آخر تقرير إسرائيليّ عن حزب الله وسوريا.. ماذا كشف؟
نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنّ مراكز ومواقع “حزب الله” وإيران في سوريا ستجعل الأخيرة بمثابة “ساحة صيد” لإسرائيل التي تعمل بشكل مستمر على استهداف تلك المراكز.
ويقول التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنّه مع العمليات اليومية التي تنفذها القوات الإسرائيلية في غزة وجنوب لبنان، واستمرار الهجمات المتقطعة بالطائرات من دون طيار والصواريخ من العراق واليمن، هناك جبهة واحدة في الصراع الإقليمي الدائر حاليا يتم تجاهلها وهي سوريا، وأضاف: “مع ذلك، تشير الأدلة المتاحة إلى أن الضربات الإسرائيلية ضد حزب الله والأهداف الإيرانية في سوريا زادت بشكل كبير خلال الشهرين الماضيين، ومن بين الأفراد المستهدفين في سوريا قادة وعناصر بارزين ومخضرمين في المحور الإقليمي الذي تقوده إيران”.
وأكمل: “في الوقت نفسه، ظهرت تقارير في وسائل الإعلام الإقليمية في الأسابيع الأخيرة تصور الرئيس السوري بشار الأسد باعتباره الحلقة الضعيفة في المجهود الحربي الذي تقوده إيران. التقارير هذه تشيرُ إلى أن الرئيس السوري يحاول إبعاد نفسه عن حليفه الإيراني والاقتراب من الدول العربية المعتدل، ويتفق بعض المراقبين الإسرائيليين للشأن السوري مع هذا التقييم”.
وتابع: “إذن، ما الذي يحدث في الجارة الشمالية الأهم لإسرائيل، وإلى أين قد تتجه الأمور؟ من المهم أن نتذكر أن الحرب الأهلية التي بدأت في سوريا في قبل أكثر من 12 عاماً لم تنته بعد، بل إن خطوط القتال تجمدت، مما أدى إلى تقسيم البلاد بحكم الأمر الواقع. بعد فترة فرز، تم تقسيم سوريا منذ عام 2019 إلى 3 كيانات بحكم الأمر الواقع: المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة السورية، والتي تشمل حوالى 60% من أراضي البلاد بما في ذلك دمشق والمنطقة الساحلية بأكملها؛ المنطقة التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية التي يهيمن عليها الأكراد في شمال شرق سوريا، والتي تضم حوالى 30% من سوريا؛ وجيبٌ جغرافي تضمنه تركيا في الشمال الغربي، وتبلغ مساحته 10% من إجمالي أراضي سوريا”.
وأردف: “يعتمد استمرار هذا الترتيب على رغبة اللاعبين الدوليين في ضمان هذه المناطق تحت السيطرة، فسوريا النظامية هي اليوم محمية لإيران وروسيا، والولايات المتحدة تضمن بقاء المنطقة التي يهيمن عليها الأكراد، وتركيا هي الراعية والمسيطرة على المنطقة التي تتحكم بها”.
وذكر التقرير أن الجيش السوري فقير وضعيف وهو يعتمد على الدّعم الإيراني والروسي من أجل بقائه، وأضاف: “نتيجة لهذا، أصبح الرعاة اليوم هم الشركاء الكبار. وفي الممارسة العملية، يعني هذا أن الإيرانيين والوكلاء التابعين لها يسيطرون اليوم على معبر الحدود الجنوبي الشرقي بين العراق وسوريا في البوكمال، والطرق المؤدية إلى الغرب، فيما لا يدخل الجيش السوري إلى هذه المنطقة إلا بإذن إيراني”.
وأضاف: “بذلك، فإنّ جنوب سوريا يشكل حلقة في سلسلة السيطرة الإيرانية المتجاورة الممتدة من إيران عبر العراق وسوريا إلى لبنان والبحر الأبيض المتوسط”.
وقال التقرير إن “إسرائيل لا تُبدي أي اهتمام خاص بالأسد بأي حال من الأحوال، باستثناء ما تسعى إليه قواته من تسهيل أو مساعدة أو الدفاع عن مسار الأسلحة الإيرانية من العراق إلى لبنان حيث يتواجد حزب الله. مع هذا، فإن لدى إسرائيل مصلحة كبيرة في استهداف أنشطة إيران على الأراضي السورية وذلك بهدف تعطيل وضرب جهودها في المنطقة”.
وركز التقرير على استهداف إسرائيل لعلي موسى دقدوق في سوريا قبل أيام، مشيراً إلى أن الأخير هو أحد قدامى قادة “حزب الله” واسمهُ معروف لدى الأميركيين الذين خدموا في العراق، وأضاف: “في العراق، كان دقدوق وسيطاً رئيسياً ورجلاً محورياً بالنسبة للإيرانيين، ويعتقد الأميركيون أنه شارك في هجمات قاتلة على القوات الأميركية”.
وأكمل: “لقد أدت غارة جوية إسرائيلية في منطقة القصير هذا الأسبوع إلى مقتل عنصر ثانٍ من حزب الله اللبناني. وتعتبر القصير، الواقعة في منطقة الحدود السورية اللبنانية، منطقة ذات أهمية استراتيجية لمسار الأسلحة الإيراني إلى لبنان. فعلياً، لقد شهد هذا الموقع معركة شرسة في الحرب الأهلية السورية انتصر فيها حزب الله على مسلحين كانوا هناك”.
وتابع: “في هذا الأسبوع، أدت غارة جوية إسرائيلية على موقع في تلك المنطقة إلى مقتل سليم عياش، عضو حزب الله الذي أدين غيابيا بتهمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في عام 2005، كما تم القضاء على العديد من الشخصيات البارزة في الحزب ضمن سوريا في الأسابيع الأخيرة مثل محمود شاهين، الذي كان يرأس شبكة استخبارات حزب الله في سوريا. كذلك، قُتل أبو صالح، الذي كان يرأس الوحدة 4400 في حزب الله، المسؤولة عن الإشراف على تمويل حزب الله من مبيعات النفط الإيرانية، في ضربة دقيقة في 22 تشرين الأول في دمشق، كما قتل حسن جعفر قصير، صهر الأمين العام لحزب الله الراحل حسن نصر الله، في دمشق في 3 تشرين الأول”.
ووفقاً للتقرير، “تعكس هذه القائمة مدى الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي لسوريا وحزب الله، ومدى تجاهل إسرائيل، منذ اندلاع الحرب قبل عام، لقواعد الاشتباك الضمنية السابقة، ومعاملة سوريا باعتبارها مكوناً لا ينفصل عن التحالف الذي تخوض الآن حرباً معه”.
مع هذا، يرى بعض المراقبين، وفق التقرير، أن الفوضى النسبية الحالية في “محور المقاومة” تؤدي إلى جهود من جانب الزعيم السوري لتخليص نفسه منه، ويرتبط هذا الأمر بالعديد من الأمور التي حصلت من بينها وجود انفتاح على دول غربية وعربية.
في الوقت نفسه، وجد التقرير أنه من غير المرجح أن تحصل قطيعة بين سوريا وإيران، وأضاف: “يبدو أن وضع سوريا الحالي، كوصف جغرافي وليس كبلد، سوف يظل على حاله في المستقبل المنظور، وهذا يعني أن من المرجح أيضاً أن تظل ساحة صيد للقوة الجوية الإسرائيلية التي تشق طريقها إلى القائمة الطويلة من أهداف حزب الله وإيران في البلاد”.
المصدر:
ترجمة “لبنان 24″
مصدر الخبر
للمزيد Facebook