نعيم قاسم مجددا.. القيادة والسيطرة ترممت؟
من الواضح ان اطلالة قاسم وقبل الدخول في مضمونها توحي بأن الحزب استطاع ان يثبّت قاعدة قيادية تملك الحد الادنى من الأمان والقدرة على التواصل العمودي والافقي، لذلك فقد كانت كلمة قاسم فيها رسائل سياسية وميدانية واضحة وتضمنت معلومات اراد الحزب ايصالها الى المعنيين الذين يعانون من مشكلة التواصل الفعلي مع قيادة الحزب لفهم خطوطه الحمراء وامكانية تقديمه تنازلا هنا واخر هناك، وعليه يمكن استخلاص عدة نقاط من كلمة نائب الامين العام..
اولى واهم الرسائل السياسية هي تكليف رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالتفاوض، وهذا يعني ان الحزب اعطى الدولة اللبنانية ورئيسي الحكومة والمجلس صلاحية التفاوض بإسمه على نقطة اساسية هي وقف اطلاق النار، من دون فتح المجال للتفاوض على اي ترتيبات سياسية في ظل استمرار الحرب، وهذا يعطي الحزب هامشا للمناورة في مسألة ربط الجبهة اللبنانية مع جبهة غزة من عدمها.
التفصيل الثاني الذي ركز عليه قاسم هو استعادة الحزب قدرته على القيادة والسيطرة، خصوصا وان تهديدات قاسم تزامنت مع قيام الحزب بإستهداف مدينة حيفا بأكبر عدد من الصواريخ منذ بداية الحرب حيث تجاوز عدد الصواريخ الـ١٠٠ وهذا اثبات لما تحدث به قاسم بأن امكانات الحزب لا تزال سليمة َان القيادة والسيطرة لا تزال تعمل بشكل انسيابي وان أمرا بالقصف بالتزامن مع كلمة قاسم، اخذ لدى القيادة السياسية ونفذ من ادنى الهرم العسكري.
كما ان قاسم اكد بشكل واضح ان هناك تأييدا وإلتزاما سياسيا بما يحصل في غزة خصوصا انه اعطى جزءا كبير من بداية خطابه للحديث عن “طوفان الاقصى”، وهذا قد يكون مؤشرا واضحا على رغبة الحزب بأن تكون التسوية مترابطة بين كل الجبهات، من جنوب لبنان الى غزة الى جبهات الاسناد، وصولا الى ايران التي قد يكون لها دور فعلي في الايام المقبلة خصوصا ان اسرائيل قد تكون مصرة على جولة جديدة مع طهران…
خطاب قاسم جاء ليعلن ان الحزب لم يُهزم بعد ويجب على اسرائيل وخصوم الداخل والمنطقة ان يتواضعوا قليلا اقله في هذه المرحلة ولينتظروا اياما اخرى قبل القيام بإحصاء في اسرائيل لمعرفة التوجه العام للاسرائيليين بعد الخسائر الكبيرة التي سيتكبدها الجيش الاسرائيلي خلال محاولاته التقدم بإتجاه القرى الحدودية..
مصدر الخبر
للمزيد Facebook