آخر الأخبارأخبار محلية
تفاؤل لبناني حَذِر بوقف إطلاق النار.. الكرة في ملعب إسرائيل!
صحيح أنّ زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت لم تحمل معها “الخاتمة السعيدة” للحرب الإسرائيلية العبثية المستمرّة ضدّ لبنان بصورة تلقائيّة، بعدما ساد انطباع سابقًا بأنّ مجرّد وصوله إلى لبنان سيعني أنّ اتفاق وقف إطلاق النار قد أنجِز ولم يبقَ سوى التوقيع على بنوده، إلا أنّ الصحيح أيضًا أنّ الزيارة عزّزت في مكانٍ ما أجواء “التفاؤل” بقرب الاتفاق، ولا سيما أنّها اعتُبِرت “الأكثر جدّية” في سجلّ زياراته إلى بيروت.
وقد عكس هوكستين نفسه هذه الجدية بصورة أو بأخرى، حين قال في تصريحه المقتضب للصحافيين بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، إنّ “أمامنا فرصة حقيقية للوصول إلى نهاية النزاع”، مشيرًا إلى أنّه يجري نقاشات بنّاءة ومفيدة للغاية، “لتضييق الفوارق والفراغات”. وذهب أبعد من ذلك بتأكيده أنّ “الحلّ أصبح قريبًا من أيدينا، والنافذة مفتوحة الآن”، معربًا عن أمله في الوصول إلى حلّ “خلال الأيام المقبلة”، وفق تعبيره.
ولعلّ تمديد هوكستين إقامته في بيروت حمل أيضًا مؤشّرات مهمّة، ولو تباينت قراءتها، بين من اعتبرها دليلاً على إيجابية وتقدّم، ومن رأى فيها تأكيدًا على “شياطين في التفاصيل” طفت على السطح، تعذّر معها الذهاب مباشرة باتجاه إسرائيل، الأمر الذي يشرّع باب الأسئلة على مصراعيه، فهل من موجبات واقعيّة للتفاؤل اللبناني، ولو بقي “حَذِرًا” بقرب الاتفاق، وكيف سيتعامل الإسرائيليون، المختلفون في ما بينهم، مع الورقة اللبنانية؟!
إيجابية “يُبنى عليها”
بالنسبة إلى العارفين، فإنّ مجرّد حضور هوكستين إلى لبنان مجدّدًا، يُعَدّ مؤشّرًا إيجابيًا، خصوصًا بعد التسريبات التي ألمحت إلى “إلغاء” الزيارة، بعد الورقة التي سلّمها لبنان إلى واشنطن، ردًا على المسودّة الأميركية بشأن الاتفاق، علمًا أنّ المبعوث الأميركي كان قد ألمح في آخر زياراته إلى بيروت قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية، بأنّه قد لا يعود، ولو أنّه يدرك أنّ الملف سيبقى في عهدته إلى حين استلام الإدارة الجديدة مقاليد الأمور.
وإضافة إلى “إيجابية” الشكل، يرصد العارفون إيجابية في المضمون، انعكست بشكل خاص في “حركة” الرجل وتصريحاته ولو كانت مقتضبة، وكذلك في كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي تحدّث صراحةً عن وضع “جيد مبدئيًا”، علمًا أنّ تمديد الرجل لإقامته في بيروت، أخذ منحى إيجابيًا أيضًا، باعتبار أنّه أعطى انطباعًا بأنّ التفاصيل التقنية التي لم تنجَز بعد “قابلة للأخذ والردّ”، وليست “مستعصية”، على الأقلّ من وجهة نظره هو.
ويقول العارفون إنّ هذه الإيجابية “يُبنى عليها”، فالواضح أنّ الأميركيين مصرّون على الوصول إلى الاتفاق، بل إنّ كلّ الأجواء تشير إلى “تقاطع” على ذلك بين الرئيسين جو بايدن ودونالد ترامب، الذي يرغب بالوصول إلى البيت الأبيض، وقد انتهى كلّ شيء، وبالتالي فإنّ الاتفاق قد يكون ممكنًا الآن، أكثر من أيّ وقت مضى، وهو ما يفسّر قول كثيرين من المقرّبين من بري، إنّ النقاشات مع هوكستين كانت “الأكثر جدية” على الإطلاق.
جدل الموقف الإسرائيلي
لا تعني “الإيجابية” التي ظهرت في لقاءات هوكستين، إنّ بالإمكان “النوم على حرير”، ليس فقط لأنّ بعض التفاصيل لم تُحَلّ بعد، ولأنّ الشيطان يكمن في التفاصيل كما يدرك الجميع، ولكن أيضًا لأنّ “لا ثقة” بالموقف الإسرائيلي، الذي أثبتت التجارب معه أنّه لا يتردّد في التنصّل من الاتفاقات، حتى لو كان هو من طرحها، كما حصل في غزة مثلاً، فضلاً عن ممارسته “الخديعة”، كما حصل يوم اغتال الأمين العام السابق لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله.
ولعلّ الأداء الإسرائيلي بالتزامن مع المفاوضات يلعب دورًا مهمًا أيضًا على مستوى تعزيز هذا “الحذر” إن صحّ التعبير، خصوصًا من خلال التصعيد الذي لا يوحي بجدّية فعليّة، ولا سيّما مع الاستهدافات المتكرّرة لعمق العاصمة اللبنانية بيروت ومناطقها المكتظة بالسكان والنازحين، وهو ما اعتُبِر تجاوزًا لما تبقّى من خطوط حمراء، ولو أنّ هناك من قرأ فيها “ضغطًا إسرائيليًا” على المفاوض اللبناني من أجل القبول بشروط تل أبيب تحت طائلة توسيع الحرب.
وإذا كان صحيحًا أنّ إسرائيل تكرّس مبدأ “التفاوض بالنار” من خلال هذا النهج، وهو ما يؤكده المسؤولون الإسرائيليون أساسًا، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإنّ العارفين يؤكدون أنّ “التشكيك” بالنوايا الإسرائيلية يبقى الأساس، ولذلك فإنّ الكرة تبقى أولاً وأخيرًا في ملعب إسرائيل، التي يبدو أنها لا تزال منقسمة، بين من يعتبر أنّ الاتفاق بات الخيار شبه الوحيد، ومن يرى أنّ المطلوب نزع سلاح “حزب الله”، قبل الحديث عن اتفاق قد يشكّل “هدية” له.
في كلّ الأحوال، يبقى “الثابت” وفق العارفين، أنّ زيارة هوكستين هذه المرّة لا تشبه كلّ زياراته السابقة، وأنّ “الجدّية” التي تنطوي عليها لم تُرصَد سابقًا، ما يؤكد أنّ “تقدّمًا حقيقيًا” أحرِز، ولو أنّه لا يزال “منقوصًا”. لكنّ الثابت أيضًا هو أنّ لا ضمانات بأنّ هذه الجدّية ستفضي فعلاً إلى اتفاق، طالما أنّ الكرة في ملعب إسرائيل، التي يقول البعض مثلاً إنّها مصرّة على “حرية حركة” في لبنان، ولو لم ينصّ عليها الورق، وهنا بيت القصيد!
Advertisement
وقد عكس هوكستين نفسه هذه الجدية بصورة أو بأخرى، حين قال في تصريحه المقتضب للصحافيين بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، إنّ “أمامنا فرصة حقيقية للوصول إلى نهاية النزاع”، مشيرًا إلى أنّه يجري نقاشات بنّاءة ومفيدة للغاية، “لتضييق الفوارق والفراغات”. وذهب أبعد من ذلك بتأكيده أنّ “الحلّ أصبح قريبًا من أيدينا، والنافذة مفتوحة الآن”، معربًا عن أمله في الوصول إلى حلّ “خلال الأيام المقبلة”، وفق تعبيره.
ولعلّ تمديد هوكستين إقامته في بيروت حمل أيضًا مؤشّرات مهمّة، ولو تباينت قراءتها، بين من اعتبرها دليلاً على إيجابية وتقدّم، ومن رأى فيها تأكيدًا على “شياطين في التفاصيل” طفت على السطح، تعذّر معها الذهاب مباشرة باتجاه إسرائيل، الأمر الذي يشرّع باب الأسئلة على مصراعيه، فهل من موجبات واقعيّة للتفاؤل اللبناني، ولو بقي “حَذِرًا” بقرب الاتفاق، وكيف سيتعامل الإسرائيليون، المختلفون في ما بينهم، مع الورقة اللبنانية؟!
إيجابية “يُبنى عليها”
بالنسبة إلى العارفين، فإنّ مجرّد حضور هوكستين إلى لبنان مجدّدًا، يُعَدّ مؤشّرًا إيجابيًا، خصوصًا بعد التسريبات التي ألمحت إلى “إلغاء” الزيارة، بعد الورقة التي سلّمها لبنان إلى واشنطن، ردًا على المسودّة الأميركية بشأن الاتفاق، علمًا أنّ المبعوث الأميركي كان قد ألمح في آخر زياراته إلى بيروت قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية، بأنّه قد لا يعود، ولو أنّه يدرك أنّ الملف سيبقى في عهدته إلى حين استلام الإدارة الجديدة مقاليد الأمور.
وإضافة إلى “إيجابية” الشكل، يرصد العارفون إيجابية في المضمون، انعكست بشكل خاص في “حركة” الرجل وتصريحاته ولو كانت مقتضبة، وكذلك في كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي تحدّث صراحةً عن وضع “جيد مبدئيًا”، علمًا أنّ تمديد الرجل لإقامته في بيروت، أخذ منحى إيجابيًا أيضًا، باعتبار أنّه أعطى انطباعًا بأنّ التفاصيل التقنية التي لم تنجَز بعد “قابلة للأخذ والردّ”، وليست “مستعصية”، على الأقلّ من وجهة نظره هو.
ويقول العارفون إنّ هذه الإيجابية “يُبنى عليها”، فالواضح أنّ الأميركيين مصرّون على الوصول إلى الاتفاق، بل إنّ كلّ الأجواء تشير إلى “تقاطع” على ذلك بين الرئيسين جو بايدن ودونالد ترامب، الذي يرغب بالوصول إلى البيت الأبيض، وقد انتهى كلّ شيء، وبالتالي فإنّ الاتفاق قد يكون ممكنًا الآن، أكثر من أيّ وقت مضى، وهو ما يفسّر قول كثيرين من المقرّبين من بري، إنّ النقاشات مع هوكستين كانت “الأكثر جدية” على الإطلاق.
جدل الموقف الإسرائيلي
لا تعني “الإيجابية” التي ظهرت في لقاءات هوكستين، إنّ بالإمكان “النوم على حرير”، ليس فقط لأنّ بعض التفاصيل لم تُحَلّ بعد، ولأنّ الشيطان يكمن في التفاصيل كما يدرك الجميع، ولكن أيضًا لأنّ “لا ثقة” بالموقف الإسرائيلي، الذي أثبتت التجارب معه أنّه لا يتردّد في التنصّل من الاتفاقات، حتى لو كان هو من طرحها، كما حصل في غزة مثلاً، فضلاً عن ممارسته “الخديعة”، كما حصل يوم اغتال الأمين العام السابق لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله.
ولعلّ الأداء الإسرائيلي بالتزامن مع المفاوضات يلعب دورًا مهمًا أيضًا على مستوى تعزيز هذا “الحذر” إن صحّ التعبير، خصوصًا من خلال التصعيد الذي لا يوحي بجدّية فعليّة، ولا سيّما مع الاستهدافات المتكرّرة لعمق العاصمة اللبنانية بيروت ومناطقها المكتظة بالسكان والنازحين، وهو ما اعتُبِر تجاوزًا لما تبقّى من خطوط حمراء، ولو أنّ هناك من قرأ فيها “ضغطًا إسرائيليًا” على المفاوض اللبناني من أجل القبول بشروط تل أبيب تحت طائلة توسيع الحرب.
وإذا كان صحيحًا أنّ إسرائيل تكرّس مبدأ “التفاوض بالنار” من خلال هذا النهج، وهو ما يؤكده المسؤولون الإسرائيليون أساسًا، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإنّ العارفين يؤكدون أنّ “التشكيك” بالنوايا الإسرائيلية يبقى الأساس، ولذلك فإنّ الكرة تبقى أولاً وأخيرًا في ملعب إسرائيل، التي يبدو أنها لا تزال منقسمة، بين من يعتبر أنّ الاتفاق بات الخيار شبه الوحيد، ومن يرى أنّ المطلوب نزع سلاح “حزب الله”، قبل الحديث عن اتفاق قد يشكّل “هدية” له.
في كلّ الأحوال، يبقى “الثابت” وفق العارفين، أنّ زيارة هوكستين هذه المرّة لا تشبه كلّ زياراته السابقة، وأنّ “الجدّية” التي تنطوي عليها لم تُرصَد سابقًا، ما يؤكد أنّ “تقدّمًا حقيقيًا” أحرِز، ولو أنّه لا يزال “منقوصًا”. لكنّ الثابت أيضًا هو أنّ لا ضمانات بأنّ هذه الجدّية ستفضي فعلاً إلى اتفاق، طالما أنّ الكرة في ملعب إسرائيل، التي يقول البعض مثلاً إنّها مصرّة على “حرية حركة” في لبنان، ولو لم ينصّ عليها الورق، وهنا بيت القصيد!
مصدر الخبر
للمزيد Facebook