آخر الأخبارأخبار محلية

هوكشتاين عاد إلى واشنطن ولبنان بانتظار جوابه… الأمور ستأخذ وقتاً

عاش لبنان أمس ترقّباً في انتظار ما ستؤول إليه المفاوضات بين الموفد الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ، علما ان هوكشتاين عاد الى واشنطن.

 

وكتبت” النهار”: سادت انطباعات لبنانية قاتمة في الساعات الأخيرة وسط انتظار مؤشرات الرد الإسرائيلي على مشروع وقف النار الذي حمله الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى إسرائيل، في ظل تطورين واكبا محادثاته الحرجة والدقيقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمسؤولين السياسيين والعسكريين الآخرين: الأول تمثل في اطلاق الجيش الإسرائيلي موجات كثيفة وعنيفة من الغارات الجوية الحربية على مناطق الضاحية الجنوبية وصور والجنوب تُوّجت عصراً ومساءً بمجموعة متعاقبة من المجازر في بلدات البقاع الشمالي بما أوحى للأوساط اللبنانية، استباقاً للرد، أن التمهيد له جاء بالنار والدمار عاكسا الموقف الضمني الإسرائيلي من المشروع. والتطور الثاني تمثّل في تزامن الرد الإسرائيلي على مشروع التسوية في لبنان مع صدور قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة توقيف بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، إذ صادف تبلّغ نتنياهو هذا القرار فيما كان مجتمعاً مع هوكشتاين الأمر الذي فسر ازدياد حالة الغضب الإسرائيلية عبر تصعيد العمليات والغارات في لبنان. وما زاد في غموض المشهد أن أي بيان أو تصريح لم يصدر حتى مساء أمس عن هوكشتاين أو نتنياهو في شأن نتائج محادثاتهما فيما طغت ردود الفعل الإسرائيلية الغاضبة على قرار المحكمة الجنائية الدولية على حالة ترقب الرد الإسرائيلي على مشروع التسوية في لبنان. حتى أن الاصداء التصعيدية التي سادت إسرائيل دفعت بالوزير السابق بني غانتس إلى القول إنه “إذا لم يقبل لبنان اتفاقاً يسمح لإسرائيل بحرية العمل بمواجهة الانتهاكات فيجب توسيع نطاق الهجمات على البنية التحتية اللبنانية”. وقد اجتمع هوكشتاين مساءً مع وزير الدفاع ورئيس الأركان الإسرائيليين. ونقل موقع “إكسيوس” عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين أنه لا تزال هناك بعض الفجوات في الاتفاق حول لبنان، في حين نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن مصدر سياسي إسرائيلي أن تقدماً كبيراً آخرَ أُحرز لتسوية على جبهة لبنان بعد زيارة هوكشتاين وضاقت الفجوات، وفي اطار التسوية ستحتفظ إسرائيل بحرية العمل في لبنان وستكون هناك آلية تنفيذ قوية.  

 

ونقلت رويترز أمس عن مسؤول لبناني أن لبنان يسعى إلى ادخال تعديلات على الاقتراح الأميركي من أجل ضمان انسحاب القوات الإسرائيلية بوتيرة أسرع من جنوب لبنان ومنح كلا الفريقين الحق في الدفاع عن النفس. ويشدّد الطرف اللبناني على ضرورة الانسحاب فور اعلان وقف النار لكي يتسنى للجيش اللبناني الانتشار في كل المناطق ولكي يسمح للنازحين بالعودة فوراً إلى ديارهم، علماً أن موقف إسرائيل هو الانسحاب في غضون 60 يوماً من اعلان الهدنة. كما أن المسودة تشير إلى الانسحاب من “حدود لبنانية” فيما يريد لبنان الإشارة إلى “الحدود اللبنانية” لضمان انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل وليس بصورة جزئية. وفيما كان الجانب اللبناني المفاوض ومعه مجمل الأوساط اللبنانية في حالة ترقب لما سيكون عليه الرد الإسرائيلي، ارتفعت أعداد الضحايا والجرحى في الغارات المتعاقبة على البقاع الشمالي خصوصاً بما عكس انطباعات واضحة حيال عدم تلقي إسرائيل بإيجابية المسودة التي نقلها إليها هوكشتاين بعد زيارته لبيروت. 

 

ولعل اللافت أن وزارة الخارجية الأميركية كانت اعتبرت أن “إسرائيل حققت بعض الأهداف المهمة في حربها ضد “حزب الله” وأن نهاية الحرب قد تكون قريبة”. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في مؤتمر صحافي في واشنطن: “ما رأيناه هو أن إسرائيل حققت عدداً من الأهداف المهمة. لقد رأينا إسرائيل على مدار الشهرين الماضيين، فعالة جداً في تطهير البنية التحتية لـ”حزب الله” بالقرب من الحدود، ولهذا السبب نعتقد أننا في المكان الذي يمكننا فيه التوصل إلى حل ديبلوماسي الآن”.

وكتبت” الاخبار”: في لبنان، استمر الحذر من أن لا يستجيب نتنياهو للضغوط الأميركية، علماً أن مصادر دبلوماسية قالت إن الأنباء التي وصلت من واشنطن مساء أمس «أكّدت وجود تقدّم كبير لكنّ الأمر يحتاج إلى بعض الوقت». وأوضحت مصادر سياسية أن «لبنان يلمس ضغطاً أميركياً جدّياً على الإسرائيليين لوقف إطلاق النار، والفرصة سانحة لإسرائيل للخروج من هذه الحرب»، علماً أن «الأمور ستأخذ وقتاً، لكنّ الإيجابية التي تحدّث عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري تستند إلى مؤشرات وإن لم تمنعه من أن يكون قلقاً، خصوصاً أن الجانب الإسرائيلي لا يؤتمن». وعن التسريبات حول المسوّدة في الإعلام العبري بأنه «ستكون للجيش الإسرائيلي حرية الهجوم في الجنوب لمواجهة التهديدات، على أن يقدّم شكاوى للجنة الدولية حول الخروق الأخرى مثل مخازن الأسلحة وبناء الأنفاق»، وعن «منح الجيش الإسرائيلي مهلة 60 يوماً لاستكمال انسحابه من جنوب لبنان»، أكّدت مصادر سياسية أن «ما ينقله الإعلام العبري هو نقاط من مسوّدة سابقة قبل التعديلات التي وضعها لبنان والتي رفض فيها مهلة الـ 60 يوماً وأي قرار يُعطي لإسرائيل حرية الحركة»، مشيرة إلى أن الملاحظات اللبنانية «كانت متشدّدة جداً لعدم المس بسيادة لبنان وتؤكد على وقف إطلاق النار بالدرجة الأولى». واعتبرت المصادر أن «اجتماع هوكشتين مع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، يعطي مؤشراً إيجابياً إضافياً لأنه يعني مناقشة تفاصيل تقنية تأتي عادة بعد موافقة مبدئية على وقف إطلاق النار. لكنّ الأمور بخواتيمها وقد يعمد العدو إلى تفخيخ المسوّدة لتطيير الاتفاق».

 

 

 

 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى