أسرار ميدانيّة من جنوب لبنان.. خبراءٌ يكشفون الكثير!
وعلى الرغم من الحديث عن قرب التوصل إلى هدنة، فيبدو أن إسرائيل ما تزال مستمرة في التصعيد العسكري والضغط الميداني، وأعلنت عن بدء المرحلة الثانية من “التوغل البري” مستهدفة قرى لبنانية تقع خارج نطاق عمليتها الأولى في جنوب البلاد.
لماذا لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من احتلال أي قرية لبنانية رغم الحشود العسكرية على الحدود الشمالية منذ أكثر من شهر؟
وتُعرف الإغارة -وفق جوني- بأنها عملية تقدم نحو هدف محدد بهدف تفجيره أو تفخيخه أو تنفيذ مهمة أمنية أو عسكرية، مثل اعتقال أو تصفية شخص ما، يعقبها الانسحاب السريع. أما الاحتلال فيعني السيطرة على هدف معين والتمركز فيه مع إنشاء مراكز دفاعية لحمايته.
وفي ما يخص الأحداث في الجنوب، اعتبر أن ما حدث كان عبارة عن عمليات إغارة متقدمة استهدفت قرى معينة بهدف تدميرها والانسحاب دون نية البقاء.
وأشار العميد جوني إلى أن القرار الإسرائيلي بعدم التمركز في تلك المواقع جاء نتيجة المقاومة الشرسة التي واجهتها قواتهم هناك، حيث أدركوا أن أي محاولة للبقاء ستجعلهم عرضة لهجمات مستمرة من قبل المقاومة التي كثفت استهدافها لتحركاتهم نحو القرى والبلدات الحدودية بالمدفعية والصواريخ.
هل يعكس هذا الوضع قوة المقاومة اللبنانية أم إستراتيجية عسكرية يتبعها جيش الاحتلال؟
ما الدلالة العسكرية لإستراتيجية دخول جيش الاحتلال إلى القرى الحدودية وتفخيخها دون احتلالها بشكل كامل؟
الأول: هو تسهيل حركة قواتهم أثناء العمليات العسكرية، ففي المناطق التي تحتوي على مبانٍ، يصبح التقدم أصعب بسبب خطر وجود مقاومين داخلها، مما يضطرهم لتدمير هذه المباني لفتح المجال أمام تحركاتهم.
الثاني: يتمثل في جعل هذه المناطق غير صالحة للحياة، خاصة تلك التي تُعتبر “بيئة للمقاومة”، مثل الجنوب اللبناني، ومن خلال تدميرها يعزل الإسرائيليون المحيط الذي يدعم المقاومة، ويعاقبون السكان الذين قد يكونون جزءا منها، وتُعرف هذه الإستراتيجية بـ”الردع العقابي”.
هل يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى فرض واقع جديد عبر تحويل المناطق الحدودية إلى مناطق محروقة بدلا من أن تكون منزوعة السلاح؟
وأوضح أن آثار هذه القذائف واضحة حيث تسقط المباني بشكل كامل على الأرض وتتحول إلى رماد، وأن الحفر الناتجة عنها تصل إلى عرض 3 أمتار وطول من 7 إلى 8 أمتار، أو أكثر في بعض الحالات، مما يعكس حجم الدمار الكبير.
وبرأيه، تمثل هذه المشكلة تهديدا كبيرا، حيث إن الهدف من التدمير هو القضاء على الحياة في تلك المناطق على المدى الطويل، وأوضح أنه في حال توقفت الحرب الآن، من المتوقع أن تحتاج عملية إعادة الإعمار إلى ما لا يقل عن عامين، متسائلا عن كيف سيكون الوضع إذا استمر الدمار وتفاقمت الحرب؟.
هل تشكل هذه التكتيكات جزءا من إستراتيجية تهدف إلى دفع حزب الله بعيدا عن المناطق الحدودية؟
على الصعيد السياسي، يرى أن الاتفاق قد يتوصل إلى عدم وجود سلاح لحزب الله في تلك المناطق، لكن المسألة لا تقتصر على نطاق 10 أو 20 كيلومترا فقط. وأوضح أن الموضوع يتعدى ذلك إلى نوعية الأسلحة التي يمتلكها الحزب والمناطق التي يوجد فيها، فعندما يمتلك صواريخ بمدى يصل إلى 100 أو حتى 250 كيلومترا، فإن إبعاده إلى شمال الليطاني لن يكون له تأثير يذكر. (الجزيرة نت)
مصدر الخبر
للمزيد Facebook