قمة روحية في بكركي اليوم وبيان مرتقب يتناغم مع الموقف الرسمي للدولة
تُعقد اليوم في بكركي قمة روحية استثنائية برئاسة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي ومشاركة رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية. وأفادت معلومات أن مشروع بيان يحظى مبدئياً بموافقة جميع رؤساء الطوائف قد أُعد بعد مشاورات كثيفة تحضيرية أجريت لعقد القمة بعد إزالة العقبات التي اعترضت انعقادها سابقاً وأن مشروع البيان سيتضمن المناداة بوقف النار وتنفيذ القرار 1701 وتولّي الجيش واليونيفيل الأمن الكامل وفق القرار وإدانة الاعتداءات والمجازر الإسرائيلية في لبنان، وسيكون البيان متوافقاً مع الموقف الرسمي للدولة.
وتحدثت مصادر بكركي المواكبة للقمة ل »الجمهورية »، عن أهميةالبيان الذي سيصدر عنها، وقالت إنّه يكمن في أنّه سيصدر عنقادة الطوائف مجتمعة، وذلك لدعم موقف سياسي موحّد مساندلموقف الحكومة، لتكتمل بذلك وحدة لبنان الذي يصبو إلى الإمساكبزمام أموره وتقرير مصيره. مرجّحة أنّ إسرائيل ستواصل عدوانهاعلى لبنان حالياً، وتريد إجراء تغييرات، سواء في القرارات الدوليةأو في إعادة رسم المنطقة.
وأكّدت مصادر بكركي أيضاً، أنّ المشاركة ستكون جامعة لكلالطوائف، حيث أكّد ممثلو كافة الطوائف حضورهم ومشاركتهمشخصياً في هذه القمة الوطنية، ومنهم: مفتي الجمهورية اللبنانيةالشيخ عبداللطيف دريان، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، وشيخ عقل طائفة الموحّدين الدروزالشيخ سامي أبو المنى. كذلك سيشارك عدد من المطارنة ممثلينللبطاركة الذين سيتغيّبون بسبب مشاركتهم في اجتماعاتالسينودوس المنعقدة في روما، ومن هؤلاء بطريرك السريانالكاثوليك، وسيتمثل مجلس الأساقفة والبطاركة بشخصالكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
وتقول المصادر المواكبة لقمة بكركي ل »الجمهورية »، إنّ «أهميةهذه القمة التاريخية أنّها استثنائية لأنّها وطنية وليست روحية،وهي لن تبحث في مواضيع اجتماعية وإنسانية، بل قمّة تبحث فيالوضع السياسي، بعدما وجد هؤلاء أنفسهم في صلب أزمة وفيصلب انهيار داخلي عام وأمام مؤسسات متوقفة وحرب مدمّرة .»
وتضيف المصادر، انّ الفاتيكان أوعز إلى الراعي بضرورة انعقادهذا المؤتمر الجامع، وتحضير مسودة بيان للبدء في تحضيرمسودة إنقاذ ينطلق البحث فيها خارجياً بعد البيان الختامي، وذلككخطوة أولى لوقف إطلاق النار.
وتشير المصادر الى «أنّ السلطات الروحية تعلم أنّ السلطاتالرسمية تعمل جاهدة لوقف الحرب الدائرة، لكنّ بكركي أدركتأيضاً أنّ السلطات الرسمية تلزمها مساندة، ومن هنا جاءتمبادرتها إلى الدعم والمساندة كجبهة إسناد ومساندة في غياب جبهات الإسناد الدولية للدولة اللبنانية ». واكّدت «أنّ بكركي قلقةأيضاً وليس الشعب وحده فقط قلقاً في لبنان وعلى لبنان، ولذلكأرادت التحرّك ورفع الصوت عالياً، خصوصاً أنّها تلمّست فيالمرحلة الحالية أنّ لبنان متروك دولياً فعلاً .»
وأضافت المصادر: «سنتوجّه إلى المجتمع الدولي بالقول إنّنا لسنافي حاجة إلى طعام وشراب، بل نريد دعماً لوقف النار وكل أشكالالعودة، أي عودة الحياة الطبيعية، عودة انتظام عمل المؤسساتوالإدارات والوزارات، وعودة الأهالي إلى اراضيهم، وعودة النازحينإلى قراهم. خصوصاً أنّه في الشق السياسي لم يحاول أحد منالدول المعنية حتى الساعة مساندتنا في الحل، بل تندرجالمساعدات الدولية كلّها في إصدار البيانات وإرسال الدواءوالغذاء، والخطير في الأمر أنّه ليس هناك من تطمينات ». وتأمل المصادر المعنية بالمؤتمر: « في أن تكون هذه القمة فرصة لرفعالصوت وإحراز تقدّم في مسار الحل السياسي .»
أمّا على الصعيد الداخلي، فتؤكّد المصادر «أنّ هذه القمة ستشدّدعلى أواصر اللحمة الداخلية، خشية من ارتدادات النزوح القسريعلى أبناء الوطن الواحد ». وتكشف أنّ القمة ستبحث أيضاً فيالهواجس الأساسية والحاجة الماسّة إلى ملء الفراغ الرئاسي، وذلك لانتظام عمل المؤسسات والحفاظ على مكانة المسيحيِّينودورهم وترميم أواصر الوحدة الداخلية والاتحاد لمواجهة الحربالتي تشكّل خطراً على وجود لبنان .»
في المعلومات، أنّ هناك لجاناً مشتركة تحضّر مسودة البيانالختامي الوطني الجامع، الذي لن يطرح مسائل روحية أواجتماعية أو مدنية، بل سيطرح الهواجس الوطنية والسياسية،ويُجمِع على مقرّرات الحكومة اللبنانية وعلى تطبيق المقرراتالدولية، وأهمّها تفعيل وقف إطلاق النار في لبنان وتطبيق القرار1701 .
وتكشف المصادر نفسها، أنّ البطريرك الراعي الذي سيغادر غداًإلى الفاتيكان، سيشارك في أنشطة عدة أبرزها تقديس الأخوةالمسابكيِّين اللبنانيِّين والموارنة، ومن الطبيعي أن يحمل معه البيانوالتوصيات التي ستخرج بها القمة الوطنية، وسيبحث فيها معالمعنيِّين في الدوائر الفاتيكانية.
وكتبت” الديار”: تقول مصادر معنية ان العقبات التي اعترضت انعقاد القمة سابقا، تمثلت بالغموض في مواقف البعض، والانقسام السياسي الحاد حول مفاهيم وعناوين اساسية حالت دون الاتفاق على بيان يعتبر وثيقة وطنية ويشكل خريطة طريق لاخراج لبنان من ازمته ووضعه على طريق الانقاذ، الا ان البيان الذي اصدره رئيس مجلس النواب نبيه بري ثم الثلاثي مع انضمام رئيس الحزب الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط اليهما، شكل ارضية صالحة لالتئام القمة استنادا الى مشروع سياسي رسمه البيانان سيناقشه رؤساء الطوائف الروحية ويخرجون ببيان يشكل استكمالا لخريطة الطريق التي تبنتها الدولة اللبنانية رسمياً.
وأعربت مصادر مطلعة لـ«اللواء» عن اعتقادها أن القمة الروحية في بكركي ترتدي طابع النداء من اجل وقف الحرب والعمل على تأكيد الألتزام بمجموعة ثوابت ابرزها قيام الدولة وانتخاب رئيس للبلاد وتطبيق القرارات الدولية.
وأوضحت هذه المصادر أن هذه القمة تتوقف عند الوضع المأسوي جراء العدوان الإسرائيلي ضد لبنان وتدعو إلى تكثيف العمل الديبلوماسي من أجل إرساء التهدئة، وليس مستبعدا أن تتناول واقع النزوح من القرى والبلدات التي تتعرض للقصف الإسرائيلي، مشيرة إلى أن هذه القمة لن تخرج عن التأكيد على أهمية الوحدة والتضامن وقيام المؤسسات على اختلافها بدورها.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook