ضغوط أميركيّة لفرض حلّ يتجاوز القرار 1701 قبل وقف العدوان الإسرائيلي
ووفقا للوقائع ومصادر مطلعة، فان فرنسا وقطر تقودان مسعى مباشرا ومستمرا لوقف اطلاق النار على قاعدة تنفيذ القرار1701، ويجري السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو منذ ايام لقاءات واتصالات ناشطة مع الرئيسين بري وميقاتي وقيادات اخرى، لا سيما وليد جنبلاط، في اطار جهود الديبلوماسة الفرنسية الناشطة في اكثر من اتجاه. كما يسجل تحرك مماثل من قبل الدوحة، حيث سجلت في الايام الاخيرة اتصالات قطرية لبنانية على مستوى رفيع.
وكتبت” الديار”: تلاحظ المصادر في المقابل، انه منذ الاتصالين بين وزير الخارجية الاميركي بلينكن مع بري وميقاتي، لم تشر المعلومات الى مستجدات على هذا المحور من الاتصالات الديبلوماسية، وان ما جرى مع بلينكن لم يكن ايجابيا ومشجعا، ولم يؤشر الى رغبة جدية لواشنطن بالضغط على «اسرائيل» لوقف العدوان وتنفيذ القرار 1701.
ويشار في هذا المجال، الى ان الاتصال الذي جرى اول من امس بين وزير الدفاع الاميركي اوستن ونظيره «الاسرائيلي» غالانت تناول موضوعين: الاول يتعلق بطلب اميركي يقضي بالسماح لادخال مواد غذائية واغاثية للمنطقة التي يحاصرها العدو في شمال غزة، والثاني يتعلق بالتطورات في جبهة جنوب لبنان.
ووفقا لما تسرب من معلومات فان اوستن دعا غالانت الى عدم استهداف قوات «اليونيفيل» والجيش في الجنوب، وترافق ذلك مع حديث عن نوع من النصيحة الاميركية للعدو «الاسرائيلي» بتخفيض وتيرة استهداف الاماكن السكنية، وتدمير المدن والقرى قدر الامكان، وتجنب تكرار ما حصل في مدينة النبطية.
ويلخص مصدر ديبلوماسي الموقف الاميركي حتى الآن بانه ما زال يغطي استمرار العدوان «الاسرائيلي» على لبنان لفرض معادلة جديدة وتحقيق امر واقع جديد، يرجح ان يتجاوز تنفيذ القرار 1701، وربما هذا ما قصده الموفد الاميركي هوكشتاين باستخدام عبارة القرار 1701+.
ويضيف المصدر ان واشنطن من خلال تصريحات عدد من المسؤولين والدعم العسكري المستمر «لإسرائيل»، ترغب في ان يحقق جيش العدو انجازات معينة على الارض في الجنوب تخدم تحقيق هذه الفكرة، لفرض واقع ضاغط على لبنان من اجل تقديم تنازلات لمصلحة العدو في المفاوضات الجارية.
من هنا، فان الجهود التي تبذلها فرنسا وقطر لا تصطدم باصرار العدو «الاسرائيلي» على المضي في حربه على لبنان فحسب، بل ايضا بالموقف الاميركي الذي يعطي «اسرائيل» فرصة زمنية محددة قبل موعد الانتخابات الاميركية في مطلع الشهر المقبل لتحقيق هذه الانجازات، ومن هنا يكثر الكلام عن توقع اسبوعين مقبلين ساخنين في الحرب القائمة.
ويشار في هذا المجال ايضا، الى ما تسرب عن الاتصال بين اوستن وغالانت اول من امس بان وزير دفاع العدو ابلغ نظيره الاميركي ان «اسرائيل» ترفض تنفيذ القرار 1701، وتريد نزع سلاح حزب الله وضرب بنيته العسكرية، وضمانات لعدم العودة الى المرحلة السابقة.
وحسب مصادر ديبلوماسية، فان كلام غالانت الاخير وتأكيده على الاستمرار في العدوان خلال المفاوضات، يعكس وجهة نظر «اسرائيلية»- اميركية مشتركة، ترمي الى ممارسة ضغط بالنار على لبنان والمفاوض اللبناني، لحمله على تقديم تنازلات والاتفاق على صيغة الحل، وفقا للرؤية «الاسرائيلية»- الاميركية المذكورة، تتجاوز تنفيذ القرار 1701 من الجانبين اللبناني و “الاسرائيلي».
وقد ابلغ لبنان على لسان بري وميقاتي خلال الجهود الديبلوماسية الجارية، ان لبنان متمسك بوقف العدوان «الاسرائيلي» وتنفيذ القرار 1701 كاملا وانتشار الجيش الى الحدود، ويرفض اي شروط خارج اطار تنفيذ القرار المذكور.
وحسب المصادر الديبلوماسية، فان هناك تباينا في التعاطي مع مسألة وقف العدوان بين ما تقوم به فرنسا وموقف الادارة غير المعلن، فباريس وقطر بمؤازرة عربية واوروبية تسعيان لوقف النار، والشروع في تنفيذ القرار 1701 كاملا وفق آلية وروزنامة زمنية قصيرة ومحددة، تعتمد على تعزيز الجيش اللبناني جنوبي الليطاني حتى الحدود، وتزخيم دور قوات «اليونيفيل» بالتعاون معه لتطبيق القرار المذكور.
وفي المقابل تضغط واشنطن لانتزاع تنازلات مسبقا تضمن تنفيذ خطوات ميدانية تحاكي الشروط «الاسرائيلية»، لا سيما عودة المستوطنين الى المستوطنات الشمالية، وانهاء وجود المقاومة وخطرها بصورة دائمة، وبضمانات دولية وتنفيذية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook