معك يا لبنان.. هكذا تساعد الإمارات بلد الأرز وسط الحرب

أُطلقت الحملة بأمر من رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدعم لبنان وشعبه في ظل التصعيد الميداني الحاصل، تعبيرا عن الرسالة الحضارية والإنسانية لدولة الإمارات في تقديم المساعدات الإنسانية الدولية، ودعم استقرار المجتمعات المتضررة والتخفيف عن الشعوب المتأثرة من الصراعات.
وأقلعت من مطار آل مكتوم في دبي، الجمعة، أول طائرة مساعدات إماراتية في إطار الحملة وعلى متنها 40 طنا من الإمدادات الطبية العاجلة إلى لبنان، لترسل الإمارات، الأحد، 6 طائرات تحمل على متنها نحو 205 أطنان من الإمدادات الطبية والإغاثية والغذائية ومعدات الإيواء.
تأتي الحملة الإغاثية بعد أن أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في أيلول، بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 100 مليون دولار في إطار جهود الدولة لدعم اللبنانيين ومساعدتهم والوقوف معهم في مواجهة التحديات الراهنة والصعوبات الحالية.
ولا ترتبط المساعدات الإنسانية التي تقدمها دولة الإمارات بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية، أو العرق أو اللون أو الطائفة أو الديانة، بل تراعي في المقام الأول الجانب الإنساني الذي يتمثل في احتياجات الشعوب، والحد من الفقر، والقضاء على الجوع، وبناء مشاريع تنموية لكل من يحتاج إليها.. فماذا نعرف عن الحملة؟ وما الرسائل التي ترسلها إلى اللبنانيين؟
ماذا نعرف عن الحملة؟
تبدأ الحملة بعنوان “الإمارات معك يا لبنان” اعتباراً من يوم الثلاثاء 8 تشرين الأول ولغاية يوم الإثنين 21 تشرين الأول.
هذه الحملة تأتي بعد أن أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قبل أيام بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 100 مليون دولار في إطار جهود دولة الإمارات لدعم اللبنانيين ومساعدتهم والوقوف معهم في مواجهة التحديات الراهنة والصعوبات الحالية، وفي ضوئها أرسلت دولة الإمارات 6 طائرات محملة بنحو 205 أطنان من الإمدادات الطبية والغذائية والإغاثية ومعدات الإيواء للمساهمة في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية والصحية الحرجة، وبالتعاون مع الشركاء الدوليين مثل منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
رسالة حضارية وإنسانية
الحملة تنطلق من الرسالة الحضارية والإنسانية لدولة الإمارات في تقديم المساعدات الإنسانية الدولية، ودعم استقرار المجتمعات المتضررة والتخفيف عن الشعوب المتأثرة، إذ تحرص دولة الإمارات على تقديم المساعدات الإنسانية في الأوقات الحرجة وبكفاءة عالية لمختلف الدول والشعوب المتضررة إزاء الحروب والكوارث الطبيعية والأزمات بغض النظر عن التوجهات السياسية والعقائدية أو الأصل أو اللون أو الموقع الجغرافي.
وتترجم الحملة النهج الراسخ والاهتمام البالغ لقيادة دولة الإمارات برئاسة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نحو الاستجابة العاجلة لمثل هذه الظروف الإنسانية الصعبة والاحتياجات الملحة.
وتشير ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة الإمارات لشؤون التعاون الدولي، في إشارة للحملة، “أن هذه الجهود تأتي في إطار حرص القيادة الرشيدة لدولة الإمارات على تقديم الدعم الإنساني العاجل حول العالم، وتجسّد التزام الدولة وقيادتها وشعبها الراسخ بقيم التضامن والتعاون، والسعي دائماً لأن تكون في مقدمة الدول التي تقدم يد العون والدعم والمساندة للإنسانية”، إذ تجسد الحملة المبادئ الإنسانية السامية والقيم الأخوية النبيلة الداعية إلى التكافل والتعاون والتآزر والتضامن.
وتعكس حزمة المساعدات الحالية الإماراتية المسؤولية الإنسانية الدولية التي تضطلع بها دولة الإمارات تجاه الشعب اللبناني، ومساندته في الظروف الطارئة والمواقف الصعبة.
الإماراتيون حاضرون لإغاثة المحتاجين
وأعرب الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان عن ثقته بالدور الإنساني والأخوي المعهود عن المجتمع الإماراتي الأصيل أفراداً ومؤسسات ورجال أعمال في الوقوف مع الأشقاء والأصدقاء في مثل هذه الأزمات وتقديم يد العون لمساعدة المحتاجين، فالحملة تظهر القيم الإنسانية المتأصلة في المجتمع الإماراتي بجميع مؤسساته وأطيافه وشرائحه وأفراده في عمل الخير والعطاء والبذل والوفاء.
مشاهد الإماراتيين يتهافتون للمشاركة في مساعدة المحتاجين كانت حاضرة في الماضي والحاضر، فعلى أرض دولة الإمارات، تسابق مواطنو الدولة لأكثر من عام على التطوع لإرسال المساعدات إلى أهالي غزة الذين يعيشون حربا منذ تشرين الأول الماضي.
ولم يقتصر الأمر على العاملين والمتطوعين في المجال الإنساني، إذ سعى كل من يستطيع، بمن فيهم الأطفال، للعمل بأيديهم خلال الحملات الإماراتية التي نظمت لتخفيف المعاناة عن الفلسطينيين في غزة.
كذلك، استقبلت دولة الإمارات مصابين فلسطينيين من غزة، وأطفال مرضى بالسرطان، ووفرت لهم العلاج على أرض الإمارات بتوجيهات من رئيس الدولة.
الإمارات في طليعة مغيثي لبنان
وكانت أولى المساعدات الموثقة لـ”جسر الخير” من الإمارات إلى لبنان في عام 1974 عندما قدم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، مساعدات بقيمة 150 مليون ليرة لتمويل مشروع الليطاني.
بعدها تعددت المساعدات الإماراتية للبنان والتي استمرت حتى الوقت الراهن، وقدمت مساعدات في صورة ودائع وقروض للبنان بعد الحرب الأهلية، لإنجاز مشاريع اقتصادية، بنحو 100 مليون درهم إماراتي.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، في عام 1998، أودعت الإمارات مبلغ 100 مليون درهم في مصرف لبنان المركزي، وبعد عامين أعلن الشيخ زايد تبرعه بنصف مليون دولار لدعم العمل الإعلامي اللبناني عقب تحرير الجنوب.
وفي ظل التوتر العالمي في أعقاب جائحة كوفيد-19، قدمت الإمارات في ديسمبر 2020، مساعدات لذوي الهمم في لبنان، تشمل 10 آلاف حصة غذائية و60 كرسيا متحركا في مختلف المناطق اللبنانية، من خلال السفارة الإماراتية في بيروت.
جسر المساعدات المفتوح من أبو ظبي إلى بيروت قدم عام 2021 مساعدات لأكثر من 35 ألف أسرة في شمال لبنان،عبارة عن قسائم شرائية للتخفيف من معاناتهم في ظل تفاقم الأزمة المعيشية والاقتصادية في البلاد.
وجاءت حزمة المساعدات العاجلة في سبتمبر 2024 بقيمة 100 مليون دولار، لتعزز دور الإمارات في دعم “لبنان الشقيق” كما أكدت وكالة الأنباء الإمارات الرسمية “وام”. (بلينكس – blinx)
مصدر الخبر
للمزيد Facebook