آخر الأخبارأخبار محلية

تصعيد متزامن.. حزب الله وايران والمحور؟

بعد الانتخابات الاميركية التي ستبدأ مساء اليوم بتوقيت بيروت، لن يكون بالضرورة كما قبلها، اذ ان هوية الرئيس المقبل ستكون مؤثرة بشكل كبير على مسار التصعيد وشكل الحرب والتسوية في المنطقة خصوصا في ظل انخراط ايران بالحرب بشكل مباشر وان ضمن حدود مقبولة. كما ان واقع الولايات المتحدة الاميركية في ظل التقارب والتوتر بين اطراف الصراع الانتخابي سيؤدي الى تغيير في سياسات كبرى في الشرق الاوسط والعالم، اذ ان الحديث اليوم عن امكانية الوصول الى فوضى شعبية او امنية او حتى دستورية في الولايات المتحدة لم يعد امراً خيالياً بل على العكس، اقترب هذا السيناريو من الواقع الى حدّ كبير جداً.

قبل يومين نشر “حزب الله” فيديو لمنشأة عماد 5، ومن ضمن الرسائل التي اراد ايصالها من هذا المقطع المصور حديثاً هو امتلاكه صواريخ لديها قدرة كبيرة على التدمير، ومن المرجح ان هذه الصواريخ لم تستخدم بعد، ما يوحي بأن مرحلة التصعيد المرتبطة بقصف الداخل الاسرائيلي تقترب، وهذا ما يتطابق سياسياً مع امكانية تصعيد المحور مع اختيار الاميركيين لرئيس جديد للولايات المتحدة الاميركية لن يكون من ضمن سياساته ترك الشرق الاوسط مشتعلا لأن اولويته ستكون الصين وروسيا وهذا ما قد تستغله ايران والمحور بشكل جدي وكبير وستعمل على الاستفادة منه اولا لانهاء الحرب وثانيا لاعادة تحسين شروطها في اي تسوية بعد الخسائر التي تكبدتها.

السياق العام لضغط المحور سيكون عبر مسارين، المسار الاول التلويح والتهديد بالحرب الاقليمية الشاملة وهذا ما لا تريده الولايات المتحدة الاميركية ابداً ما سيدفعها الى الهروب منه عبر الضغط على رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو من اجل وقف الحرب والذهاب الى التسوية، وعليه فإن المنطقة مقبلة خلال المرحلة التي تلي ظهور نتائج الانتخابات الاميركية، على تصعيد ايراني كبير، اذ من المرجح ان تكون الضربة الايرانية ضد اسرائيل خارجة عن التوقعات لناحية عدد الصواريخ التي سيتم اطلاقها والاهداف التي سيتم اصابتها، اضافة الى نوعية الرؤوس الحربية الكبيرة المستخدمة ما يسلب اسرائيل اي قدرة على خوض حرب كبيرة او حرب استنزاف.

اما المسار الثاني فسيكون مساراً لبنانياً عبر تصعيد “حزب الله” ضرباته الصاروخية تجاه المدن الاسرائيلية، اذ ان الحزب لا يريد للتصعيد ان يبدأ قبل معرفة من هو الرئيس الاميركي المقبل، او قبل ظهور المسار السياسي في الولايات المتحدة الاميركية وهذه سياسة الامين العام السابق السيد حسن نصرالله في الاساس. وعليه فإن تزامن التصعيد العسكري تجاه المدن الاسرائيلية وتحديداً حيفا سيحصل ايضاً بالتزامن مع ارتفاع اصوات المستوطنين والاعلام الاسرائيل حول جدوى استمرار الحرب. عندها ستصبح الضغوط الكبرى على نتنياهو كفيلة بوقف الحرب او اقله بنزوله عن شجرة الاهداف الكبرى نحو تسوية متوازنة، خصوصاً ان من لم يستطع كسر الحزب وانهاء حضوره العسكري بعد الضربات الكبرى التي وجهها له في الايام الاولى للعدوان، لن يتمكن اليوم من فعل ذلك في ظل تكيف الحزب مع شكل الحرب واستعادته تدريجياً للمبادرة الهجومية بعد المبادرة الدفاعية..

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى