ما هو التالي بالنسبة للبنان والشرق الأوسط؟.. تقرير غربي يُجيب
Advertisement
وبحسب الموقع، “لقد كان الهجوم الجوي والبري الذي شنته إسرائيل هذا الأسبوع على عناصر ومواقع حزب الله في لبنان سبباً في قلب الموازين. وبسبب مبدأ “وحدة الساحات” الذي تتبناه إيران، وجدت القيادة الإيرانية نفسها في موقف صعب للغاية بسبب الهجوم على حزب الله. كان أمامها ثلاثة خيارات أساسية. أولاً، منح حزب الله الإذن بإطلاق ترسانته من الصواريخ الموجهة بدقة، والتي لديها القدرة على إلحاق ضرر حقيقي بإسرائيل. ومع ذلك، فإن هذه الصواريخ من المفترض أن تكون الدفاع النهائي ضد هجوم أميركي إسرائيلي على النظام في طهران ولا ينبغي استخدامها قبل ذلك. وكان الخيار الآخر هو عدم القيام بأي شيء، وتحدي نتنياهو ورفض الوقوع في فخه. ومع ذلك، فإن هذا الخيار يعني التراجع عن عقيدة وحدة الساحات، وهو ما قد يؤدي إلى انهيار الثقة في طهران بين حلفائها من دول المحور. وكان الخيار الثالث هو إطلاق هجوم محدود بالصواريخ الباليستية على إسرائيل دعماً لحزب الله، على مضض، على غرار الهجوم الذي شنته في 13 نيسان. ومن شأن هذا أن يحفظ ماء وجهها أمام حلفائها، ويعيد لها القدرة على الردع في مواجهة إسرائيل”.
ورأى الموقع أن “هذا الخيار الأخير هو ما اختاره المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي. من المؤسف أنه من منظور إيراني، أعطى هذا الهجوم المباشر الثاني على الأراضي الإسرائيلية في الأول من تشرين الأول نتنياهو أخيرًا ما أراده، أي الضوء الأخضر والدعم من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لمهاجمة إيران. هذا هو السياق الكلي للحرب البرية بين حزب الله وإسرائيل التي تدور رحاها الآن في جنوب لبنان، لكن لا شيء في الشرق الأوسط بهذه البساطة”.
وبحسب الموقع، “إن لبنان بيئة سياسية واستراتيجية بالغة التعقيد.فالسياسة اللبنانية تعتمد على توازن توافقي دقيق بين الطوائف الدينية الرئيسية الثلاث: المسيحيون الموارنة، الذين يسيطرون على منصب الرئاسة، والسُنّة الذين يتبؤون دائماً منصب رئيس الوزراء، والشيعة، الذين يحتفظون بمنصب رئيس مجلس النواب. أما الدروز الذين يتسمون بالبراغماتية التاريخية، فهم أصغر حجماً من الناحية الديموغرافية، ولكنهم غالباً ما يشكلون أهمية حاسمة في تحديد توازن القوى”.
وتابع الموقع، “لقد هيمن حزب الله ورعاته الإيرانيون، وفقاً لكثير من اللبنانيين، على الطائفة الشيعية ولبنان ككل منذ عام 2008، عندما دفعوا لبنان إلى شفا حرب أهلية أخرى لفرض سلطتهم. وبالتالي، ومع وضع هذا السياق المحلي في الاعتبار، أصبح حزب الله معزولاً بشكل متزايد وضعيفاً بين السكان اللبنانيين غير الشيعة الذين لا يحملون أي حب لإسرائيل، ولكنهم لا يحملون سوى القليل جداً لحزب الله وإيران أيضاً. كما يعاني الحزب من فقدان زعيمه المؤثر حسن نصر الله، وبالتالي قد يكافح لإخضاع الدولة اللبنانية لإرادته كما كان من قبل”.
وبحسب الموقع، “من المحتمل أن يكون هناك طريقان أمام لبنان، ولكن الطريق الذي تختاره أغلبية أصحاب السلطة الطائفية في لبنان سيكون له تأثير كبير على الصراع الأوسع. أولاً، قد يختار اللبنانيون إظهار التضامن مع المقاومة ووضع ثقتهم في وحدة الساحات التي أصبحت هشة على نحو متزايد في إيران. وإذا تم تعيين المرشح المؤيد لحزب الله سليمان فرنجية رئيساً، فهذا يعني أن هذا هو المسار المختار على الأرجح، وأن لبنان سوف يظل ساحة معركة مدمرة في المستقبل المنظور، وهو ما من شأنه أن يوفر الحماية للزعامة الإيرانية. ولكن إذا تمت ترقية المرشح الرئيسي الآخر، قائد الجيش جوزيف عون، إلى الرئاسة، فقد يشير ذلك إلى أن اللبنانيين يسعون إلى إعطاء الأولوية لمصالح الدولة اللبنانية.وفي الحالة الأخيرة، قد يتبين أن الدولة اللبنانية تضحي بحزب الله من أجل التوصل إلى صفقة جديدة مع القوى الغربية والخليجية العربية. وقد ينطوي هذا في المقام الأول على إنفاذ أقوى لقرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي أنهى حرب عام 2006 وفرض انسحاب حزب الله إلى الشمال من نهر الليطاني”.
وتابع الموقع، “وفي ما يتعلق بلبنان، فالاعتماد الكبير ينصب حالياً على رئيس مجلس النواب نبيه بري وربما الدروز. ونظراً للفوضى في قيادة حزب الله في بيروت، فمن الممكن تصور أن المحور قد يفقد قبضته على لبنان. وفي هذه الحالة، قد تلجأ القيادة الإيرانية المضطربة واليائسة إلى الحصول على سلاح نووي للتعويض عن خسارة حزب الله. إن أي اكتشاف لهذا الأمر من شأنه أن يؤدي إلى رد فعل فوري من جانب إسرائيل والولايات المتحدة، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى دوامة داخلية وخارجية من العواقب على إيران والمنطقة. إذاً، أين هي الطرق المؤدية إلى هذا المسار؟”
وبحسب الموقع، “لقد أثبتت الأمم المتحدة في شكلها الحالي مرارا وتكرارا أنها عاجزة عن فرض أي خفض للتصعيد في الشرق الأوسط. إن الولايات المتحدة ملزمة بالحفاظ على الدولة الإسرائيلية حتى في الوقت الذي تدفع فيه المنطقة نحو الكارثة، أما الدول الخليجية فتتطلع في الأغلب إلى استقرار أنظمتها”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook