اغتيالات قادة حزب الله.. هل انتهت مع هدنة لبنان؟
عملياً، ما يفعله الجيش الإسرائيلي في الجنوب ليس إلا محاولة لتحقيق مكاسب عديدة عجز عن الحصول عليها قبل وقف إطلاق النار الذي دخل أسبوعه الأوّل. وما يتبين هو أن الإسرائيلي يستفيد من مدة الـ60 يوماً الممنوحة له لـ”إستباحة” ما يريده من الأراضي في الجنوب بذريعة أن الإتفاق يسمح له هذا الأمر، لكن الحقيقة تقول إن أي تقدُّم إضافي في الميدان يعتبرُ خرقاً صافياً ومؤكداً بكل المقاييس.
ولكن، السؤال الأكثر أهمية هو التالي: أين الخرق الأكبر والأخطر؟ ما هو وما هي انعكاساته على لبنان وعلى “حزب الله” تحديداً؟
البنود التي أقّرها اتفاقُ وقف إطلاق النار كانت واضحة بمعانيها، لكن ما فُقد ضمن النصّ الأساسي هو بندٌ واحد يؤثر جداً على “حزب الله” وصورة المعركة الحالية، ويتصلُ بالاغتيالات التي قد تُعاود إسرائيل تنفيذها ضدّ قادة “حزب الله”.
حتى الآن، لا شيء يضمن هذا الأمر، فالإغتيالات قد تتكرر إن أرادت إسرائيل ذلك، علماً أن الأخيرة قد لا تعترف بالأمر ما يجعلها بعيدة عن الإدانة الدولية، في حين أنه من المعلوم تماماً أن حصول عملية اغتيال لكادر من كوادر حزب الله ستقترن بتوجيه علامات الاستفهام مباشرة إلى “الحزب”.
ماذا يعني ذلك؟ إن حصلت هذه الاغتيالات، فإن هذا الأمر سيكشف عن أمرين أساسيين: الاول وهو أن استمرار التتبع الإسرائيلي لعناصر وقادة الحزب يكشف أنّ البنية الاستخباراتية لحزب الله ما زالت هشّة، وبالتالي فإن انكباب الحزب على دعمها وتقويتها يعتبر أمراً ضرورياً له في ظل الحرب المُتبادلة مع إسرائيل.
أما الأمر الثاني فيتصل باستراتيجية إسرائيلية يجري تطبيقها في سوريا وهي “المعركة بين الحروب”. ففي دمشق ومناطق سورية عديدة، تعتبرُ هذه الحرب أساسية لمنع الوجود الإيراني هناك، إلا أن إسرائيل قد تطبقها في لبنان لتقليص قوة “حزب الله” بشكل إضافي وذلك بعدما اعتبرت إسرائيل أنها أضعفته بضرباتها الأخيرة التي نفذتها ضدّهُ خلال الحرب الأخيرة.
ماذا عن شبكات العملاء؟
ما يجعل سيناريوهات الاغتيالات تتفاعل يتصل أولاً بمدى قدرة “حزب الله” على كشف الجهات التي كانت تسرب المعلومات للإسرائيليين لاغتيال القادة التابعين له، وهذا الأمر غير مُستبعد على الإطلاق خلال المرحلة المُقبلة.
حتى لو لم يكن هناك حرب، فإن إسرائيل قد تلجأ إلى سيناريو “الإقتصاص من حزب الله” وإبلاغ لبنان بأنّها قادرة على تنفيذ الاغتيالات متى ما شاءت وفي أي منطقة تريدها، ما يجعل أوضاع الكثير من المسؤولين في حالة من القلق الشديد.
الأخطر هو شبكة العملاء المنتشرة في لبنان، وتقول مصادر معنية بالشأن العسكري إن هؤلاء هم الذين ساهموا بقتل الناس وتقديم الإحداثيات والمعلومات للجيش الإسرائيلي، وتضيف: “إن تُركت هذه الشبكات على راحتها، عندها فإن اغتيال القيادات قد يبرز بسرعة وسيُصبح حزب الله مجدداً أمام هشاشة استخباراتية لا تنفعه نهائياً خلال مرحلة تنظيف بيته والعمل عليه”.
إذاً، ما يظهر هو أن إسرائيل قد تنفذ عملياتها الانتقامية على نحو مستمر، ما يجعل اتفاق وقف إطلاق النار “هشاً” وقابلا للنقض من دون الانجرار مجدداً إلى الحرب.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook