آخر الأخبارأخبار محلية

تثبيت المعادلات.. بالرغم من التصعيد بإنتظار الانتخابات الاميركية!

بدأ غبار الحملة الجوية الكبيرة التي قامت بها اسرائيل الاثنين الماضي والتي استمرت بأشكال مختلفة الى اليوم، ينجلي، وتظهر من خلاله الاهداف الفعلية لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. كما بات توقع مسار المعركة، اقله للاسابيع المقبلة، اكثر سهولة، في ظل الاحاديث عن معركة شاملة قد تكون قريبة او عن دخول بري اسرائيلي بإتجاه منطقة جنوب الليطاني، وغيرها من السيناريوهات التي تسيطر على المشهد الاعلامي. اسست الايام الماضية لمرحلة جديدة بإنتظار حصول تحولات عملية في الساحة الدولية وهو ما يراهن عليه كلا الطرفين، وبالأخص “حزب الله” ومن معه من حلفاء، ان كان ايران او حماس وغيرهم.

يمكن اختصار المعادلة اليوم بين “حزب الله” واسرائيل بإعتبارها: تهجير مقابل تهجير، اذ ان اسرائيل تضيف اليها فكرة رفع الأثمان على الحزب لكي يوقف جبهة الإسناد وهذا يعني أن تل ابيب ترغب في تحقيق عدة امور، الاول هو تهجير عدد كبير من اهالي الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية للضغط على الحزب في القضايا المعيشية والسياسية الداخلية، وثانياً تدمير كبير في كامل الجنوب والبقاع والضاحية، بالرغم من ان اسرائيل حاولت تجنيب المدن الاساسية دماراً كاملاً في اليوم الاول، غير ان الوضع تغير في الايام التي تلت، وهذا كله قابله “حزب الله” بعقل وردة فعل باردة جداً، اذ استمر في توجيه ضربات للاهداف العسكرية في محيط حيفا، لكنه في الوقت نفسه استهدف المدن والمستوطنات في شمال حيفا لتهجيرها.

يحاول “حزب الله” في الايام الماضية فرض معادلة الضاحية في مقابل تل ابيب اذ انه ومع كل عملية اغتيال في الضاحية يوجه ضربة، بعيداً عن حجمها، الى محيط تل ابيب تستهدف هدفاً عسكرياً وهذا ما يرسم معادلة يمكن البناء عليها في المرحلة المقبلة في حال تصاعدت الامور بإنتطار نتائج الضربة الكبيرة في الضاحية امس. من هنا اصبح التهجير من الجانب اللبناني يشمل كامل الجنوب تقريباً اضافة الى جزء لا بأس به من البقاع في الوقت الذي يعمل فيه “حزب الله” على تهجير كامل مدن ومستوطنات الجليل مع الحفاظ على خصوصية ما مرتبطة بمدينة حيفا حيث يتم قصف المستوطنات المحيطة ما يساهم في تهجيرها ايضاً، وعليه ستبقى المناطق من حيفا حتى تل ابيب جنوباً بعيداً عن التهجير او الاستهداف في الوقت الحالي، الا اذا قرر الحزب الرد على استهداف الضاحية بشكل كبير جدا.

هذه المعادلة التي ستثبت “توازن النار” لفترة من الزمن كما كان حاصلاً في الايام الاولى لمعركة “طوفان الاقصى”، تجعل كسرها امرا مرتبط حصراً بالتطورات الدولية، وعلى وجه الخصوص بالإنتخابات الاميركية، اذ ان الهامش الزمني ل”المحور” الذي يمارس ضمنه سياسة الصبر الإستراتيجي سينتهي بعد انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة الاميركية، وستكون عندها امكانية واسعة للتصعيد ضد اسرائيل خصوصا أن اضعف رئيس اميركي امام اسرائيل سيكون قد بات خارج البيت الابيض وجاء مكانه رئيس آخر لن يقبل بالقتال الى جانب اسرائيل، اكان ترامب او هاريس، وعليه فإن الحرب الشاملة تبدو في الايام الحالية مستبعدة بالرغم من التصعيد الحالي.

كما ان وجود المستوطنين بشكل كبير في منطقة تل ابيب وغوش دان يحد من جنون نتنياهو وذهابه أبعد من حدود المعركة الحالية، لذلك يمكن القول بأن المستوى الحالي من التصعيد سيبقى هو الحاكم في السابيع المقبلة في حال لم يحصل اي تحول في اداء الحزب، وهذا كله قد يتغير، سلباً او ايجاباً بعد الانتخابات الاميركية.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى