مؤشّرات عديدة… هل تستأنف إسرائيل حربها على لبنان؟
ومع هذا الخرق الكبير من قبل العدوّ الإسرائيليّ لاتّفاق وقف إطلاق النار، تعود المخاوف من عودة المعارك بين “حزب الله” وإسرائيل، فـ”المقاومة الإسلاميّة” في لبنان ستبقى تردّ على أيّ انتهاك للهدنة الأميركيّة – الفرنسيّة، بينما أيّ خطأ أو تصعيد من ناحية تل أبيب، وهنا الحديث عن استهداف المدنيين كما حصل يوم الإثنين، قد يُؤدّي إلى جولة جديدة من الحرب، ربما لن تتوقّف بسهولة هذه المرّة.
ومن المؤشّرات التي تدلّ على أنّ لإسرائيل نوايا باستئناف الحرب على لبنان إستغلال جيش العدوّ لاتّفاق الهدنة لاحتلال وتمركز دباباته وآلياته داخل البلدات الجنوبيّة، وعدم إنسحابه من القرى الحدوديّة على الرغم من مرور أسبوع كامل على مُوافقة كلّ من الحكومتين اللبنانيّة والإسرائيليّة على التهدئة. وفي هذا السياق أيضاً، لا يزال المتحدث العسكريّ الإسرائيليّ يطلب من المواطنين اللبنانيين عدم العودة إلى منازلهم، وسط التهديد باستهدافهم واعتبارهم أنّهم عناصر من “حزب الله”.
أما داخل إسرائيل، فلم تطلب السلطات هناك حتّى اللحظة من الإسرائيليين بالعودة إلى المستوطنات، خلافاً لما يجري في لبنان، على الرغم من الوجود العسكريّ الإسرائيليّ في قرى الجنوب. إضافة إلى ذلك، هناك علامات إستفهام كثيرة تُطرح عن نوايا العدوّ بتجريف الأراضي واستمراره بتفجير المنازل، ما يُوحي أنّه يعمل بالفعل على إنشاء منطقة عازلة، وهو غير مستعدّ للإنسحاب كيّ ينتشر الجيش على الخطوط الأماميّة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ ردّ “حزب الله” على الخروقات الإسرائيليّة بقصف مزارع شبعا المحتلة، يُؤكّد أنّ عناصر “المقاومة الإسلاميّة” لا يزالون منتشرين في الجنوب، في خطوط الدفاع والهجوم ومستعديّن لأيّ تصعيد.
ووفق مصادر عسكرية مطلعة فان إسرائيل لم تستطع القضاء على ترسانة “الحزب” الصاروخيّة، ما يعني أنّها لم تُحقّق أهدافها من الحرب على لبنان، وقد تخوض جولة جديدة لضرب المزيد من قدرات “حزب الله” واستهداف مراكزه الماليّة وشخصيّاته العسكريّة والسياسيّة لإضعافه.
وهناك مؤشّر أكثر خطورة على رغبة إسرائيل باستكمال ضرب قدرات “حزب الله”، وهو ما يجري من معارك في سوريا، وسيطرة المسلّحين هناك على طرقات مهمّة جدّاً يستخدمها “الحزب” لنقل سلاحه الإيرانيّ والسوريّ إلى الداخل اللبنانيّ. وقد فُتِحَت الجبهة السوريّة في توقيت غير مناسب لـ”المقاومة الإسلاميّة”، فالتهديد الإسرائيليّ لا يزال قائماً كلّ ثانيّة في لبنان، ولا يُمكن لعناصر “حزب الله” التدخّل ومُساندة الرئيس بشار الأسد كما في السابق، لأنّ هذا الأمر كشفهم أمام العدوّ، وبات يُراقب تحرّكاتهم ويستهدف أبرز قياداتهم، علماً أنّ “الحزب” ليس له القدرة على مُحاربة إسرائيل في لبنان والفصائل المسلّحة في سوريا في آنٍ واحدٍ، وخصوصاً بعد الضربات التي تلقاها منذ أيلول الماضي.
وقد تُواظب إسرائيل حربها على لبنان بالتزامن مع ما يجري في سوريا، لعزل دمشق عن إيران أوّلاً، والتضييق على “حزب الله” عبر قيام المسلّحين السوريين بالسيطرة على مستودعات الأسلحة التابعة له على الأراضي السوريّة، ومنعه من نقل السلاح إلى المناطق الحدوديّة مع فلسطين المحتلة، هكذا، تنخفض وتيرة عمليّاته ضدّ الإسرائيليين شيئاً فشيئاً.
ولتدارك هذا التصعيد، هناك تعويل كبيرٌ على الدور الذي يُمكن أنّ تقوم به كلّ من الولايات المتّحدة الأميركيّة وفرنسا لإنجاح إتّفاق وقف إطلاق النار، وإنسحاب القوّات الإسرائيليّة من البلدات الجنوبيّة، والضغط على إسرائيل لإيقاف خروقاتها. أمّا عكس ذلك واستمرار جيش العدوّ بانتهاك الهدنة يُشير إلى أنّ تل أبيب تتحضّر للتصعيد.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook