لقاء معراب يدعو لانتخاب رئيس لا يترك سلاحاً خارج الدولة

وبعد الانتهاء من المناقشات والحوارات بين المشاركين حول “الوضع العام المأساوي”، تلا جعجع البيان الختامي الذي أكدوا فيه أنّ لبنان “اليوم كسفينة تغرق، ولا ربّان لها ولا دفّة”، وشددوا على “وقفة وطنية لإيقاف مآسي اللبنانيين وقلب الظروف التراكمية التي أدت إليها، فالشعب اللبناني بطوائفه وأطيافه كاملة يستحق أن يعيش الحياة الكريمة والآمنة من دون أن يبقى هاجس الحروب والدمار مصلتاً عليه”.
بدورها، كتبت “الاخبار”: يعتقد سمير جعجع بأن الوقت قد حان لقطف جائزته الكبيرة: رئاسة الجمهورية وما يتصل بها من مشروع يحضّر له الغرب وبعض العرب، على قاعدة أن حزب الله انتهى. ورغم أن كثيرين ممن امتنعوا عن حضور لقاء معراب أمس، أو حضروا بمستوى تمثيل متدنٍّ، يشاطرونه الشعور نفسه، ويفترض أنهم في مركب واحد معه، إلا أنهم لا يرغبون في تسليمه الدفة. فكانت النتيجة مقاطعة إسلامية، وحضوراً مسيحياً خجولاً.
هذا في الشكل، أما في المضمون، فكان كلام جعجع هزيلاً مكرّراً، فلا شيء من خارج الصندوق. وخلاصته “وضع خريطة طريق في سياق التحضير لمرحلة انتقالية تخرج لبنان من الحرب، والمطلوب أيضاً انتخاب رئيس للجمهورية يعلن التزامه بتطبيق القرارات الدولية وخصوصاً 1559، 1680 و1701”. كل ما عداه حشو لا يقدّم ولا يؤخّر.
أصبح مؤكداً أن جعجع استعجل حرق المراحل، فكانت النتيجة فضيحة مدوّية للرجل الذي ظنّ أن التاريخ الحالي بدأ يُرسم على قياسه، ليتضح مجدداً أنه يطبّق للمرة الألف المثل القائل: من أسرع كثُر عثاره. وها هو يتعثّر من الخطوة الأولى في حرب ظنّها أنها حُسمت لصالحه حتى من قبل أن تبدأ، بحسب ما تقول “الأخبار”.
إلى ذلك، كتبت “الديار”: لم يرتق لقاء معراب2 الى مستوى وحجم معراب1 ، وتحول الى لقاء بمشاركة هزيلة ومحدودة برئاسة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ونواب تكتله النيابي، وقلة من النواب والاحزاب والشخصيات السياسية والاعلامية في المعارضة .
وبدلاً من ان يتحول الى “اللقاء الوطني الجامع دفاعا عن لبنان ” كما سعى جعجع، اقتصر الى لقاء لم يجمع كل المعارضة ، ولم تشارك فيه كتل وجهات سياسية عديدة وجهت اليها الدعوات.
واعتذر عن عدم المشاركة “اللقاء الديموقراطي” والحزب “التقدمي الاشتراكي” وكتلة “الاعتدال” ذات الاغلبية السنية، ونواب “التغيير” على مختلف ميولهم، ونواب مستقلين مسيحيين وسنة ، وغاب رئيس حزب “الكتائب” سامي الجميل وتمثل الحزب بنائبه ميشال خوري والوزير السابق ايلي ماروني، كما تغيب عن اللقاء النواب المستقلون مسيحيون وسنة ، واقتصر حضور كتلة “تجدد” على النائب اشرف ريفي.
والمعلوم ايضاً، ان الدعوات لم توجه الى الثنائي “أمل” وحزب الله والى “التيار الوطني الحر” وتكتل “لبنان القوي” و”المردة”، كما لم يحضر نواب “اللقاء التشاوري المستقل” و”اللقاء الوطني”.
وقال مصدر نيابي في “القوات” لـ”الديار” رداً على سؤال حول عدم مشاركة العديد من الجهات والنواب المدعويين: “يدنا ممدودة للذين شاركوا او لم يتمكنوا من المشاركة او اعتذروا ، ويدنا ممدودة للجميع لانقاذ لبنان ، وما اعلنه الدكتور جعجج برأينا هو خارطة الانقاذ، بعد الذي جرى ويجري وفشل المقولات الاخرى ، وان بيان اللقاء هو بيان وطني يعكس مواقف العديد ممن لم يشاركوا في اللقاء”.
وعلق مصدر نيابي مستقل على اللقاء بالقول إن “الحضور المحدود يعكس اولا انه بطبيعة الحال لا يعبر عن لقاء وطني جامع، وان مضمون البيان كان متوقعا، وربما كان السبب في اعتذار ومقاطعة العديد من الكتل والنواب، كان لقاء مقتصرا على “القوات” وبعض القوى والشخصيات التي تدور في فلكها “.
واضاف أننا “في مرحلة دقيقة تفرض على الجميع التضامن والوحدة على القواسم المشتركة وليس الى اثارة القضايا الخلافية او تعمق الانقسامات في وقت يتعرض لبنان الى اوسع عدوان اسرائيلي، واعتقد أن المطلوب هو التأكيد على وقف هذا العدوان وتنفيذ القرار 1701 ، وانتخاب رئيس وفاقي جامع يحظى بتأييد معظم مجلس النواب”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook