مقدمات نشرات الأخبار المسائية
مقدمات نشرات الأخبار المسائية
مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”
رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يتوجه بكلمة الى اللبنانيين في الساعة الثامنة تماما مساء اليوم، تتضمن نتائج وحيثيات الاجتماع الطارئ الذي رأسه في قصر بعبدا لمعالجة مسألة المحروقات في حضور رئيس الحكومة وحاكم مصرف لبنان ووزير المالية، كما شارك وزير الطاقة عبر تقنية الفيديو لوجوده في شمال لبنان.
هل هناك بعد في داخل وجدان اللبناني الأصيل من دموع تذرف وأنفاس تحبس؟ والحال لم يشهد لبنان مثيلا لها منذ مئة عام ونيف، ونحن نتكلم نسبة الى كل حقبة زمنية من الحقبات ما بعد حرب ال1914 ومجاعاتها وحتى الآن.
بعد ستة وعشرين يوما على التكليف، لا حكومة بعد، ولا في المستويات المسؤولة من يحزنون أو يسألون عن غالبية المواطنين في معيشتهم المذلة التي يرزحون تحتها ويقبعون فيها، وكأن في ذهن “هؤلاء المسؤولين” أن على المواطنين التأقلم مع الذل و”بسيطة مرحلة وبتمرق”، فيما لا حول ولا للذين يرفضون في صميم كرامتهم أن يخضعوا لهذه العيشة ولو حتى ليوم واحد. لكن ما باليد حيلة غير: إما التمرد والعصيان وإما الهجرة، إما الخضوع وإما لا سمح الله تلات نقط…
في أي حال، مطلوب حكومة جديدة بعقول وبوجوه غير كريبة بذهنية جديدة غير الذهنية الحالية المريبة. والمهم المطلوب هو الحل السريع وسط تعاظم سيادة “حياة الزفت والذل”، المهم لدى غالبية اللبنانيين الصابرين هو الخلاص، نتكلم عن الغالبية الصابرة وليس عن مؤلهي الزعماء وهم غارقون في الآفة.
معلومات أكدت صباح اليوم أن فرنسا تدخلت بقوة في الساعات الثماني والأربعين الماضية عبر معاوني الرئيس ماكرون للحؤول دون انهيار مسار تأليف الحكومة اللبنانية.
أمس أيضا المجموعة الدولية لدعم لبنان استعجلت المراجع اللبنانية تأليف حكومة قادرة، بعدما راوحت المسألة مكانها في انتظار أن تتحسن الأجواء وتظهر بعض النتائج من حركة مكوكية في لقاءات مستشاري الرئيس عون والرئيس ميقاتي الذين التقوا ويلتقون من أجل تبديد العالق والشائك من الأمور على مسار التأليف الحكومي. وهنا لفتت الأوساط الى ظهور بعض الإيجابيات الطفيفة.
وفيما يتوقع دائما أن يعقد اجتماع في أي وقت لاحق بين الرئيسين، بقيت عقدة إسم وزير الداخلية جاثمة الى جانب ولادة عقد أخرى، منها ما يتعلق بالعدلية ومنها الطاقة ومنها الشؤون الاجتماعية وحتى البيئة أيضا.
صفة العجلة والإسراع آنيا الى حل كانت قد برزت كذلك أمس في الجلسة النيابية التي انتهت الى التأكيد على وجوب تأليف الحكومة في أسرع وقت والإسراع في توزيع البطاقة التمويلية والسرعة في تحرير السوق من الاحتكار. السؤال: هل يسرعون هل يسارعون أو يستمرون يتصارعون؟؟؟ أم تتحول لاءات: الكهربا والمازوت والخبز والبنزين والضمير إلى لا دولة ولا مجتمع ولا وطن ولا حياة؟ ولعل ملحقا للسؤال الموجه إلى من هم في سدد المسؤوليات يتعلق بالناس واختياراتهم لاسيما الانتخابية منها.
بعد القرار الصادر عن مصرف لبنان بالتوقف عن بيع الدولار لتمويل الاعتمادات المتعلقة بشراء المحروقات من بنزين ومازوت وغاز منزلي على سعر 3900 ل.ل. واعتماد سعر منصة “صيرفة”، عقد اجتماع برئاسة رئيس الجمهورية وحضور رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية ووزير الطاقة والمياه (عبر تطبيق زوم) وحاكم مصرف لبنان، وتم التوافق على معالجة التداعيات من خلال التدابير التالية:
أولا: الموافقة على اقتراح وزارة المالية بالطلب الى مصرف لبنان فتح حساب مؤقت لتغطية دعم عاجل واستثنائي للمحروقات وذلك بما يمثل قيمة الفرق بين سعر صرف الدولار الأميركي بحسب منصة “صيرفة” والسعر المعتمد في جدول تركيب الاسعار والمحدد ب8000 ل.ل. (بدعم حده الأقصى 225 مليون دولار أميركي لغاية نهاية شهر أيلول)، وعلى أن يتم تسديد هذه الفروقات بموجب اعتماد في موازنة العام 2022. وعلى أن تصدر وزارة الطاقة والمياه جدول تركيب الأسعار فور صدور هذا القرار.
ثانيا: التأكيد على الوزارات والادارات والأجهزة المعنية من قضائية وأمنية وعسكرية وجوب التنسيق في ما بينها في سبيل الحؤول دون تخزين مواد البنزين والمازوت والغاز المنزلي أو احتكارها.
ثالثا: تعديل تعويض النقل المؤقت بحيث يصبح 24000 ل.ل. عن كل يوم حضور فعلي.
رابعا: إعطاء مساعدة اجتماعية طارئة بما يساوي أساس الراتب الشهري أو المعاش التقاعدي دون أي زيادات مهما كانت نوعها أو تسميتها تسدد على دفعتين متساويتين وتشمل جميع موظفي الإدارة العامة مهما كانت مسمياتهم.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”
لائحة الانهيارات في الوطن الصغير تتوسع واللبناني يتجرع سمومها على مذبح الحياة المهدورة كل يوم. واحدة من أسوأ هذه الانهيارات هي أزمة المحروقات التي رفعت منسوب هستيريا الطوابير الممتدة لمسافات طويلة يتلوى اللبناني فيها وسط درجة حرارة مرتفعة. ولا يقتصر الأمر على هذا، إذ يكاد لا يمر يوم من دون وقوع إشكالات أمام المحطات يؤدي بعضها إلى سقوط جرحى.
وأمام هذا الواقع، عقد اجتماع طارئ في بعبدا خلص الى عدة مقررات، لعل أهمها ما يتصل بتسعير المحروقات، حيث تمت الموافقة على اقتراح وزارة المالية بالطلب الى مصرف لبنان فتح حساب مؤقت لتغطية دعم عاجل واستثنائي للمحروقات والسعر المعتمد في جدول تركيب الاسعار والمحدد ب8000 ليرة على ان تصدر وزارة الطاقة والمياه جدول تركيب الأسعار.
وإلى المحروقات، يبدو أن أزمة مياه تشق طريقها إلى لائحة معاناة اللبنانيين، إذ حذرت منظمة اليونيسف من أن أكثر من أربعة ملايين شخص في أنحاء لبنان سيواجهون احتمال تعرضهم لنقص حاد في المياه أو انقطاعهم التام عن امدادات المياه الصالحة للشرب في الأيام المقبلة.
في السياسة، غاب اليوم أي موقف أو حراك معلن في ما يتعلق بتأليف الحكومة الذي ظل طريقه ضائعا. وعليه، لم يضرب أي موعد للاجتماع الثالث عشر بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، علما بأنهما كانا قد اتفقا على التواصل، وبالتالي فإن أي لقاء بينهما متوقع في أي وقت لاستكمال فكفكة العقد المتصلة بالأسماء والحقائب.
وعلى هذا الخط برزت اليوم تصريحات للنائب طوني فرنجية نفى فيها مطالبة تيار “المردة” بوزارة الطاقة، وأكد في المقابل أن حقيبة البيئة عرضت على تياره فرفضها وقال إن البعض تداول بحقيبة الاتصالات إلا أن الأمر منوط بشكل الحكومة.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
انه لبنان الذي يعيش سباقا بين مخزون المحروقات التي تنفد وجدول الاسعار المعلق على النكد المعلل من حاكم المال، وبين طوابير الانتظار التي تقارب الانفجار، والمشهد الحكومي الذي يتراقص في طريقه السياسيون دون النظر الى المأتم الذي يعيشه اللبنانيون.
انتهى الوقت ولم يعد ينفع اللعب على حافة الهاوية، فليترات المازوت والبانزين المتبقية- والتي تكفي لبضعة ايام فقط كما تقول الشركات- لن تكفي السياسيين والمتحكمين بامر المال للمناورة طويلا، والا فان البلد العالق في طوابير الخبز والبانزين والمحترق بالعتمة سيموت من العطش كما حذرت منظمة اليونيسف التابعة للامم المتحدة ان لم تبادر السلطات المعنية الى حل ازمة الطاقة.
على حد الازمة المتفاقمة استدعى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب والوزراء المعنيين وحاكم مصرف لبنان الى اجتماع طارئ، خلص الى التمهيد لاصدار جدول جديد لاسعار المحروقات على سعر صرف ثمانية آلاف ليرة للدولار حتى آخر شهر ايلول، ورفع بدل النقل الى اربعة وعشرين الف ليرة عن كل يوم عمل فعلي، واعطاء مساعدة اجتماعية طارئة لجميع موظفي الادارة العامة، ودعوة الاجهزة الامنية والادارية الى مكافحة احتكار المحروقات.
اما معدمو الخيارات بمواجهة سفينة العز القادمة لخرق الحصار الاميركي واحتكار ادواته، فقد اصابهم هديرها الاول بالخيبة والفشل كما قال النائب حسن فضل الله، خصوصا لجهة محاولة اذلال شعبنا واستهداف مقاومتهم.
والدليل كلام ديفد شنكر المنتهي الصلاحية في محاولة مساعدة سفيرة بلاده المعدومة الدبلوماسية، وبين التأويل والتبرير علق شينكر كما سفيرته بالتأكيد على ان بلاده هي من تحاصر اللبنانيين وتمنع عنهم كل دعم او مساعدة خارجية، ولم يسعفه التعبير عن الخيبة والصدمة من خطوة المقاومة اللبنانية وسيدها فوصف قدوم السفينة بالقصة غير القابلة للتصديق.
اما مصدقوه من اتباعه وادواته المتقلبين من خيبة الى اخرى، فقد استهلكوا كل محاولات التوهين لخطوة المقاومة وسيدها دون اقناع اللبنانيين المنتظرين للسفينة وما بعد بعدها، ولم يبق لهؤلاء سوى العويل على وسائل الاعلام بخطاب كرتوني ورسوم كريكاتورية.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”
بهدلة.
كلمة واحدة تختصر كل ما جناه اللبنانيون بفعل السنوات الثلاثين الماضية التي باعهم فيها السياسيون الكثير من الكلام، بحيث دفعوا ثمنه باهظا في صناديق الاقتراع، أصواتا لتجار المواقف السياسية، ليتبين في المحصلة أنهم لم يشتروا إلا الإفلاس.
إفلاس في السيادة، إفلاس في السياسة، إفلاس في الاقتصاد، إفلاس في المال، إفلاس في الشؤون الصحية والتربوية والبيئية وسائر الملفات المعيشية، والأهم إفلاس في الأخلاق، في الدولة التي أرسى قواعدها هؤلاء على عهد الوصاية، واستمروا يقاومون كل محاولات الإصلاح عاما بعد عام منذ تطورات سنة 2005، وأحداث عام 2019، بمجالسهم النيابية المتتالية وحكوماتهم المتعاقبة، ناجحين إلى حد كبير في لعبة الغش التي يمارسونها بإتقان على الرأي العام حماية لأنفسهم من غضب الناس، عبر إيهامهم بأن الجميع متساوون في الحرص على الوطن وفي محاربة الفساد، فيما العكس هو الصحيح.
ولعل آخر مظاهر الغش الممارس على اللبنانيين هو النواح الذي مورس أمس في مواجهة رسالة رئيس الجمهورية إلى مجلس النواب، الذي امتنع عن إنقاذ اللبنانيين في الجلسة التي خصصت لمناقشة الرسالة الرئيسية، من جريمة قطع المحروقات والكهرباء والدواء، فقط نكاية بشخص ميشال عون، ونكدا ب”التيار الوطني الحر”، والجهات نفسها التي أحجمت أمس، أقدمت اليوم على الإيعاز إلى وزارة المالية والمصرف المركزي بإيجاد حل، ولو مؤقت، للمشكلة التي تم افتعالها بقرار رفع الدعم المفاجئ وغير المنسق. أمس كانت الذريعة الحفاظ على أموال اللبنانيين، أما اليوم، “فشو صار لتوفر الدولار”؟ مهما تكن الذرائع والتبريرات، الخلاصة واحدة: “عن جد… بهدلة”.
وقبل الدخول في تفاصيل النشرة، اشارة الى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يوجه رسالة في تمام الثامنة من هذه الليلة الى اللبنانيين تنقلها ال”أو.تي.في” مباشرة على الهواء.
******************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”
لا تشكيل ولا اعتذار. انها المعادلة التي تتحكم في تأليف الحكومة في عطلة نهاية الاسبوع. لا تشكيل، لأن العقبات التي برزت والعقد التي ظهرت في نهاية الاسبوع، بددت التفاؤل المفرط الذي تحكم بالمشهد الحكومي في بدايته. داخليا وظاهرا ثمة عقدتان: من يتولى وزارتي العدل والطاقة؟ وهل من ثلث ضامن لرئيس الجمهورية أم لا؟
إقليميا، الوضع أكثر تعقيدا. فقضية سفينة المحروقات الايرانية والرد الاميركي باستجرار الغاز المصري، أكدا ان العقد المحلية ليست اكثر من غطاء للصراع في المنطقة، وعلى النفوذ على لبنان. من هنا فان الحكومة المنتظرة لا تزال ورقة ضغط ومساومة بين القوى الاقليمية والدولية، وتشكيل الحكومة مستبعد قريبا، ولا لقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة قبل الاثنين على الارجح.
في المقابل، نجيب ميقاتي، ورغم كل ما يحصل، لن يعتذر قبل نهاية الاسبوع المقبل. فهو يأمل في تذليل العقدتين المحليتين وعزل التشكيل الحكومي عن صراعات المنطقة. فاذا نجح في ذلك، شكل حكومته، واذا لا فان الاعتذار يصبح واردا بقوة، لان ميقاتي لا يريد ان يبدو تجاه الرأي العام العام اللبناني عموما، والسني خصوصا، وكأنه ضحية جديدة من ضحايا ميشال عون.
حياتيا، الازمات مستمرة، وهي ازمات متنقلة ومفتوحة في آن. آخر ازمة تلوح في الافق ازمة مياه. فمنظمة اليونيسيف حذرت من تعرض لبنان لنقص حاد في المياه الصالحة للشرب بسبب نقص الكهرباء، معتبرة ان الامر يهدد ارواح اللبنانيين. فهل يستفيق المسؤولون قبل فوات الاوان، ام ان ما حصل في الكهرباء والمحروقات والدواء والطحين سيتكرر في المياه معرضا ما تبقى من امننا الغذائي للخطر؟
توازيا، انعقد في القصر الجمهوري بعد ظهر اليوم اجتماع للبحث في قضية المحروقات، وقرر المجتمعون وضع الية جديدة لتسعير المحروقات هي ثمانية الاف ليرة، ما سيجعل سعر صفيحة البنزين يراوح بين 130 و150 الف ليرة حسب سعر برميل النفط. فالحمد لله لأن المسؤولين عندنا قرروا اخيرا ان يتحملوا مسؤولياتهم بدلا من التركيز على نكاياتهم ومناكفاتهم وصراعاتهم الصغيرة التافهة. لكن، لماذا تأخر المعنيون في اتخاذ مثل هذا القرار طالما لا بد منه؟ وهل بهدلة المواطنين كما حصلت كانت ضرورية قبل رفع الدعم ولو جزئيا؟ ثم: من اين سيفتح الحساب الموقت لتغطية الدعم العاجل والاستثنائي للمحروقات؟ هل من الاحتياطي الالزامي؟ اذا نعم، لماذا ما كان محرما بالامس اصبح محللا اليوم؟ والاهم: هل رفع الدعم جزئيا سيحل المشكلة، ام ان الطوابير لن تنقطع طالما ان صفيحة البنزين عندنا ارخص من سوريا، وطالما معابر التهريب لم تضبط؟
اسئلة نطرحها ونعلم ان لا جواب عنها. اذ من يملك الجواب؟ هل الرؤساء المرتاحون في قصورهم ومقراتهم المبردة؟ ام الوزراء المستقيلون من قضايا الناس؟ ام النواب الذي اهملوا واجباتهم من زمان وصاروا ممثلين على الشعب بدلا من ان يكونوا ممثلين للشعب؟ مع ذلك ايها اللبنانيون: ما تنسو ترجعو تنتخبون هني ذاتن.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”
لم يعد السؤال: متى يؤلف؟ بل متى يعتذر؟ الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لم يكن يريد أن يصدق أن وظيفة تدوير الزوايا يمكن ان تمتد إلى ما لا نهاية، طالما هناك تدوير وطالما هناك زوايا، فكلما دور زاوية، هناك من يضع أمامه زاوية جديدة، وهكذا دواليك، إلى ما لا نهاية.
الرئيس ميقاتي لم يعد لديه ما يقدمه، فهل يبقى يحاول تركيب “بازل” الحكومة، فيما “بازل” الدولة تتفكك قطعه الواحدة تلو الأخرى؟
يبدو ان همته قد تلاشت، فلم يعد يصعد إلى قصر بعبدا كل يوم، وترددت معلومات أن الرئيس المكلف قد لا يزور بعبدا الا عند نضوج التشكيلة، ولكن مع ذلك هل ينضم إلى نادي “المكلفين المعتذرين”؟ وإذا كانت العراقيل واضحة، فهل سيكتفي بالإثني عشر لقاء برئيس الجمهورية، أم يريد أن يكسر الرقم القياسي المسجل باسم الرئيس الحريري، أي تسعة عشر لقاء قبل الإعتذار؟
يحدث كل ذلك في وقت شهدت أزمة المحروقات مخرجا: المحروقات على دولار 8000 ليرة بعدما كانت على دولار 3900.
هذا المخرج سيرصد له 225 مليون دولار حتى آخر ايلول المقبل، ما يعني أن اجتماع بعبدا اشترى أربعين يوما ب225 مليون دولار. لكن السؤال يبقى: هل ستلتحق هذه الملايين بالمئتي مليون دولار السابقة التي ذابت في التهريب؟ هل مخرج اليوم هو بشرى للمهربين أم للمواطنين الذين يذلون يوميا في الطوابير؟
الملاحظ ان بيان بعبدا تحدث عن “الحؤول دون تخزين مواد البنزين والمازوت والغاز المنزلي، أو احتكارها، أو استغلال المخزون الموجود حاليا لتحقيق أرباح غير مشروعة. ولم يذكر “التهريب”، فيما استدرك رئيس حكومة تصريف الأعمال هذا الامر، فأصدر بيانا لاحقا تحدث عن “منع التخزين والاحتكار والتهريب”.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”
على آخر روح، ابتدعت السلطة حلا مورفينيا لأزمة المحروقات: فتح حساب مؤقت لتغطية دعم عاجل واستثنائي للبنزين والمازوت على سعر ثمانية آلاف ليرة، بدل نقل يرتفع إلى أربعة وعشرين ألفا، ومساعدات اجتماعية طارئة لموظفي الإدارة العامة والأسلاك الأمنية.
هي تسوية أنتجها الاجتماع الرئاسي الحكومي في قصر بعبدا بحضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، حيث جرى التوافق بإجماع الحاضرين، على فتح حساب موقت لدعم حده الأقصى مئتان وخمسة وعشرون مليون دولار لغاية نهاية شهر أيلول، على أن تصدر وزارة الطاقة جدول تركيب الأسعار.
والموقت يصبح بحد ذاته دائما ويتحول الى مشكلات متنقلة ولن يستطيع أن يحل مقام العلاجات الجذرية التي يمكن أن تتخذها الحكومة. وبتعبير السلطة ذاتها فإننا لجأنا الى التسوية. لكن المتصرفية اللبنانية لن تلجأ الى الحلول المستدامة القادرة على فتح أبواب التفاوض مع الداخل والخارج والبدء بالانسحاب من نفق جهنم.
واليوم كانت جهنم حاضرة بحشدها وعديدها وبمرافقة أمنية على كل محطة بنزين قررت أن تفتح أبوابها. إشكالات بعدد الطوابير الماثلة أمام المحطات، ذل واحتقار، والناس تحولت إلى رهائن، بعضهم أمضى ليله حتى الصباح، وبعضهم الأخر لم يجد مكانا لكي ينتظر. هي محروقات فعلية، أودت بالمواطنين وأحرقت ما تبقى لديهم من صبر وصمود وقدرة على التكيف مع واقع صار مستحيلا.
وعلى عتمة قاحلة، يطل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على مواطنيه الليلة موجها كلمة الى اللبنانيين، لكن، قد لا يحظى فخامته بنسبة متابعة على الشاشات بسبب عدم توافر الكهرباء في كثير من المناطق، ومن سيتسنى له المشاهدة بعد قليل، سيتحضر لنفق آخر، لأن رئيس البلاد قرر اجتزاء الحلول وترقيعها ورثاء الآخرين واتهامهم من دون أن يتحمل وفريقه أيا من المسؤوليات. وأسهل الخطابات التي يمكن أن يختصرها الرئيس هذا المساء، تتكون من جملتين هما: دعوة رئيس الحكومة المكلف الى قصر بعبدا لإعلان التشكيلة الآن وليس غدا، وليسامحنا بالثلت المعطل وتوابعه. فربما تكون مردودة بالأفراح وبعد زوال الأزمة. أما أن يظهر ميشال عون الليلة ليشكو ويتظلم ويذرف الدمع على عهد راح هباء، فذلك ما لا يريد اللبنانيون سماعه، فماذا سيقول عن تأليف متعثر؟ وكيف سيبرر سقوط ثلاثة رؤساء مكلفين لتاريخه.
أسبوع التفاؤلات المصطنعة انتهى. والحشو الإيجابي المفخخ راح زمنه. فقد انخفض مستوى التمثيل السياسي بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي إلى التعامل على درجة المستشارين. حتى إن الدراج لم يعد موجودا على خطوط بعبدا والبلاتينوم، فالعالم يسابق بعضه بعضا على لبنان، ومسؤولوه يتسابقون الى حروب الإلغاء السياسية.
وبحسب شيخ عقل الطائفة الدرزية بفرعها السياسي وليد جنبلاط، فإن الامور تحتاج الى واقعية، والواقعية تحتاج الى حكومة فيها الحد الادنى من المصداقية، ومصير الشعوب تقرره أنابيب. أما النفط بشقه “الالهي” فقد سن له النائب حسن فضل الله اليوم رؤوسا دقيقة، كاشفا أن سفينة المازوت اصجبت في عرض البحر، وقبل أن تصل إلى مستقرها، أصابت وبدقة رهانات الادارة الأميركية وجماعاتها في لبنان والمنطقة بالخيبة والفشل مجددا.
وفي الملاحة البحرية للسفينة، كشف القيادي السابق في “أمل” محمد عبيد أن الباخرة الإيرانية ستصل الى شواطئ لبنان لا إلى شواطئ سوريا، ولن تجرؤ إسرائيل على اعتراضها.