جنبلاط الخائف من إطالة الحرب.. ما بين المعارضة والثنائي وحماية الدروز
Advertisement
ويقف جنبلاط الداعم للقضيّة الفلسطينيّة خلف “المقاومة” في لبنان في ظلّ العدوان الإسرائيليّ، على الرغم من أنّه كان يدعو ولا يزال إلى الفصل بين حرب “حماس” وإسرائيل في غزة، وبين ما يحدث في الجنوب بين “حزب الله” والعدوّ، ولم يكن مع مبدأ توحيد الساحات الذي فرضته إيران وطبّقه “الحزب” بعد هجوم 7 تشرين الأوّل 2023.
ورغم الخلافات الكثيرة في وجهات النظر بما يتعلّق بموضوع الحرب، لا يزال جنبلاط مُقرّباً من رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وكان على تواصل دائم مع قيادة “الحزب”، بهدف الحفاظ على الوحدة الوطنيّة في مُواجهة العدوان الإسرائيليّ والوقوف خلف “المقاومة”.
وقد برز رئيس “التقدميّ” السابق ليدعم خيار برّي ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي لانتخاب رئيس للجمهوريّة قبل وقف إطلاق النار، لتعزيز مكانة لبنان السياسيّة والديبلوماسيّة، وخصوصاً إذا تصاعدت حدّة المعارك أكثر ووسّعت إسرائيل عمليتها في الداخل اللبنانيّ وفي دول الجوار.
وزادت التباينات بين جنبلاط وحليفه وصديقه برّي منذ أنّ أعلن الأخير وفريقه السياسيّ أنّهما لن ينتخبا أيّ مرشّح “تحت النار”، كيّ لا يُفرض الرئيس على “حزب الله” وعدم استغلال اغتيال حسن نصرالله والهجوم البريّ الإسرائيليّ في جنوب لبنان. وفي هذا السياق، يُشدّد جنبلاط على أهميّة الإسراع بانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة، بينما فرمل “الثنائيّ الشيعيّ” المبادرة الرئاسيّة من جديد، إلى حين وقف إطلاق النار، للتأكيد أنّ “الحزب” لم ينهزم في الميدان وأنّه سيعود أقوى سياسيّاً إذا نجح بصدّ توغل العدوّ وحافظ على سلامة الأراضي الجنوبيّة.
وصحيحٌ أنّ هناك خلافات كثيرة بين رئيس “اللقاء الديمقراطيّ” السابق و”الثنائيّ الشيعيّ”، لكنّه لا يزال يلتقي معهما في قضايا المقاومة ومُواجهة الأطماع الإسرائيليّة والحوار الوطنيّ لانتخاب رئيس الجمهوريّة. في المقابل، فإنّ جنبلاط رغم ابتعاده عن المعارضة، فإنّه لا يزال أيضاً يلتقي معها في مواضيع أساسيّة ومهمّة جدّاً، ولعلّ أبرزها انتخاب شخصيّة توافقيّة يُجمع المسيحيّون على دعمها وتأييدها، كما تحييد البلاد عن الصراعات في المنطقة وتعزيز دور الجيش والتطرّق إلى الاستراتيجيّة الدفاعيّة من خلال التفاهم بين كافة مكوّنات الوطن وخصوصاً مع المعنيّ الأوّل بهذا الملف “حزب الله”.
إذا، لا يزال جنبلاط في الموقع الوسطيّ ولديه علاقات جيّدة مع المعارضة وقوى الثامن من آذار على الرغم من بعض الخلافات الجوهريّة مع كلّ منهما. كذلك، فإنّه رغم التباينات مع رئيس الحزب “الديمقراطيّ اللبنانيّ” طلال ارسلان ومع مكوّنات درزيّة بارزة، يقوم بحضور أيّ إجتماع درزيّ تتمّ الدعوة إليه لحماية الطائفة، وكان لقاء بعذران خير دليل على التقاء الدروز في ما بينهم لدعم النازحين اللبنانيين واحتضانهم رغم الإستهدافات الإسرائيليّة لبلدات في عاليه والشوف.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook