نساء من لبنان يواجهن الحرب بالحياة والطعام.. محنة ومارقة!
في بيروت تبدو الحياة مختلفة، هناك الحياة لا تنتهي، تسير بدروبها وفي أوج الحرب تشعر كأن هذا البلد لا ينقصه شيء، لا فرح ولا ضحك ولا غناء، في بيروت تستمر الحياة برغم الموت، وتحمل النساء فيه دوما شعار “غدا يوم آخر”، و”بكرة بيخلص ها الكابوس”، “فإذا خلص الكابوس ييجي بكره يلاقينا عايشين قادرين نكمل”.
تلك الروح التي لا تجدها أبدا إلا في شوارع بيروت هي التي جعلت “ماما إيزو” تسعى كل صباح لعمل جديد يضفي بهجة مختلفة على أجواء الحرب في الجنوب اللبناني.
“ماما إيزو” محنة ومارقة
“ما فرقته الحرب جمعه الطعام”، يعد هذا التعبير الأقوى عن المساندة المجتمعية للنازحين من الجنوب، والتي كان على رأسها موائد الطعام الممتدة، التي أسستها نساء بيروت لطهو الطعام وتقديمه ساخنا لأهالي الجنوب.
“إن شاء الله محنة ومارقة”، تقول “ماما إيزو” للجزيرة نت، عن حالة التكاتف والدعم التي تقدمها نساء بيروت لأهل الجنوب، مضيفة أن لبنان عانى طويلا من ويلات الحروب، وهذه ليست المرة الأولى التي تمر فيها تلك الظروف على الشعب اللبناني “تعلمنا طيلة سنوات الحروب الماضية أن لا حدا بيعتل همنا إلا نحنا (لا أحد يحمل همنا إلا نحن)، لذلك نحنا اليوم يدا بيد سوا في كل مناحي الحياة من طعام وشراب ودراسة ومذاكرة لأطفال المخيمات، الحياة بلبنان لن تتوقف إلا إذا ما ضل لبناني واحد على أرض بيروت”.
التكيف لصناعة الحياة
لم يصل القصف بعد لمنزل السيدة اللبنانية، لكن أصوات الحرب تصل إليها من التلفاز ومن الأصوات البعيدة، للطبخة التي تعدها المرأة في منزلها، استخدمت آلة التقطيع الكهربية لتقطيع الخضار، لكنها تابعت: “إذا كان استخدام الكهرباء غير متوفر يمكن تقطيع الخضار باليد”، حمل مقطعها لتجهيز وجبة في وقت الحرب اعتذارا منها للعالم الذي ربما لن يجدوا ما توفر لديها فصنعت منه طعاما لأطفالها.
في فيديو آخر كانت السيدة اللبنانية تواصل محاولات طمأنة جمهورها عن الأحوال بلبنان، ولكن تعابير وجهها أظهرت مزيدا من القلق هذه المرة، وهي تخبر جمهورها أنها تقوم بتصوير الفيديوهات كي تطمئن جمهورها على الأحوال بلبنان حتى وإن كانت هي نفسها غير مطمئنة “الظاهر مقبلين على الأسوأ.. شوفوا كيف نقضي أيامنا والوضع العام بلبنان”.
وتغيرت وصفات الطعام التي تقدمها قناة أكلات لبنانية عبر يوتيوب، وصارت الوصفات أكثر استخداما للمتاح من خضار وبقول، وأقل اعتمادا على اللحم والدجاج، وتقول السيدة اللبنانية إنها تفضل في هذه الأيام “شوربة العدس” التي هي من أكثر الأكلات إشباعا وأقل في التكلفة واستخداما للغاز، تحاول الطاهية إضافة الليمون الحامض ومزيج من التوابل المختلفة إليها في كل مرة لتضيف إليها نكهات متنوعة تساعد أطفالها على تقبلها في كل مرة تعدها في أيام الحرب. (الجزيرة نت)
مصدر الخبر
للمزيد Facebook