ما الذي سيناقشه مجلس الوزراء اليوم؟
Advertisement
ما سيناقش فعلياً، هو ترتيب الأولويات اللوجستية. البدء بمسح الأضرار هو أولوية، وإلى جانبها البدء بإزالة الردم، ثم إطلاق مرحلة التعويض وإعادة الإعمار. المباشرة بمسح الأضرار في بيروت والبقاع مسألة باتت متاحة، إنما هي ليست متاحة في كل الجنوب بعد في انتظار انسحاب العدو من كل الأراضي التي دخلها أو سيطر عليها بالنار. لكن مسألة إزالة الردم تعدّ حيوية جداً، لأن الإزالة تعني «تنظيف» المساحات من الركام الذي يتراكم في العقارات الخاصة، ممتداً إلى الأملاك العامة. والإزالة تعني أنه يجب تحديد من سيقوم بالإزالة، وما سيقوم به، وأين سيوضع الناتج. عملية التلزيم ستكون بالتراضي، وستنفذها كل جهة ضمن نطاقها، أي مجلس الجنوب والهيئة العليا للإغاثة، لكن بأيّ كلفة؟ هل سيسمح للملتزم بأن يحصل على الناتج من الردم وبيعه؟ فحتى الآن، يقدّر أن في الضاحية وبيروت ردماً بحجم إجمالي يبلغ مليوني متر مكعب وفيه أطنان من الحديد والألمنيوم والنحاس. يقال إن هناك عروضاً وردت إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من شركات أجنبية مهتمة بإزالة الردم مجاناً مقابل الحصول على الناتج بعد نقله وفرزه وطحنه. وعلى افتراض أنه تم الاتفاق على إجراءات التلزيم، فإلى أين سيتم نقل الردم؟ هل سيتم ردم بحر الأوزاعي فيه كما ترغب بعض فعاليات المنطقة، أم أنه سينقل إلى مكبّ الكوستا برافا الذي يحتاج من أجل توسعته، وبقرار من مجلس الوزراء، إلى 740 ألف طن من الردم؟ النقاش بهذا الشأن يتعلق بسؤال حول الجهة التي ستؤول إليها العقارات المردومة.
سيجري نقاش كل هذا الأمر من دون أي فكرة عن تمويل مشروع إعادة الإعمار، وما ستكون حصّة كل طرف فيه من الدولة إلى الدول المانحة وإيران وحزب الله. ستناقش مسألة التعويضات للمساكن المتضرّرة، لكن أيضاً بلا أي افق، باستثناء ما أعلنه حزب الله أخيراً من أنه سيغطي الفروقات. ثمة مسألة أساسية تتعلق بإدارة مشروع إعادة الإعمار، فهل سيكون هناك نقاش في مشاريع إعادة إعمار تعيد إنتاج مشروع وعد لإعمار الضاحية بعد عدوان 2006، أم سيظهر نموذج جديد من إدارة المشاريع؟ أم أن الدولة غائبة عن نقاش كهذا أصلاً؟ الوقت يدهم الجميع، فالتقديرات أن إعادة الإعمار مشروع متوسط المدى، وكلما اقترن بتمويل له شروط سياسية كما يتوقع، وفوقها آليات روتينية وبيروقراطية أو ذات رقابة دولية، سيمتد المشروع أكثر في الزمن.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook