معقل حزب الله في سوريا.. ماذا حلّ بمدينة القصير؟
ويقول باحثون سوريون تحدثوا لموقع “الحرة” إن دخول فصائل المعارضة إلى القصير الحدودية مع لبنان بمثابة ضربة لـ”حزب الله”، لكنها لا تضاهي حجم الضربة الأكبر، بسقوط نظام الأسد كاملا.
وفي المقابل، يوضحون أن دخول الفصائل المسلحة المدينة المذكورة لا يعني السيطرة الكاملة عليها في الوقت الحالي، خاصة أن حزب الله كان حولها لسنوات طويلة إلى حديقة خلفية وشريان حيوي للحصول على الإمدادات من السلاح.
“السيطرة تتطلب وقتا”
وتضم القصير مركز مدينة وتقع في محيطها أكثر من 80 قرية وبلدة، ورغم أن نفوذ حزب الله قبل سقوط نظام الأسد كان يشمل أيضا مناطق أخرى تقع على الحدود السورية-اللبنانية، إلا أن المدينة تحظى برمزية عسكرية ومعنوية في آن معا.
وكانت سيطرة الحزب على القصير بعد 2012 قد فتحت لها الكثير من الأبواب داخل سوريا، وصولا إلى المناطق الحدودية مع العراق. وليس ذلك فحسب طالما كان أمين حزب الله السابق، حسن نصر الله يتغنى بـ”الانتصارات” التي حققوها هناك.
ويرى الباحث السوري في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية”، نوار شعبان، أن “إتمام سيطرة الفصائل المسلحة على القصير سيأخذ وقتا أطول ولن يكون بشكل سريع”.
علاوة على ذلك، ما تزال الكثير من المستودعات التابعة للحزب هناك، وقد يكون من الصعب اكتشافها في وقت قصير، لاسيما أنها تحولت قبل شهرين لهدف متكرر للجيش الإسرائيلي.
ويضيف الباحث لموقع “الحرة”: “بحسب ما وصلني فإن تمركز فصائل المعارضة في القصير مازال حذرا”، دون أن يشمل ذلك الطرقات الواصلة إليها، والتي تنطلق في غالبيتها من مركز مدينة حمص.
وكان حزب الله دفع الكثير في معركة القصير ضد فصائل “الجيش السوري الحر”، بعد 2012، واتبع ذات الإجراء بالتدريج ليوسع نفوذه إلى عموم المناطق السورية، في وقت كانت تتقاطر قوافل المجموعات القادمة من إيران.
لكن بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية في جنوب لبنان تغيّر كل شيء ليس فقط على مستوى وجود حزب الله في سوريا، بل على مستوى الأراضي اللبنانية التي كانت ينتشر فيها، وأبرزها الضاحية الجنوبية.
ولم تكن العمليات العسكرية التي جرت بشراسة لأكثر من شهرين متركزة فقط على ضرب حزب الله في معاقله، بل تحولت بالتوازي إلى سوريا، لتبدأ إسرائيل بضرب ما تقول إنه “طرق إمداد حزب الله”.
وتمر غالبية طرق الإمداد التي كان يعتمد عليها حزب الله من مدينة حمص وتصل إلى القصير لتخترق بعدها الحدود السورية-اللبنانية.
ويوضح الشاب السوري، محمد الزهوري، الذي عاد إلى القصير قبل يومين في أعقاب سقوط نظام الأسد وتمدد سيطرة الفصائل المسلحة على عموم المناطق السورية أن مدينته “أشبه بخراب”.
ويقول لموقع “الحرة”: “تغيّر فيها كل شيء. نرى الدمار القديم الذي خلفته العمليات العسكرية وخرابا جديدا أحدثته الضربات الإسرائيلية على مستودعات ونقاط تمركز.
ونشرت الفصائل المسلحة، خلال اليومين الماضيين، حواجز أمنية على الطرقات الواصلة إلى القصير، لكنها ما تزال هذه الجماعات بعيدة عن إتمام السيطرة كاملة على المدينة وأريافها، وفق الزهوري. (الحرة)
مصدر الخبر
للمزيد Facebook