آخر الأخبارأخبار محلية

هذا ما كُشف عن اغتيالات قادة حزب الله.. تقريرٌ مهم جداً!

ما هو التأثير طويل الأمد لسياسة الاغتيالات الإسرائيلية على نفوذ وقوة حزب الله؟ في مقالهما المنشور بمجلة “فورين أفيرز”، يجادل كل من “سارة إي. باركنسون”، الأستاذة المشاركة للعلوم السياسية والدراسات الدولية بجامعة جونز هوبكنز، و”جوناه شولهوفر-فول”، أستاذ العلوم السياسية بجامعة لايدن والأستاذ الزائر في مركز أبحاث “تحولات العنف السياسي” بجامعة غوته فرانكفورت ومعهد فرانكفورت لأبحاث السلام؛ أن تلك السياسة من المرجح أن تزيد من نفوذ حزب الله على المدى الطويل، مستشهدين بتاريخ لبنان القريب حين أدى الاحتلال الإسرائيلي للبلاد إلى ظهور وتقوية المنظمات المناهضة لإسرائيل وفي مقدمتها حزب الله نفسه.

 

وخلال مسيرة حزب الله، كانت قوة الحزب وشراسته تتزايد مع استهداف إسرائيل لقياداته، تماما كما حدث بعد اغتيال الأمين العام الأسبق عباس الموسوي حين بدأ الحزب باستهداف المصالح الإسرائيلية حول العالم لأول مرة.

وبعيدا عن لبنان، يجادل الكاتبان أن سياسة القتل المستهدف نادرا ما نجحت في تحقيق أهدافها بإضعاف المنظمات المسلحة وتقويضها، في المقابل فإنها تورط مرتكبيها، وفي مقدمتهم إسرائيل والولايات المتحدة، في انتهاكات واضحة للقانون الدولي وقوانين الصراعات المسلحة.

 

 

ويقول التقرير إنه يوم 27 أيلول الماضي، اغتالت إسرائيل حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، بإسقاط ما بين 60 إلى 80 قنبلة خارقة للتحصينات على حي مكتظ بالسكان في الضاحية الجنوبية لبيروت، وأسفرت الضربة عن استشهاد العديد من قادة حزب الله، وجنرال في الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، وما لا يقل عن 33 مدنيا، فضلا عن إصابة 195 آخرين”.

 

ويمثل هذا الهجوم، والهجمات الأخرى التي أعقبته، والغزو البري الإسرائيلي للبنان، ختاما لحالة من التصعيد المستمر منذ عام ضد قيادات حزب الله.

وخلال ذلك الوقت، قتل الجيش الإسرائيلي مئات المسلحين وآلاف المدنيين، من بينهم ما لا يقل عن 20 قائدا عسكريا ومسؤولا رفيع المستوى في الحزب اللبناني، بما في ذلك خليفة نصر الله المتوقع، هاشم صفي الدين.

 

 

وفي الثامن من تشرين الأول، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الحملة الإسرائيلية كانت ناجحة، حيث قال: “لقد قضينا على آلاف الإرهابيين، بما في ذلك نصر الله نفسه، ورديف نصر الله، ورديف رديفه”.

وفقا لمنطق نتنياهو والعديد من المسؤولين الإسرائيليين الآخرين، فإن هذه الاغتيالات أو عمليات القتل المستهدف سوف تساعد على تدمير حزب الله إلى الأبد، لكن الواقع هو أنها من غير المرجح أن تحقق هدفها، فحزب الله هو جماعة راسخة عمرها 40 عاما تتمتع بقاعدة اجتماعية كبيرة، وهو أيضا حزب سياسي ممثل في البرلمان والحكومة في لبنان ويحظى بدعم كبير من إيران؛ ما يمكّنه من التكيف والصمود.

لذلك، لربما تنجح إسرائيل في إضعاف الحزب مؤقتا، لكنه من المرجح أن يعيد توحيد صفوفه، والأهم أن القادة الجدد سوف يسعون للانتقام من إسرائيل من أجل إثبات جدارتهم، وإظهار أن الحزب لا يزال فاعلا مُهِمّاً وقادراً على التأثير.

وحتى لو نجحت حملة الاغتيالات الإسرائيلية في إضعاف حزب الله بصورة دائمة، فمن المحتمل أن تظهر مجموعة أخرى لملء الفراغ، فعلى مر التاريخ، عندما تسببت الاغتيالات المستهدفة في إلحاق أضرار لا يمكن إصلاحها بالجماعات المسلحة، سرعان ما ظهرت مجموعات جديدة لتحل محلها. ويرجع هذا إلى كون تلك الاغتيالات تكتيكا وليست حلا سياسيا؛ ما يعني أنها لا تكاد تفعل شيئا لحل القضايا الأساسية التي تحرك الصراع.

في غضون ذلك، تُخلّف الاغتيالات عمدا أو خطأ قتلى في صفوف المدنيين ودمارا للبنية التحتية، كما تعمل على تضخيم المظالم الشعبية وتغذي منابع تجنيد المسلحين، فضلا عن كونها تعطل المفاوضات. وبعبارة أخرى، تعمل الاغتيالات في نهاية المطاف على إطالة أمد العنف بدلا من إنهائه كما تهدف للوهلة الأولى.

مع هذا، يقول التقرير إن حزب الله أثبت قدرته على الصمود في مواجهة هذه التهديدات، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى كونه راسخا مؤسسيا وبيروقراطيا، وأضاف: “عادة ما تمتلك الجماعات مثل حزب الله إجراءات وخططا للخلافة في حال ترقية قياداتها أو وفاتهم أو تركهم لمناصبهم لأي سبب، ناهيك بكون وحداتها عادة ما تُنظم مثل الخلايا بحيث لا يؤثر مقتل كبار القادة على قدرات الجماعة بشكل دائم”.

وأردف: “في أعقاب اغتيال كبير، من المؤكد أن الجماعات المستهدفة ربما تعاني من انقطاع الاتصالات والارتباك والحزن والارتياب، ومع ذلك، حتى لو قُتل قائد متوسط المستوى أو شخصية عسكرية مهمة أو قائد كبير، فإن النواب يكونون منتظرين في الكواليس مستعدين لتولي مهامهم بينما يمكن للمقاتلين مواصلة الهجمات. الدليل على ذلك أنه منذ استشهاد حسن نصر الله -على سبيل المثال- أطلق حزب الله مئات الصواريخ والقذائف والطائرات من دون طيار على القواعد العسكرية الإسرائيلية والمدن الكبرى مثل حيفا وصولا إلى مقر إقامة نتنياهو نفسه”.

وأكمل: “في الواقع، قد تكون الجماعة التي فقدت شخصيات رئيسية أكثر تصميما على إثبات قدراتها وإعادة بناء قوتها. لقد أطلق حزب الله نيرانه عبر الحدود اللبنانية-الإسرائيلية لأول مرة في أعقاب جنازة الأمين العام لحزب الله عباس الموسوي، الذي اغتالته إسرائيل عام 1992، وفيما يبدو دفع موت الموسوي قادة حزب الله إلى الرد وتدشين عمليات متطورة ضد الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان المحتل، بل وعلى المستوى الدولي”.

وقد ربط “أوري ساغي”، رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بين عامي 1991 و1995، اغتيال الموسوي بشكل مباشر بتصعيد حزب الله لهجماته الدولية، بما في ذلك تفجير السفارة الإسرائيلية والمركز الثقافي اليهودي في الأرجنتين عامي 1992 و1994.

وبعد مرور أكثر من عقد على اغتيال الموسوي، أصبح حزب الله أكثر قوة وأعظم قدرة، فيما قادت سنوات الجمود الدموي في الجنوب اللبناني إلى انسحاب إسرائيل من لبنان في نهاية المطاف عام 2000.

 

 

ورغم استمرار إسرائيل في سياسة “الاغتيالات” أو “القتل المستهدف” منذ ذلك الحين، فإنها لم تثمر شيئا سوى زيادة نفوذ حزب الله. وفي 12 تموز عام 2006، شن الحزب غارة عبر الحدود نجح خلالها في قتل وأسر عدد من الجنود الإسرائيليين؛ ما تسبب في نشوب حرب واسعة في وقت لاحق من الشهر نفسه.

ووفقاً للتقرير، يمكن أن تؤدي الاغتيالات أيضا إلى ترقّي قادة أكثر تشددا أو أكثر فاعلية، وقد أدى اغتيال الموسوي إلى صعود نصر الله الأكثر كاريزمية من سلفه، وباعتباره أمينا عاما، يُنسب إلى نصر الله -إلى جانب كبير الإستراتيجيين العسكريين في حزب الله عماد مغنية- الفضل في تحويل الحزب إلى جيش قوي جداً. 

وعلى نحو مماثل، قد تؤدي الاغتيالات إلى دعوة جهات خارجية إلى تقديم الدعم المالي والفني، فعندما قتلت إسرائيل عماد مغنية عام 2008، أصبح مستشارو الحرس الثوري الإيراني أكثر انخراطا في العمليات اليومية لحزب الله. (الجزيرة نت)


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button