ترامب يبعد المحافظين الجدد..سوف أنهي الحروب
عمل ترامب على تعيين شخصيات عدة لتولي مناصب معينة في إدارته بعيدة كل البعد عن الأقليات التي حضرت في تعيينات الرئيس الحالي للولايات المتحدة جو بايدن. ورغم أن كل التقارير والدراسات أشارت إلى أن الشخصيات التي عينها ترامب هي متشددة في دعمها لإسرائيل، بيد أن ذلك يفتقد، وفق أوساط أميركية، إلى الدقة، فتولسي غابارد التي ستتولى منصب مديرة الاستخبارات الوطنية معروفة جداً بعلاقتها الجيدة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتؤيد المواقف الروسية، فضلاً عن أنها زارت سوريا في العام 2017، والتقت الرئيس السوري بشار الأسد وكانت يومذاك عضواً في الكونغرس الأميركي، وشبهت لقاءها مع الرئيس السوري باجتماع ترامب مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، واعتبرت أن الرئيس الأسد ليس عدواً للولايات المتحدة، لأن سوريا لا تشكل تهديداً مباشراً للولايات المتحدة. أما إيليس ستيفانك التي لمعت خلال عملها داخل الكونغرس، فتم تعيينها من قبل ترامب، سفيرة في الأمم المتحدة، علما أنها عرفت بموقفها العدائي لغزة، وهي التي استجوبت رؤساء جامعات في جلسة استماع بالكونغرس حول كيفية تعاملهم مع التظاهرات الطلابية بشأن الحرب في قطاع غزة، ما أدى إلى استقالة رؤساء جامعات هارفارد وبنسلفانيا وكولومبيا، في حين أن الأوساط الأميركية، تعتبر أن ترامب اختار ستيفانك لمواقفها القوية تجاه الولايات المتحدة أولاً فضلاً عن وقوفها إلى جانبه وتدعيم الموقف الجمهوري في الكونغرس. وليس بعيداً فإن ترامب ذهب بعيداً في اختيار وزير الخارجية، فلأول مرة، يتم تعيين لاتيني لتولي منصب كبير الدبلوماسيين في الولايات المتحدة، حيث اختار ترامب ماركو روبيو الذي كان سناتور فلوريدا لتولي حقيبة الخارجية، وهو الذي حاول في السنوات الأخيرة التماشي مع آراء ترامب ومواقفه وسياساته .
أبعد ترامب “الرماديين”، فمن وردت أسماؤهم أتى بهم الرئيس المنتخب من خارج الملاك، فوزير الدفاع الذي وقع اختيار ترامب عليه، يأتي من مجال الإعلام وهو بيت هيغسيث الذي عمل في قناة “فوكس نيوز” فضلاً عن أنه كان في قوات المارينز وشارك، بحسب ترامب ،في جولات في خليج غوانتانامو والعراق وأفغانستان. وأبعد من ذلك عين ترامب مايك هاكابي سفيراً للولايات المتحدة في إسرائيل، ولا شك أن الأخير من أشد المؤيدين لإسرائيل، إلا أنه كان أيضاً في العام 2016 خصماً لترامب، وكان مرشحاً لرئاسة الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية عام 2016.
أراد ترامب من تعييناته القضاء على العائلات السياسية الأساسية في الولايات المتحدة كعائلة بوش على سبيل المثال، فضلاً عن وضعه الشخصيات الأميركية التقليدية جانباً، واللافت أيضاً، بحسب الأوساط الأميركية، أن ترامب لم يضم مايك بومبيو وديفيد شينكر إلى فريق عمله، فالشخصيات التي اختارها، لم تكن ضمن فريقه خلال ولايته الأولى في العام 2016، فترامب العام 2024 سوف يدخل البيت الابيض في 20 كانون الثاني 2025 بتفكير ونهج جديدين. وبالنسبة إليه الاهتمام يجب أن ينصب على الوضع الاقتصادي، ولذلك ذهب الى تعيين إيلون ماسك، فيفيك راماسوامي، في مهمة قيادة وزارة مستحدثة تعنى ب”الكفاءة الحكومية” مهمتها الاقتصاد وخفض الهدر وحل مشكلة التضخم.
ما تقدم، يشير، بحسب هذه الأوساط، إلى أن ترامب أبعد عن تعييناته الشخصيات التي تنتمي إلى المحافظين الجدد والتي ترغب بفتح الحروب في مختلف دول العالم، وهو الذي يعتبر أن الرؤساء السابقين والذين ينتمون إلى الحزب الديمقراطي، زجوا الولايات المتحدة في حروب كانت كلفتها باهظة على بلاده، وهو يدفع نحو تغييرات كبيرة في السياسة الخارجية الأميركية تجاه إنهاء الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا، والاهتمام بقيام دولة عظيمة ذات ضرائب منخفضة وجيش قوي.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook