بلدة لبنانية تعدّ أم الشهداء.. صمودٌ تحت العدوان والتضحيات كبيرة!
وأضاف الخشن أن الاحتلال ينفذ على مدار الساعة غارات جوية لا تختلف بنتائجها الدموية والتدميرية عن تلك التي تصيب مدن بعلبك والهرمل والنبطية والضاحية الجنوبية والعاصمة بيروت.
وفي حديث عبر “الجزيرة نت”، أوضح الخشن أنّ الدمار كبير جداً والخسائر لا يمكن حصرها حالياً بفعل استمرار الاعتداءات، وأضاف: “ممتلكاتنا وأرزاقنا تهون أمام دماء شهدائنا الذين سقطوا في سحمر، ويحمر، وقليا، وغيرها، أو خلال المواجهات الدائرة مع العدو الإسرائيلي في جبهة الجنوب”.
أم الشهداء
ومنذ بدء العدوان في 23 أيلول الماضي، أدت الغارات الإسرائيلية على بلدة سحمر إلى استشهاد 40 شخصا وإصابة نحو 100 بجروح متفاوتة الخطورة، كما دمرت عشرات الوحدات السكنية بالكامل، وأصابت أكثر من 500 منزل بأضرار متفاوتة، وأخرجت المرافق العامة عن الخدمة، وهجرت جميع سكانها البالغ عددهم نحو 7 آلاف شخص إلى مناطق آمنة نسبيا.
وبالعودة إلى الماضي القريب، شهدت سحمر مجزرة تل الزعتر عام 1976، التي أسفرت عن سقوط 63 شهيدا، كما استشهد 25 آخرون باستهداف إسرائيلي لسيارات تقل نازحين من أهلها على طريق بعلبك عام 1982، وأعدم الاحتلال 11 شخصا عام 1984 في ساحة البلدة، واستشهد 8 آخرون في عدوان 1996.
ويقول علي. م إن “الخسارة لا تقتصر على الذين سقطوا في المجازر السابقة، فبلدتي الجريحة قدمت عشرات الشهداء أيضا في مواجهات مع العدو الإسرائيلي منذ سبعينيات القرن الماضي حتى أمس”.
وفي تصريح عبر “الجزيرة نت”، قال “علي.م.”: “اليوم أضيف نحو 40 شهيدا والمعركة متواصلة، هذا قدرنا، شهداء، ودمار، ونزوح داخلي، وهجرات إلى الخارج، نعيش اليوم أعباء نزوح طال أمده بعدما خسرنا منازلنا ومؤسساتنا، لقد دمر منزلي بالكامل وخرجت مع عائلتي بما نلبس من ثياب، وضعنا مأساوي، يكفي أن تسأل عن شعور أي شخص فقد كل ما يملك بلحظة ليصبح مشردا هنا وهناك”.
لحظات صعبة
وبعد مراسم الدفن، ذكر وهبي أن القصف اشتد على سحمر، مما دفعه إلى نقل عائلته (5 أفراد) إلى القرعون التي تبعد عنهم نحو 5 كيلومترات، حيث استقبلهم أهلها “بكل عطف وتضامن، وأسكنوه هو وأسرته في أحد المنازل”، ويقول: “أنا اليوم أعد الأيام بانتظار العودة إلى البلدة لتفقد بيتي الذي تضرر كغيره من منازل الحي الذي أسكنه”.
وتتشابه معاناة قرى جنوب البقاع الغربي في ظل الغارات التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي. وفي السياق، يقول محمد عباس من بلدة يحمر المتداخلة جغرافيا مع سحمر: “غادرنا منزلنا منذ اليوم الأول للعدوان دون أن نحمل معنا أي مقتنيات، حتى ثيابنا. لقد كان القصف الجوي عنيفا جدا على البلدتين وتسبب بمجازر وسط المدنيين والأطفال النساء”.
وعن مكان إقامته وعائلته اليوم، قال: “منذ اليوم الأول استقبلتنا بلدة القرعون، ووفرت لنا إقامة مجانية في قاعة كنيستها، آمل كغيري بالعودة إلى قريتي لأعرف ماذا حل بجنى العمر، ومهما كانت النتيجة، فهي تهون أمام أرواح من فقدانهم في هذه الحرب”.
ووفق مختار بلدة سحمر ياسر الخشن، لا يوجد إحصاء دقيق يوثق عدد الوحدات السكنية المدمرة كليا أو جزئيا في البلدة. وقال -للجزيرة نت- إن عدد سكانها يبلغ نحو 8 آلاف نسمة بحسب إحصاء وزارة الداخلية، أما عدد الوحدات السكنية، فيناهز 1500 وحدة.
وبحسب معلومات ميدانية، فإن دمارا كليا لحق بـ40% من الأبنية، وأصيب 60% منها بأضرار جزئية، كما لحقت أضرار كبيرة بالمحال التجارية، ومؤسسات تصليح وبيع السيارات الذي هو من أهم القطاعات إنتاجية في البلدة يعتاش منه نحو 50% من أبنائها، علما أن 97% من أهالي سحمر غادروها إلى مناطق أكثر أمناً. (الجزيرة نت)
مصدر الخبر
للمزيد Facebook