آخر الأخبارأخبار محلية

باريس 1 لن يكون يتيمًا

70  دولة و15 منظمة دولية ستكون حاضرةً اليوم في باريس للمشاركة في هذا المؤتمر الدولي الذي توسعت باريس في إرسال الدعوات إليه، من دول الاتحاد الأوروبي ومجموعة العشرين والدول العربية الشريكة والأخرى التي تطل على البحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى مشاركة الأمم المتحدة والمنظمات المتفرعة عنها. وستحّل أزمات لبنان المتشابكة على طاولة البحث والنقاش، وإن يكن موضوع الحرب وما يتعرّض له كل لبنان حاليًا من قصف إسرائيلي غير مسبوق، إضافة إلى العناوين العريضة لما سيتناوله المشاركون في هذا المؤتمر، ويأتي في طليعتها توفير المساعدات الإنسانية للنازحين وللقطاعات الرئيسية المتضررة كالتعليم والصحة، وثانيها دعم القوى المسلحة اللبنانية، تحديداً الجيش الذي يحتاج تقريباً إلى تقوية قدراته القتالية والمعيشية، مع ما يمكن أن يُطلب منه من مهمات مستقبلية عندما يحين موعد ارساله إلى المنطقة الواقعة جنوب الليطاني ليكون القوة الوحيدة القادرة على أن توفر للبنانيين الأمن والأمان، إضافة إلى تضافر الجهود للدفع في اتجاه إيجاد حل ديبلوماسي للصراع القائم راهناً بين إسرائيل و”حزب الله”. وبالطبع فإن مسألة دعم السيادة اللبنانية والدفع في اتجاه إعادة تفعيل عمل مؤسسات الدولة من خلال انتخاب رئيس جديد للجمهورية لن يغيب عن بساط البحث.

فعلى رغم أن أزمة قطاع غزة “ستأكل” من صحن الدعم المعد للبنان، أقله بالنسبة إلى بعض الدول العربية، فإن مؤتمر باريس سيكون مؤتمر استباقيا تحضيرياً للمرحلة التالية بعد وقف الحرب، لجهة دعم الجيش عديداً وعتاداً ليكون جاهزا في إطار تطبيق القرار 1701، ولجهة تقديم الدعم الانساني واللوجستي لمعالجة الازمات الناشئة عن الحرب كإعادة الاعمار ومساعدة النازحين. وسيستفيد لبنان من هذا الحشد الدولي والأمي لكي يدفع في اتجاه إطلاق دينامية جديدة لوقف الحرب واقتراح جديد لوقف إطلاق النار فوراً وترتيب الحلول السياسية لتطبيق القرار 1701، فضلًا عما يؤمل بما يمكن أن تقوم به فرنسا من دور فاعل في إحداث خرق سياسي على مستوى إيجاد حل لأزمته الدستورية عبر التوافق على انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة جديدة تطلق عمل مؤسسات الدولة، مع توقع أن يطرح الرئيس ماكرون افكاراً جديدة لمعالجة كل هذه الامور وإخراج مؤسسات الدولة من حالة الشلل، وتصويب وتنظيم وصول المساعدات بسرعة الى مكانها المناسب.

أزمات لبنان المتشعبة والمتشابكة ستكون حاضرة اليوم بقوة في باريس في مؤتمر سيحقق له جملة من المكاسب في زمن الخسائر، اولها ان فرنسا هي التي دعت الى هذا المؤتمر الذي سيشارك فيه عدد كبير من الدول وخصوصا في اوروبا والاتحاد الاوروبي والدول الخليجية وقد اخذت على عاتقها القيام بالاتصالات اللازمة لإنجاحه، وثانيًا تأمين مساعدات انسانية ومالية عاجلة هو في أمسّ الحاجة اليها، وثالثًا ممارسة المزيد من الضغط على اسرائيل لتنفيذ القرار ١٧٠١ ووقف اطلاق النار، ورابعًا توفير الدعم اللازم للجيش الذي تنتظره مهام كثيرة مستقبلية، وخامسًا وأخيرًا الدفع في اتجاه توفير المناخ الملائم لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وفي انتظار ما سيسفر عن مؤتمر اليوم من نتائج عملية فإن ما يأمله اللبنانيون من فرنسا، التي وقفت دائمًا إلى جانبهم في أزماتهم المتعددة، سيكون أكثر من “باريس1″، لأن لبنان يحتاج إلى كل مساعدة ممكنة يمكن أن يقدمها أشقاؤه العرب وأصدقاؤه في كل أنحاء المعمورة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى