الذكاء الاصطناعي ينتج كميات هائلة من الكربون سنويًا – DW – 2024/11/12
مع التطور المتسارع الذي يشهده مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المختلفة، بدأ البعض في محاولة الكشف عن الآثار والنتائج المختلفة التي يمكن أن تترتب على ذلك.
وتوصل علماء أخيرًا إلى أن ارتفاع كميات الطاقة التي تحتاج لها أنظمة الذكاء الاصطناعي لتشغيلها يمكن بدوره أن يوثر بالسلب على البيئة. إذ حذرت دراسة حديثة من أن زيادة الطاقة المطلوبة لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر تعقيدًا يمكن أن يجلب ”عواقب بيئية خطيرة”، وفقًا لموقع صحيفة إندبندنت البريطانية.
وأشار العلماء بجامعة تشيجيانغ الصينية إلى أن ما تتسبب فيه أنظمة الذكاء الاصطناعي من انبعاثات هائلة من ثاني أكسيد الكربون من المتوقع أن تزيد مع الوقت بما يجعل الأمر ”يزداد سوءًا”.
وتشرح الدراسة، المنشورة على موقع سبرينغر Springer، أن التطور السريع لهذه الأنظمة يتطلب المزيد من قوة الحوسبة بما يعني استهلاك المزيد الطاقة للتشغيل. فعلى سبيل المثال، تستخدم النسخة الرابعة من تطبيق شات جي بي تي GPT-4 ضعف حجم الطاقة مقارنة بالنسخة السابقة.
وقام الباحثون بإجراء تحليل كمي لانبعاثات الكربون المرتبطة بأنظمة الذكاء الاصطناعي في هذه الدراسة، على أمل تقديم إرشادات بشأن حدود الانبعاثات التي يجب الالتزام بها لأسباب بيئية.
وقاست الدراسة كمية انبعاثات الكربون من 79 نظام ذكاء اصطناعي تم إطلاقها بين عامي 2020 و 2024. ووصل إجمالي البصمة الكربونية من أنظمة الذكاء الاصطناعي الأعلى من حيث الانبعاثات إلى نحو 102.6 مليون طن سنويًا من الكربون، وفقًا لقاعدة البيانات التابعة لجامعة هارفارد.
ووجد العلماء أن الصناعة والأوساط الأكاديمية بالتحديد تلعب أدوارًا محورية في دفع تطوير الذكاء الاصطناعي إلى الأمام، وهو ما سيتسبب بدوره ”لانبعاثات هائلة”، وفقًا لمخص الدراسة. ولكن في المقابل يشير البحث إلى أن الانبعاثات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي قد تكلف الصناعة أكثر من 10 مليارات دولار سنويًا، خاصة بالنظر إلى الآثار المحتملة لتلك الانبعاثات في المستقبل القريب.
وتؤكد الدراسة على الحاجة الملحة للعاملين بمجال الذكاء الاصطناعي إلى ”تبني ممارسات أكثر خضرة ومعايير مستدامة”. كما يسعى الباحثون إلى تزويد صناع القرار بالبيانات اللازمة لمعالجة البصمة الكربونية لهذا المجال.
د.ب.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook