كيف يؤثر الطقس على مزاجنا وشعورنا بالراحة؟
وربطت دراسة حديثة أجرتها الدكتورة كيم ميدنباور، وهي أستاذة مساعدة في علم النفس بـ”جامعة واشنطن” وعضو في مركز أبحاث المساواة الصحية، ربطت بين الظروف الجوية الموضوعية والمحلية للغاية وإدراك الأفراد لبيئاتهم، ومدى راحة درجة الحرارة، وكيف كانوا يشعرون في تلك اللحظة.
وأكمل المشاركون في الدراسة عدداً من الاستطلاعات على هاتف ذكي في بيئات خارجية خلال فصل الصيف، وكان لديهم نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ومعلومات الوقت، لذلك كان من الممكن ربط الظروف الجوية الموضوعية بالوقت والمكان الذي أكملوا فيه الاستطلاع.
وتقول ميدنباور: “لقد توقعنا أنه قد تكون هناك علاقة قوية إلى حد معقول بين الظروف الجوية الفعلية وما إذا كان الناس قد أبلغوا عن كونها حارة أو باردة، مريحة أو غير مريحة أم لا. وكنا مخطئين تماماً”.
وأضافت: “إذا نظرنا إلى العلاقة بين جميع الأشخاص في الدراسة، فقد أظهرت نتائجنا علاقة ضعيفة جداً بين الطقس الفعلي وإدراك درجة الحرارة أو الراحة. حتى في الأيام التي كانت فيها درجة الحرارة أعلى من 90 درجة فهرنهايت، كان بعض الأشخاص مرتاحين تماماً، وفي الأيام التي كانت فيها درجة الحرارة 73 درجة فهرنهايت ومشمسة، كان بعض الأشخاص غير مرتاحين ووجدوا أنها باردة جداً”.
وتقول الباحثة ميدنباور إن “الأهم من ذلك، أننا رأينا علاقة بين عدم الراحة في درجة الحرارة وبين العواطف السلبية، حيث إذا أبلغ الناس عن شعورهم بالحرارة غير المريحة، فإنهم يشعرون بمزيد من التعب والضيق وعدم السعادة بشكل عام. ولكننا لا نرى هذه العلاقة إلا إذا قال الناس إن الحرارة جعلتهم يشعرون بعدم الارتياح، وهذا يعني أنه في يوم بلغت درجة حرارته 95 درجة فهرنهايت، قال الكثير من الناس إنه كان شديد الحرارة لكنهم لم يشعروا بعدم الارتياح، وبالتالي، لم يكن للحرارة الشديدة تأثير سلبي عليهم”.
وتقول الباحثة الأميركية إنه “من غير المستغرب أن يؤدي عدم الارتياح إلى المزيد من المشاعر السلبية، فالانزعاج بحكم التعريف ليس تجربة ممتعة.والأمر الأكثر أهمية والأكثر إثارة للدهشة هو أن هذه الاختلافات الفردية في الراحة ودرجة الحرارة المتصورة أكبر بكثير وأكثر أهمية من الظروف الجوية الفعلية نفسها”.
وتقول ميدنباور إن “هذا يفتح الباب أمام أسئلة مثيرة للاهتمام حول سبب اختلاف الناس كثيراً في تصوراتهم وراحتهم، فهناك الكثير من الأدلة على أن علم وظائف الأعضاء يلعب دوراً، اعتماداً على تكوين الجسم والعمر واللياقة البدنية والهرمونات وما إلى ذلك، وقد تتمكن من تنظيم درجة حرارتك بشكل أفضل، ولكن هذا ليس سوى جزء واحد من اللغز، حيث يبدو في الواقع أن سمات الشخصية قد تلعب دوراً”. (العربية)
مصدر الخبر
للمزيد Facebook