هذا ما ترفضه إسرائيل… التفاوض على البارد
Advertisement
وعلى رغم حرصه على إظهار تفاؤله الحذر بقرب الوصول إلى تسوية قريبة فإن الرئيس بري ينظر بعين قلقة إلى ما يحاول رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو فرضه بالمفاوضات من خلال الميدان. وقد يكون من بين الأسباب التي أحاطت بالكتمان التام عمّا دار بين هوكشتاين والمسؤولين في تل أبيب أن نتنياهو قد يكون قد طلب مهلة أسبوعين علّه يستطيع أن يفرض بعدها على لبنان شروطه بعد أن يكون جيشه قد حقّق تقدمًا على المحاور الثلاثة في الجنوب وصولًا إلى فرض أمر واقع جديد في المنطقة الواقعة جنوب الليطاني، وذلك من خلال ما تتعرّض له القرى المنتشرة في القطاعات الغربية والشرقية والوسطى من استهدافات مصحوبة بتقدّم بطيء نظرًا إلى المواجهة الشرسة التي تلقاه الالوية المهاجمة على أيدي عناصر “المقاومة الإسلامية”، التي تستبسل في دفاعها المستميت عن القرى والبلدات المستهدفة.
فالرئيس بري الذي يبدي تفاؤلًا حذرًا يتحصّن بموقف لبناني جامع برفض الشروط الإسرائيلية غير المنطقية، والتي لا يمكن القبول بها لا “على الحاطط ولا على الطاير”. فبعد كل هذه الخسائر التي مني بها، بشريًا وماديًا، من غير المنطقي أن يقبل لبنان، وإن كان شكل التفاوض غير مستحب لدى بعض اللبنانيين، بأن تُعطى إسرائيل حرية التدّخل لمنع “حزب الله” من استعادة قدرته القتالية في جنوب الليطاني. ما يطالب به لبنان هو أن يكون أمن تلك المنطقة بعهدة الجيش بالتنسيق مع قوات “اليونيفل”، وما يقبل به هو فقط تعزيز لجنة الرقابة بدول أخرى غير الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا باستثناء المانيا، التي لا تحظى بقبول من قِبل “حزب الله”.
وفي انتظار ما يمكن أن يسفر عن المشاورات التي يجريها هوكشتاين في واشنطن مع المعنيين في الإدارة الأميركية الحالية يبقى لبنان عرضة للاعتداءات الإسرائيلية، التي تضاعف عنفها في اليومين الأخيرين في شكل هستيري. ومردّ هذا العنف المفرط، وفق خبراء عسكريين، أن نتنياهو يصرّ على رفض إجراء أي تفاوض على “البارد”، وذلك اعتقادًا منه أن ما يمكن أن ينجزه ميدانيًا، وبالأخص في مجالي توغّله برًّا وفي قصفه الكثيف والمدمر جوًّا، قد يدفع بلبنان الرازح تحت هول الضربات الجوية إلى القبول مضطّرًا بما لا يتوافق مع أبسط مبادئ السيادة.
ولكن ما تقوم به إسرائيل من تصعيد غير مسبوق في أعقاب زيارة هوكشتاين لتل أبيب لا يوحي بأنها على استعداد لوقف حربها المدّمرة والقاتلة في لبنان.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook