انعقاده أو الدعوة لانتخابات جديدة.
وفي حمأة التغيير الحاصل لم يتأخر العدو الإسرائيلي في استغلال الحدث السوري فبعدما بادر جيشه إلى احتلال المنطقة العازلة في الجولان توغل في ريف دمشق الجنوبي المحاذي للحدود اللبنانية مقابل قضاء راشيا ووصلت دباباته إلى مبعدة نحو عشرين كيلومترا جنوب غرب العاصمة السورية وهو توغل يحظى بغطاء سياسي من الولايات المتحدة التي اعتبرته إجراء مؤقتا.
وبالتزامن مع قضم الأراضي شن جيش الإحتلال عدوانا جويا وبحريا واسعا في طول سوريا وعرضها لتدمير القدرات العسكرية والإستراتيجية والعلمية للجيش السوري.
وأشارت المعلومات إلى أن الطيران الحربي المعادي شن أكثر من ثلاثمئة غارة على سوريا منذ الأحد الماضي بلغت ذروتها الليلة الماضية وطالت منظومات الدفاع الجوي ومخازن الأسلحة ومعامل الدفاع والمطارات العسكرية والطائرات الحربية والمروحية والأسطول البحري.
ووصف جيش الإحتلال هذا العدوان بأنه أكبر عملية جوية ينفذها في تاريخه.
في مواجهة العاصفة التي تضرب المنطقة ولا سيما سوريا تبرز ضرورة تحصين الساحة الداخلية في لبنان بسلاح الوحدة الوطنية والتوافق الداخلي والتخلي عن أي رهانات.
ومن باب سد أي ثغرات حدودية من الناحية الشرقية جرى تشدد عسكري وأمني لبناني في ضبط المعابر وتنظيم العبور إلى الأراضي اللبنانية.
جنوبا يمضي العدو الإسرائيلي في عدم التزامه بمتطلبات قرار وقف إطلاق النار محاولا فرض أمر واقع وتكريس ما يسميه حرية الحركة في لبنان.
هذا التفلت الإسرائيلي يشكل في الواقع تحديا للجنة المراقبة الخماسية التي انطلق عملها فعليا من خلال اجتماعها الأول الذي أسس لتفاهم على التنسيق في تطبيق اتفاق وقف النار.
في الناقورة اجتماع أول للجنة المراقبة وفي تل أبيب جلسة يدلي فيها بنيامين نتنياهو لأول مرة بشهادته في محاكمته المستمرة منذ فترة طويلة بقضايا فساد.
والأمر القضائي سيجبر نتنياهو على التنقل خلال جلسات متتالية بين قاعة المحكمة وغرفة إدارة الحرب.
هي المرة الأولى ايضا في تاريخ كيان الإحتلال التي يكون فيها رئيس وزراء إسرائيلي على منصة المتهمين وهو في رأس السلطة.
وفي اليوم الثالث على هروب بشار الاسد أصبح لسوريا حكومة جديدة. فقد تم رسميا تكليف محمد البشير تولي رئاسة حكومة انتقالية حتى الاول من آذار 2025، اي بعد شهرين و20 يوما تقريبا. فهل المدة كافية لانجاز الانتقال المطلوب؟
مهما يكن، الواضح من التاريخ الموضوع للحكومة الجديدة ان ثمة رغبة حقيقية في تسريع العملية الانتقالية، ما يؤكد ان كل شيء مرسوم ومخطط له.
وعلى الارجح فان الانتقال سيتم بهدوء من حكم ديكتاتوري ظالم الى نظام يحقق للسوريين الاستقرار والرخاء والحرية.
مقابل تقدم العملية السياسية، فان البحث عن المعتقلين في سجون الاسد لم يتقدم كثيرا.
عمليات البحث في سجن صيدنايا انتهت من دون العثور لا على زنازين سرية ولا على سراديب غير معروفة، اي من دون العثور على معتقلين اضافيين، وخصوصا من اللبنانيين السبعمائة.
فاين أخفى جزار دمشق ضحاياه من السوريين واللبنانيين؟
وهل هناك سجون سرية في سوريا لم يكشف النقاب عنها بعد؟
في الاثناء، فوضى نسبية سيطرت لفترة على المعبر الحدودي في المصنع.
والسبب الاساسي ان السلطة السياسية لم تتجرأ على اتخاذ قرار باقفال المعبر موقتا على الاقل، اي الى حين استتباب الامور.
وانطلاقا من المعطى المذكور فقد عمد المدير العام للامن العام الى اصدار برقية قضت بمنح الضابط احمد نكد، المسؤول عن تسيير اعمال مركز المصنع، اجازة ادارية لمدة خمسة عشر يوما، واحلال المقدم ايهاب ديراني مكانه، بعد تردد معلومات عن تسهيل نكد مرور عدد من اركان نظام الاسد الى لبنان.
فالى متى ستبقى السلطة السياسية في لبنان عاجزة ومترددة في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب؟…
من الشمال والشرق، لبنان محاط بالمجهول، بعد التحول السياسي الكبير في سوريا، وريثما تتبلور اتجاهات الحكم الجديد.
ومن الجنوب، حدوده مع عدو يستحوذ بالقوة على أجزاء واسعة من أراضيه، في انتظار البدء في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، الذي ينص على انسحاب الجيش الاسرائيلي من المناطق التي احتلها في العدوان الاخير، واطلاق المفاوضات حول النقاط الحدودية العالقة، فضلا عن بت مسألة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر.
أما من الغرب، فيحده البحر، حيث الثروات الدفينة عادت في خطر، بعد منع التنقيب عن الغاز لأسباب سياسية مكشوفة، ومن دون أن يلمح في الأفق أي مؤشر إلى إعادة نظر في الفيتو الذي أوقف العمل فجأة في البلوك رقم 4، وحال دون انطلاقه الفعلي في البلوكين 8 و9.
هذا على الحدود مع الخارج. أما في الداخل، فحدود مصطنعة بين اللبنانيين عموما، والمسيحيين خصوصا، حاول البعض ترسيمها عنوة في اليومين الماضيين، مستثمرين في قضية المفقودين والمخفيين والمعتقلين، لا للوصول بها إلى بر الأمان، بل للعبور عبرها لاستهداف تاريخ الآخرين، وإرثهم الوطني الذي لا يغبر عليه محترفو إثارة الغبار، ممن أسدوا نظام حافظ الاسد بالذات خدمات لم يقدمها له أحد يوما في لبنان، يوم ساهموا في إسقاط قصر بعبدا ووزارة الدفاع الوطني في 13 تشرين الأول 1990، قبل أن يتوجهوا إلى عرين الأسد عام 1994 للتعزية بنجله، كأن شيئا لم يكن، وقبل أن تسنح الفرصة للبنانيين ليعزوا بعضهم بعضا بشهداء الميليشيات القاتلة.
وقبل تمكن الأمهات والآباء والإخوة والأخوات من كشف مصير أبنائهم، الذين لم يسأل عنهم أصحاب واجب العزاء قبل ثلاثين عاما بالتمام والكمال، يوم كان العماد ميشال عون الذي يتهمونه زورا اليوم، مبعدا عن الوطن، والتيار الوطني الحر لم يولد رسميا بعد.
غير ان الحدود التي رسمت بين اللبنانيين والمسيحيين، وسط فرحة ودبكة ورقصة، يؤمل ألا تكون على القبور، اجتازها اليوم جبران باسيل، عابرا بين الالغام التي زرعها له أكثر من حزب وشخصية، عن عمد أو جهل، فذكر اللبنانيين بمحطات التاريخ، وسلط الضوء على الوقائع المفصلة، وواجه الكذبة بحقيقتهم البشعة، ومعه نبدأ نشرة الاخبار.
مقدمة الـ “أل بي سي”
لأن لا دخان من دون نار ، دعونا نتصارح مع اللبنانيين ولاسيما المسؤولين منهم وأصحاب القرار:
والصراحة تقتضي قول الآتي:
حصل شيء كبير جدا في سوريا ، تداعياته على الدول المجاورة ثم على الدول التي فيها نازحون سوريون. لبنان هو البلد الأكثر تاثرا، لأن الدولة فيه مترهلة وشبه منهارة.
في سوريا سقط نظام وبدأ يقوم نظام على أنقاضه.
رجال النظام المتهاوي إما مازالوا في سوريا وإما خرجوا منها وإما في طور الخروج.
البلد الأسهل بالنسبة إليهم للخروج هو لبنان لسببين:
الأول أن هناك معابر غير شرعية يستطيعون العبور من خلالها، والثاني أن هناك ملاذات لهم في لبنان يستطيعون الإقامة فيها وحتى البقاء فيها.
ولنكن صريحين: الملاذات هي الأمكنة التي يسيطر عليها حزب الله سواء في البقاع وتحديدا الهرمل ام في الضاحية الجنوبية وحتى في العاصمة بيروت.
هذا الواقع يشكل خطرا على اللبنانيين عموما وعلى حزب الله وعلى الفارين إلى لبنان.
لماذا حزب الله يريد ان يضع لبنان في دائرة الخطر من خلال إيواء رجال النظام الذي اثبتت الفيديوهات والوقائع والمعطيات والشهادات، أنه ارتكب افعالا اعتقد العالم أنها انتهت منذ انتهاء الأنظمة القمعية، من النازية إلى الشيوعية إلى الرومانية ايام تشاوشيسكو.
لماذا على لبنان أن يتحمل هذا الحمل الثقيل؟
ولماذا حزب الله يريد ان يورط لبنان في ما لا طاقة على تحمله؟…
المطلوب، قبل فوات الأوان أن يخرج أحد في هذه الدولة ويكاشف اللبنانيين بحقيقة ما جرى عشية سقوط الاسد وغداة سقوط الأسد، وإذا لم يفعل، فسيكون البلد أمام ورطة وأمام استدراج النظام الجديد في سوريا ليتدخل في لبنان تحت ذريعة ملاحقة رجال النظام المطلوبين والمتوارين.
وسيكون امام مسؤولية السماح لمطلوبين العبور إلى لبنان ومنه إلى بلد آخر.
فهل يتحمل لبنان هذا الوضع؟
إنها مكاشفة ودعوة للاستجابة قبل فوات الأوان.
مقدمة “الجديد”
جيرت اسرائيل التغيير في سوريا الى ملاعبها فاحتلت اراضي عربية، وانتهكت مساحات تسيطر عليها الامم المتحدة في الجولان،
وضربت جوا بعد الارض فدمرت قدرات سوريا العسكرية وعلى توقيت تتلمس فيه المعارضة دورها في سوريا وتتشكل سياسيا وتعين رئيسا لحكومة المرحلة.
أرادت اسرائيل الدخول عاملا مؤثرا على التغيير، فنزعت عن الحكم الجديد قواه العسكرية، وأعلنت أن جيشها دمر ما بين سبعين وثمانين بالمئة من القدرات الاستراتيجية لنظام بشار الأسد، وأن ثلاثمئة وخمسين مقاتلة هاجمت مواقع من دمشق إلى طرطوس، فأتت على أنظمة الدفاع الجوي ومستودعات الأسلحة والأسطول البحري ومع هذه النتائج وما سيليها من اعتداءات.
فإن دولة الجولاني تفتح حكمها منزوعة السلاح النظامي، وستعتمد على أسلحتها من خارج الثكنات ولم تتحرك ادارة الثورة لرفض هذه الانتهاكات الاسرائيلية، ولاسيما تلك التي رابطت في الجولان والقنيطرة ومرتفعات جبل الشيخ وتجاوزت حدود الأندوف.
وإذ رفعت الامم المتحدة صوتها اعتراضا على انتهاك اسرائيل، فإن جامعة الدول العربية لم تجد في الاحتلال خطورة تستدعي التحرك العاجل، وظلت على سياسة النأي بالنفس التي اصبحت “مقززة” للنفس ولم تستند الجامعة الى بيانين هامين صدرا عن السعودية والامارات يدينان بشدة استيلاء اسرائيل على المنطقة العازلة في الجولان.
وأمام الجامعة أيضا إعلان صريح من بنيامين نتنياهو عن سياسته التوسعية تحت مسمى الحفاظ على امن اسرائيل، وانه سيكرر افعاله كلما سنحت له الفرصة بذلك وإنجازات نتنياهو هذه حققها خلال وقبيل مثوله امام المحكمة للمرة الاولى في قضايا رشوة واحتيال وخيانة الأمانة. سيكون الرئيس “اللص” ماثلا في محاكمة استثنائية ثلاثة ايام أسبوعيا، وفي كل جلسة سيخضع للاستجواب ست ساعات.
اما في اوقات الفراغ فيخوض حروبا وينتهك اتفاقات ويحتل أراض عربية ويجري مناورات مع حماس لابرام صفقة لم تستو منذ اربعة عشر شهرا ولا تبدو الحكومة السورية الجديدة في وارد نزاع حاليا مع اسرائيل فرئيسها المؤقت محمد البشير اعطى الاولوية لتسلم “إضبارات” الحكم من بقايا النظام السابق والذين تعاونوا على تسليم الادارة المهترئة.
اما رموز النظام فتردد إعلاميا ان بعضهم لجأ الى فنادق في لبنان لكن وزير الداخلية بسام مولوي اعلن انه لم يدخل اي عنصر امن في النظام السوري السابق الى لبنان وقال: سنضيف حاجزا امنيا للجيش والأمن العام عند المصنع هو حاجز.. لن يضبط ازمة لبلدين.. بشعب واحد.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook