بيروت مقابل حيفا.. هل بإمكان أميركا تثبيت هذه المعادلة؟
يأتي ذلك في وقت تسربت فيه أنباء غير محددة المصادر، عن سعي أميركي لتكريس “معادلة” تعمل على أن يتم وقف القصف الإسرائيلي على العاصمة اللبنانية بيروت، مقابل عدم توجيه “حزب الله”، صواريخ ومسيرات إلى مدينة حيفا.
وتوقع محللون عبر “إرم نيوز”، عدم إمكانية فرض معادلة مثل “بيروت مقابل حيفا”، وذلك لعدة أسباب من بينها أن إسرائيل لن تقبل بمعادلة تحمل “قواعد اشتباك” جديدة أو أي إطار يسمح لـ”حزب الله” تنفس الصعداء وإعادة تنظيم صفوفه.
ولفت محللون إلى أن “حزب الله” إذا دخل في معادلة جغرافية، لن تكون بيروت في اعتباره بقدر “الضاحية الجنوبية” مقابل حيفا نظراً لأهمية الضاحية لعدة اعتبارات، من بينها أنها ما زالت تحمل جزءاً عسكرياً وتنظيمياً مهماً لا سيما لقيادات الحزب.
ويقول أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشأن الأميركي، د.حسين الديك، إن القضية ليست مرتبطة بعدم استهداف بيروت مقابل حيفا، وعدم مقايضة هذا بذاك، لأن ما آلت إليه الأمور أبعد من ذلك ما يمنع طرح أي معادلة والوقوف عليها أو تطبيقها من الجانب الأمريكي أو غيره.
وفسر الديك ذلك في تصريحات خاصة لـ”إرم نيوز”، بأن المعادلة بالنسبة لتل أبيب أبعد من ذلك، في ظل ما تعمل عليه الحكومة الإسرائيلية بالمضي قدما في تنفيذ مخططات توسعية وأهداف سياسية، تتلخص في القضاء على “حزب الله”.
ويرى الديك أن من بين هذه المخططات، عمل إسرائيل على فرض “الأمر الواقع”، بتهجير مواطنيين بالبيئة الحاضنة لـ”حزب الله” من لبنان إلى سوريا والعراق، وهذا يتمثل في الاستهداف المباشر للمدنيين في قرى ومدن لبنانية بالجنوب وغيره، ما ينسف أي حديث عن معادلة سواء “بيروت مقابل حيفا” أو غير ذلك.
وتابع الديك بأن السعي إلى هذا الهدف، انعكس في تصريحات السفيرة الأميركية في بيروت، ليزا جونسون، بالحديث عن الاستعداد لمرحلة ما بعد “حزب الله”.
ويستبعد الديك وجود أي مكان لمثل هذه المعادلات في ظل الوقوف على ما يجري من تغيرات جيوسياسية مهمة في منطقة الشرق الاوسط، تشابه “سايكس – بيكو” في العقد الثاني من القرن الماضي، لافتاً إلى أن الأمر لن يتوقف فقط عند بيروت ولبنان وتطبيق القرار 1701، ولكنه سيتجاوز ذلك، وقد يصل إلى طهران والنظام في إيران، وسط صعود أصوات داخل الحكومة الإسرائيلية، تطالب بالعمل على تغيير النظام الإيراني، والعراق ليست بمنأى عن هذه التطورات.
بدوره، يتوقع المحلل السياسي بيار منير، عدم دخول الجانب الأميركي في هذه المعادلة فعلياً، مشككاً في تواجدها ضمن إطار جدّي، مشيراً إلى أن أي طرح لذلك، هو سياق “بروباغندي” بالدرجة الأولى، لأن إسرائيل لن تقبل بمعادلة تحمل “قواعد اشتباك” جديدة بعد أن أصبح هذا المصطلح منهاراً منذ أكثر من شهر بشكل فعلي، فضلا عن أن تل أبيب لن تمضي في مثل هذه المعادلة التي تسمح لـ”حزب الله”، بتنفس الصعداء وإعادة تنظيم صفوفه.
وأوضح منير في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أن ما يهم “حزب الله” هو “الضاحية الجنوبية، وأن كان هناك مقابل في معادلة لـ”حيفا”، لن يكون المقابل بيروت، وذلك على الرغم من أن الضاحية جزءاً من العاصمة.
وأردف أن قادة “حزب الله” يتعاملون بشكل يعمل على بقاء وجودهم العسكري وتقليل حجم الاستهدافات والحفاظ على البيئة الحاضنة وما وراء ذلك من استراتيجيات تجعل الضاحية مقابل حيفا، إن طرحت في الأساس مثل هذه المعادلة أو ما يشبهها حول بيروت.
واستكمل بأن إسرائيل تريد أن يستمر هذا التوجيه الصاروخي لا سيما أن الاستهداف من جانب “حزب الله” تجاه حيفا يتم التعامل معه بحسب تقنيات الدفاع الجوي الإسرائيلي بشكل كبير، فضلاً عن رغبة تل أبيب في الحصول على صيغة حق رد على أطراف في المجتمع الدولي بخصوص تدمير بيروت، ولكن هناك فارق كبير بين ما يحدث في بيروت وما يعتبر رشقات على حيفا، فلا مجال للمقارنة في ذلك. (إرم نيوز)
مصدر الخبر
للمزيد Facebook