ماكرون: أبحث مع محمد بن سلمان خريطة طريق لدعم الجيش اللبناني
وأضاف: “أتمنى أن ينتخب رئيس في 9 كانون الثاني”، موضحاً أنه تناول موضوع لبنان مطولاً مع ولي العهد وسيناقش معه مساء اليوم خريطة طريق لدعم الجيش وتعزيزه لكي يتمكن ليس فقط من الانتشار في الجنوب، ولكن أيضاً لتمكينه من زيادة عناصره وتجهيزاته، حسب ما قاله العماد جوزف عون، و”هو أحد أهدافنا التي نعمل عليها مع السعودية وأيضاً حول إعادة الإعمار في لبنان، لكن الأولوية الاستقرار ووقف إطلاق النار وعودة النازحين إلى قراهم في وضع آمن. وبعد ذلك يمكننا التكلم عن إعادة الإعمار مع البنك الدولي”. وأضاف: “بعد ذلك سنجمع مؤتمراً لإعادة الإعمار لكن الآن تجميد وقف إطلاق النار وعودة النازحين”.
وعن دور إيران في لبنان وسوريا وما تراه السعودية التي تقربت من طهران، أجاب: “لدينا مشكلة النشاط النووي مع إيران ونشاط إيران البالستي ونشاطها في المنطقة عبر وكلائها “حزب الله” والحوثي وغيره. ونحن نريد العمل مع الإدارة الأميركية الجديدة ودول المنطقة من أجل إلزام إيران بالتعاون لحل هذه المشكلات ومشكلة الرهائن”. وأكد أن أولويات ترامب هي السلم في العالم “لذا نريد التحاور مع الإدارة الأميركية الجديدة”.
اضاف أنه يعمل مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للضغط على الإدارة الأميركية الجديدة لوقف إطلاق النار في غزة، ثم وضع خريطة طريق لليوم التالي، حيث للسعودية دور أساسي في تنظيم مؤتمر مع الشركاء العرب، الإمارات وقطر ومصر والأردن، من أجل استقرار القطاع وإعادة الإعمار مع دعم البنك الدولي، على أساس حل الدولتين على أن ترأس فرنسا والسعودية مؤتمراً لهذا الغرض في حزيران 2025.
وعن الأوضاع السورية، لفت إلى أن “لدينا مصالح أمنية في المنطقة والوضع حساس جداً ولدينا شركاء، هناك مخاطر على أمننا مع عودة حركات إرهابية قادرة على أن تزعزع استقرار المنطقة وإعداد عمليات إرهابية، ونريد أيضاً تجنب إعادة تسليح “حزب الله” من سوريا وضبط الحدود السورية اللبنانية، وهي أولوية، وكانت جزءاً من محادثاتنا للتوصل إلى وقف إطلاق نار بين لبنان وإسرائيل” .
وأجرى بن سلمان وماكرون الذي وصل الإثنين إلى الرياض محادثات شملت الأوضاع الإقليمية، وتوافقا على بذل الجهود لتخفيف التصعيد في المنطقة. وقالت الرئاسة الفرنسية إن أولوية ولي العهد والرئيس التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة لتحرير الرهائن وحماية المدنيين بفضل المساعدات الإنسانية والمساهمة في البحث عن حل سياسي على أساس الدولتين.
وأكد الجانبان مواصلة الجهود الدبلوماسية من أجل تعزيز وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، وجددا الدعوة إلى انتخاب رئيس للبنان وضرورة رص الصف في لبنان والقيام بإلاصلاحات الضرورية من أجل استقرار البلد وأمنه.
وقال مصدر فرنسي رفيع المستوى لـ”النهار” إن لبنان سيكون محور حديث موسع خلال العشاء الخاص في مزرعة ولي العهد، لافتاً إلى أن المحادثات الأولى ركزت على إيران، وساد فيها اقتناع بأن السياسة الأميركية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إزاء إيران لم تتضح بعد.
إلى ذلك، أقام وزير النفط السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان مأدبة غداء في الوزارة على شرف وزيرة الطاقة الفرنسية أنييس روفي باناشي ووفد الطاقة المرافق للرئيس الفرنسي، بمن فيهم رئيس توتال باتريك بوياني ورؤساء سوييز وأنجي. وحضر الغداء مدير أرامكو أمين ناصر ووفد سعودي رفيع من الشركات السعودية التي تعمل في قطاعات الطاقة.
وخلال منتدى أعمال فرنسي – سعودي في اليوم الثاني من زيارته الرسمية للسعودية، أكد ماكرون أن فرنسا “شريك موثوق به” لدعم التنويع الاقتصادي للمملكة العربية السعودية وكذلك الاستثمارات السعودية في أوروبا.
وقال: “كنا دائماً شريكاً موثوقاً لبعضنا البعض (…) ونريد تعزيز هذه الاستثمارات والشراكات”، وذلك غداة التوقيع على شراكة استراتيجية بين البلدين.
وأكد ماكرون في المنتدى أن الشركات الفرنسية مستعدة لدعم برنامج رؤية 2030 للانفتاح والتنويع للمملكة، خاصة في مجال الطاقات المتجددة والذكاء الاصطناعي.
ووقع العديد من العقود في هذا الصدد، أبرزها مع شركة كهرباء فرنسا لإنشاء محطات الطاقة الشمسية، وشركة فيوليا لمعالجة النفايات.
كذلك، وقعت شركة النفط السعودية العملاقة “أرامكو” مذكرات تفاهم مع شركتي “بسكال” الناشئة في مجال أبحاث الكم و”ميسترال” في مجال الذكاء الاصطناعي.
وناشد الرئيس الفرنسي المستثمرين السعوديين “بذل المزيد من الجهد في فرنسا”، معتبراً أن الهامش كبير في هذا المجال.
وشدد على أن “فرنسا ليست فقط سوقاً تعد 68 مليون نسمة (…) بل هي نقطة دخول للسوق الأوروبية وللعالم الناطق بالفرنسية”.
ومثل الرئيس الفرنسي في هذا الجزء من البرنامج وزير الخارجية جان – نويل بارو.
وشارك ماكرون في جلسة تنظمها صناديق الثروة السيادية للكوكب الواحد (OPSWF) التي تجمع الصناديق السيادية المعنية بتغير المناخ، قبل المشاركة في برنامج ثقافي في المعقل التاريخي لآل سعود، بالقرب من الرياض، بعيداً عن الإعلام.
وعند وصوله مساء الإثنين إلى الرياض بعد بروز أزمة حكومية في بلاده، توجه الرئيس الفرنسي إلى القصر الملكي.
وبدت مراسم الاحتفال والاجتماع الثنائي مع ولي العهد محمد بن سلمان بعيدة كل البعد عن عدم الاستقرار السياسي الذي يهز فرنسا مرة أخرى.
ووقع الزعيمان شراكة استراتيجية تهدف إلى “مضاعفة التعاون في جميع المجالات”، من الدفاع إلى التحول البيئي والثقافة.
كما “اتفقا على بذل كل جهد للمساهمة في وقف التصعيد” في الشرق الأوسط، بحسب الإليزيه.
وحض الجانبان خصوصاً على انتخاب رئيس في لبنان بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني بين إسرائيل و”حزب الله.
واختتم ماكرون زيارته بعد الظهر في منتدى الأعمال الفرنسي – السعودي الذي يشكل فرصة لإطلاق شراكات في اقتصاد المستقبل، من الطاقات المتجددة إلى الذكاء الاصطناعي.
وأكد الإليزيه أن “رغبتنا هي أن نتمكن من خلال هذه الزيارة من تعزيز مكانة فرنسا كشريك أساسي وموثوق للسعودية في جميع مجالات تنميتها”.
ورافق الرئيس الفرنسي حوالي خمسين رئيساً للمجموعات الفرنسية الكبرى مثل “توتال” و”كهرباء فرنسا” (أو دي أف) و”فيوليا”، فضلاً عن الشركات الناشئة مثل “باسكال” و”آلان” و”ميسترال” التي تمثل اقتصاد المستقبل.
وكتبت” الديار”: مصادر مواكبة للزيارة اكدت ان الرئيس الفرنسي حاول اقناع الجانب السعودي بثلاثة امور مرتبطة بالملف اللبناني، الاول، اعادة احياء مساعدة الثلاثة مليارات التي كان سبق للملك عبدالله ان اقرها للجيش اللبناني، او على الاقل جزءا منها، لتمويل عملية تجهيز وتسليح الجيش وفقا للخطة الحالية والتي تضطلع باريس بجزء اساسي فيها، ثانيا، اقناع الرياض بالمشاركة بعملية اعادة الاعمار، من خلال الصندوق الذي انشاته فرنسا للدول الداعمة، والثالث، الضغط على السعودية لما لها من تاثير على «الكتلة النيابية السنية» لتسهيل تمرير الاستحقاق الرئاسي.
وتشير المصادر الى ان الرئيس ماكرون لم ينجح في تحقيق اي خرق في اي من الملفات الثلاثة، في ظل اصرار ولي العهد الامير محمد بن سلمان على استراتيجيته اللبنانية، والمبنية على الطبقة التي ستتولى الادارة المستقبلية للبلاد، رغم غمز فرنسي من قنوات رغبته في مسايرة الادارة الاميركية ومراعاة مصالحها القومية في الملف اللبناني، وخصوصا بعد مواقفها المستجدة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook