الرئيس الصيني يضغط على فاحشي الثراء في البلاد: حان وقت إعادة توزيع الثروات الطائلة
الرئيس الصيني يضغط على فاحشي الثراء في البلاد: حان وقت إعادة توزيع الثروات الطائلة
قال موقع Quartz الأميركي، في تقرير نشره الخميس 19 آب 2021، إن الرئيس الصيني شي جين بينغ، بعث الأربعاء 18 آب، برسالةٍ قوية إلى أثرياء البلاد، مفادها أنه قد حان وقت إعادة توزيع الثروات الطائلة.
فخلال اجتماع اللجنة المركزية للشؤون المالية والاقتصادية بالحزب الشيوعي، أكّد شي أن “الرخاء المشترك” يجب أن يكون السمة المحورية للتحديث والتطوير على الطراز الصيني. ويجب على الحكومة أن تُروّج لهذا الهدف مع الحفاظ على معدلات التطوير عالي الجودة، وذلك وفقاً لملخص الاجتماع الذي نشرته وكالة أنباء Xinhua الحكومية الصينية.
قلق بسبب عدم المساواة
في المقابل فلدى الحزب الشيوعي أسبابه الكافية للقلق بشأن عدم المساواة الذي زاد خلال العقود الأخيرة من الإصلاحات الاقتصادية، حيث ساهمت تلك الإصلاحات في تكوين مجتمعٍ أكثر رأسمالية وثراءً.
إذ إنه خلال العام الماضي، كان الـ20% الأكثر ثراءً في الصين يمتلكون دخلاً متاحاً للإنفاق أكبر بـ10 أضعاف من دخل الـ20% الأفقر في البلاد. ويبدو أن القلق العام بشأن صعوبة الحياة يزيد المشكلات الهيكلية الكبرى في البلاد، مثل تراجع معدلات المواليد لقلق الأهالي حيال تكاليف التعليم والسكن. بينما تبنّى الشباب بعض الأساليب السلبية في المقاومة، مثل فلسفة الاستلقاء التي تدعو الناس إلى العزوف عن العمل الجاد والاكتفاء بالحد الأدنى.
أما السبب الآخر لتركيز الحزب على الثروات المتضخمة فهو تقليل مراكز المنافسة على السلطة والنفوذ داخل الصين، وهو الدافع الحقيقي وراء حملة الحكومة لقمع قطاع التقنية الذي كان من أكبر مصادر الثروة الجديدة في السنوات الأخيرة. وفي واقع الأمر، سنجد أن عاصفة القوانين التنظيمية الصادرة منذ العام الماضي قد قضت على قدرٍ كبير من ثروات كبار مليارديرات الصين.
تعديلات منطقية
في سياق متصل فقد تعهّد المسؤولون في الاجتماع بإدخال “تعديلات منطقية على الدخل المفرط”، وتشجيع الجماعات والمؤسسات عالية الدخل على رد الجميل إلى المجتمع بشكلٍ أكبر. وفي الوقت ذاته، سوف تُحسّن الحكومة التعليم وتُوفّر للناس فرصاً أكبر، من أجل رخاءٍ أفضل، وذلك بهدف تكوين هيكل اجتماعي بقوامٍ يُشبه حبة الزيتون، مع طبقةٍ وسطى ضخمة وقليل من فاحشي الثراء وشديدي الفقر على أطرافها.
كما تعهّد المشرعون أيضاً بـ”تنظيف وتنظيم الدخل غير المنطقي، وتصحيح نظام توزيع الدخل، والقضاء الصارم على الدخل غير المشروع”. وهذا قد يعني إشارةً ضمنية إلى قطاع الترفيه، الذي كانت حملات التهرب الضريبي الكبرى تركز عليه بشدة خلال السنوات الأخيرة.
في سياق متصل لا يجب الاستخفاف مطلقاً بتصريحات شي، خاصةً أن التصريحات الأخيرة ربما تعني إشارةً إلى فرض مزيد من الضرائب واشتراطات العمل الخيري على فاحشي الثراء قريباً.
في حين ربما تشمل الخطوات التالية إلغاء معدلات الضريبة التفضيلية لشركات الإنترنت، مع الضغوطات من أجل فرض ضريبةٍ عقارية على مستوى البلاد. إذ تبرع بعض أباطرة التقنية الصينيين، ومنهم الرئيس التنفيذي لشركة توصيل الطعام العملاقة Meituan، بأسهمٍ في شركاتهم للعمل الخيري بقيمة مليارات الدولارات، في خطوةٍ يرى البعض أن هدفها هو استرضاء السلطات.
رغم ذلك وفي محاولةٍ واضحة لتخفيف القلق الناجم عن تصريحات الاجتماع، أكد الحاضرون قيمة فكرة السماح للبعض بأن يصيروا أكثر ثراءً من الآخرين، في إشارةٍ إلى خطابٍ ألقاه الزعيم الصيني دينغ شياو بينغ عام 1978 للإعلان عن تدشين الانفتاح الاقتصادي الصيني. وقالوا أيضاً إنّ الدخل القانوني سيظل محمياً، وإنّ الحكومة ستدعم تطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة.
للمزيد facebook