آخر الأخبارأخبار محلية

تُستخدم في لبنان.. أبرز المصطلحات العسكرية المُعتمدة خلال الحرب

خلال سنة من التصعيد في الشرق الأوسط، وقبل ذلك في أوكرانيا، انهالت على مسامع متابعي النشرات الإخبارية، الكثير من المصطلحات العسكرية لوصف الأحداث اليومية.

وفي ما يلي، نسلط الضوء على أبرز هذه المصطلحات الأساسية التي يتم استخدامها خلال حرب لبنان ضد إسرائيل، وهي على النحو التالي:

 

ما هو الحزام الناري؟

 

تردد هذا المصطلح كثيراً خلال الحرب الجارية في غزة، واستخدمته وسائل الإعلام لوصف الغارات المتتالية المكثفة التي تستهدف مكاناً محدداً خلال وقت زمني قصير.

يُعرّف منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي الحزام الناري، بأنه غارات مكثّفة وقوية يتم شنّها على عدة أهداف تتمركز في منطقة واحدة، ويهدف إلى “خلق قبضة خانقة على الطرف المعادي والحد من قدرته على الرد”، وقد تنفذه القوات الجوية أو البرية أو البحرية، ويستهدف المقاتلين والتجهيزات العسكرية والمباني الإستراتيجية.

بحسب المنتدى فإن الحزام الناري قد يُنفّذ لتمهيد الطريق أمام دخول القوات البرية لمنطقة ما، وطرح مثالاً على ذلك ما حصل في خان يونس خلال الحرب الأخيرة، حين نفذ الجيش الإسرائيلي حزاماً نارياً “سمح بتوسيع ممرات عبور القوات البرية إلى المنطقة”.

 

وقد يُستخدم الحزام الناري كأسلوب تضليلي أو لتشتيت الانتباه، وطرح المنتدى ما حصل خلال عملية تحرير الرهائن الأربعة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حيث “نفذ الجيش الإسرائيلي حزاماً نارياً لتسهيل إخراج الرهائن”.

 

وبرز استخدام هذا المصطلح خلال وصف هجمات إسرائيلية مكثفة على مناطق لبنانية عديدة، وآخرها كان منطقة النبطية حينما استهدفت إسرائيل البلدية فيها الأسبوع الماضي.

ما هي الدروع التفاعلية؟

 

يشبه الدرع التفاعلي هنا مضرب التنس الذي يضرب الكرة المندفعة بقوة، فترتد الكرة بعيداً عن اللاعب، وكذلك يفعل الدرع التفاعلي حين ينفجر باتجاه القذيفة فيبعد تأثيرها عن الدبابة أو المدرعة.

بحسب الموسوعة البريطانية، فإن الدروع التفاعلية الانفجارية هي صفائح تحتوي في داخلها على مادة متفجرة، يتم رصفها على الدرع الخارجي للدبابة أو العربة المدرعة.

وحين تصطدم قذيفة مضادة للدروع بالصفيحة، تنفجر باتجاه القذيفة بعيداً عن درع الدبابة، وبالتالي تعادل قوة الانفجار القادمة من القذيفة، وتحيّد من قدرتها على اختراق الدرع.

ما هي قذائف التاندوم؟

 

قذائف التاندوم هي وصف يطلق على القذائف الصاروخية – المضادة للدروع عادة – التي تحتوي رؤوسها الحربية على شحنتين متفجرتين اثنتين. بحسب مجلة العلوم الدفاعية الهندية تكون الشحنتان المتفجرتان متلاحقتين وراء بعضهما البعض، شحنة أولى في الأمام، وخلفها شحنة ثانية.

عند إطلاق القذيفة باتجاه دبابة مثلاً، تنفجر الشحنة الأولية لتصنع خرق في الدرع التفاعلي الخاص بالدبابة، وبعد أجزاء من الثانية تنفجر الشحنة الثانية لتخترق الدرع الأساسي للدبابة.

وتُستخدم هذه القذائف لاختراق العربات المزودة بدروع تفاعلية والتحصينات العسكرية.

ما الفرق بين تكتيكي وإستراتيجي وعملياتي؟

 

بحسب وزارة الدفاع الأميركية والمنشورات الأكاديمية لسلاح الجو الأمريكي، هناك ثلاثة مستويات للحرب، تكتيكية وعملياتية واستراتيجية:

المستوى التكتيكي: يُعد الحجر الأساس للأنشطة العسكرية، فهو يتعلق بالمعارك والاشتباكات على مستوى قوات خاصة أو وحدات صغيرة نسبياً من المقاتلين، وينصبّ التركيز في هذا المستوى على تحقيق أهداف عسكرية محددة، وعلى تنظيم وتحريك الوحدات القتالية بطريقة منسقة لتحقيق هذه الأهداف.

المستوى العملياتي: يرتبط هذا المستوى بالحملات العسكرية والعمليات الكبرى التي تهدف لتحقيق أهداف ضمن منطقة عمليات كبيرة نسبياً. يركز على كيفية نشر الوحدات العسكرية في مسرح الحرب لتحقيق أفضلية على القوات المعادية.

المستوى الاستراتيجي للحرب: يتعلق هذا المستوى بالدولة ككل، أو حين تكون الدولة ضمن تحالف أكبر من الدول، ويتمثل بتحديد هذه الدولة أو الدول أهدافها العسكرية الاستراتيجية، واستخدام مواردها ورسم سياساتها لتحقيق هذه الأهداف. يركز هذا المستوى على نتائج ومخرجات الحروب والصراعات ككل. في الحروب الحديثة، يرتبط النصر أو الهزيمة بهذا المستوى من الحرب وليس بالمستوى التكتيكي أو العملياتي منها.

 

ما هي المسافة صفر؟

 

برز استخدام مصطلح “المسافة صفر” خلال حرب غزة، كما استُخدم في حروب و جولات سابقة من التصعيد في القطاع. وعادة ما تستخدمه كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بياناتها لوصف اشتباكات تخوضها ضد قوات الجيش الإسرائيلي في محاور القتال في غزة.

 

كذلك، استخدم هذه المصطلح خلال مواجهات خاضها “حزب الله” ضد الجيش الإسرائيلي خلال عمليات هجومية برية نفذها الأخير ضد جنوب لبنان مؤخراً.

الخبير العسكري ضيف الله الدبوبي قال خلال حديث مع بي بي سي، إن هذا المصطلح “استُحدث في الآونة الأخيرة، وله دلالة عسكرية تتعلق بوصف القتال القريب بين الأطراف المتحاربة من مسافات لا تتعدى بضعة أمتار”.

يقول الدبوبي إن مصطلحات أخرى مثل الالتحام كانت تُستخدم قديماً لوصف هذا النوع من القتال، لكن شاعَ مؤخراً استخدام مصطلح “القتال من المسافة صفر”.

يضيف الدبوبي أن الأسلحة، حتى الصغيرة منها مثل المسدسات، تصبح مؤثرة في هذا النوع من الاشتباك، “كما يُحيّد هذا النوع من القتال النيران المساندة مثل المدفعية والطيران”، إذ يتعذر استخدامها حين تصبح الأطراف المتحاربة على مسافة قريبة جداً من بعضها.

ما هي سياسة الأرض المحروقة؟

 

سياسة الأرض المحروقة هي أسلوب عسكري يهدف لتدمير أي شيء قد يمنح العدو القدرة على شن الحروب. يشمل ذلك، بحسب الموسوعة البريطانية، تدمير المحاصيل والثروة الحيوانية والمباني والبنى التحتية.

سياسة الأرض المحروقة قد تطبقها الوحدات العسكرية خلال تقدمها في الأراضي المعادية كأسلوب عقابي ولتقويض قدرات العدو، وقد تطبقها الوحدات العسكرية أثناء انسحابها من مناطق معينة بهدف تدمير أي شيء يحمل قيمة عسكرية للطرف المقابل.

هناك الكثير من الأمثلة التاريخية على تطبيق سياسة الأرض المحروقة، لعل أبرزها ما حصل في المراحل الأولى من الغزو النازي للاتحاد السوفياتي خلال الحرب العالمية الثانية، حين أحرقت ودمرت القوات السوفياتية قبل انسحابها من بعض المناطق الجسور والمحاصيل الزراعية وأي شيء فيها قد يستفيد منه النازيون.

ما هو الاستطلاع بالقوة؟

 

بحسب وزارة الدفاع الأميركية، يتم اتباع أسلوب الاستطلاع بالقوة في سبيل كشف مواقع القوات المعادية. كذلك، تقوم الوحدات العسكرية بتوجيه نيرانها المباشرة وغير المباشرة باتجاه موقع يشتبه بوجود العدو فيه، وذلك بهدف دفع القوات المعادية للتحرك أو الرد على النيران، ما يؤدي إلى كشف تمركزها وقياس استعدادها للقتال.

ما هي النيران الصديقة؟

 

بحسب قاموس وزارة الدفاع الأميركية، فإن النيران الصديقة تشير إلى إصابة أو مقتل جنود عن طريق الخطأ أو بشكل غير مقصود بنيران قوات حليفة منخرطة بالقتال ضد قوات معادية، حيث توجه القوات الحليفة نيرانها ضد ما كانت تعتقد أنها أهداف معادية.

وهناك الكثير من الشواهد والأمثلة التاريخية على النيران الصديقة في عدة حروب ومعارك. ففي شهر أيار الماضي 2024، قُتل 5 جنود إسرائيليين حين أطلقت دبابتان إسرائيليتان النار عن طريق الخطأ باتجاه مبنى تحصن فيه الجنود في جباليا شمال قطاع غزة.

وفي سنة 2017 قتلت غارة أميركية في شمال سوريا 18 من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع واشنطن ضد داعش.

 

والحادثة وقعت بسبب “خطأ في تزويد الإحداثيات قبل تنفيذ الغارة التي كان من المفترض أن تستهدف عناصر من داعش” بحسب القيادة المركزية الأمريكية.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى