استهداف نصر الله والضاحية الجنوبية: الضربة الإسرائيلية تستدرج الحرب الشاملة
وفي ضوء هذه المستجدات بعد العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، قرّر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إنهاء الاجتماعات التي يعقدها في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة والعودة إلى بيروت، كما قرّر إبقاء اجتماعات الحكومة مفتوحة على أن يعقد مجلس الوزراء اجتماعاً طارئاً فور عودته. وأكّد ميقاتي، أن «العدوان الجديد يثبت أن العدو الإسرائيلي لا يأبه لكل المساعي والنداءات الدولية لوقف إطلاق النار، ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في ردع هذا العدو ووقف طغيانه وحرب الإبادة التي يشنها على لبنان».
وكتبت” النهار”: لم يرتبط مصير الشرق الأوسط مرة بحسم مصير رجل كما حصل عقب الغارة الزلزالية التي شنتها اسرائيل عصر امس على حارة حريك – العاملية مستهدفة اغتيال الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله. حتى ساعات الفجر اليوم ، لم يكن مصير نصرالله قد عرف وسط ضخ هائل من المعلومات والمعلومات المتضاربة ، ان في الإعلام الإسرائيلي الذي جنح معظمه الى ترجيح نجاح ضربة الاغتيال وان في الإعلام العربي واللبناني والعالمي ، علما ان حجم الغارة الإسرائيلية على الحي السكني الذي استهدفته كان غير مسبوق لجهة استعمال قنابل خارقة للتحصينات زنة القنبلة الفّي رطل الامر الذي احدث زلزالا أدى تسوية ستة مبان بالأرض .
وحتى فجر اليوم ، ظل مصير الأمين العام الثالث ل”حزب الله” الذي صار زعيما “تاريخيا” للحزب منذ عام 1992 معلقا ومجهولا الأمر الذي اثار تساؤلات ومخاوف كبيرة حول أمكان ان تكون إسرائيل دفعت بالأمور الى متاهة تفجير ضخم لن تبقى رقعته محددة بلبنان بل ربما يتجاوزه الى المنطقة . ففي حين مرت ساعات طويلة ولم يصدر عن “حزب الله” أي بيان يميط اللثام عن مصير زعيمه تصاعدت الترجيحات والمخاوف من ان يكون ذلك ناجما عن احتمال ان يكون مصير نصرالله قد صار في المرحلة الأشد خطرا من حقيقة الاغتيال . وعززت هذه المخاوف تصريحات قادة ومسؤولين إيرانيين تحدثوا عن جريمة إسرائيل في هجومها على الضاحية ولم يأتوا على ذكر نصرالله اطلاقا . والأسوأ والأخطر ان إسرائيل رفعت الاستنفار الى أقصاه في سائر أنحائها استعدادا لهجوم كبير يشنه الحزب في الساعات المقبلة كما لاحت معالم استعدادات إيرانية لشيء ما كبير من خلال دعوة المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية الى اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي . ثم جاء الكشف عن مقتل قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني في غارة الضاحية ليدفع بالغليان والترقب الثقيل وحبس الانفاس الى ذروته .
ولعل الحشود الإسرائيلية على الحدود مع لبنان التي تزايدت بقوة في الساعات الأخيرة باستقدام لواءين إضافيين إلى الأولوية الموجودة لم تكن وحدها كافية لرسم معالم اندفاع إسرائيل نحو احداث “التغيير الاستراتيجي في الشرق الأوسط” كما سمته ، فقامت بضربة هي الأخطر اطلاقا بهدف مزدوج : اغتيال نصرالله بقرار متخذ سلفا كان ينتظر اللحظة الاستخباراتية القاتلة ، وعدم التردد عن ضرب عمق الضاحية الجنوبية ، وزادت تصعيدها الهستيري بتوجيه انذار ليلا الى سكان وأهالي عدد من احياء الضاحية لمغادرة منازلهم بزعم وجودهم قرب مصالح تابعة للحزب وشهدت المنطقة ليلا موجة نزوح كثيفة . كما ذهبت بعيدا أيضا في استهداف بلدة بعذران الشوفية حيث بدا ان المستهدف كان النائب السابق في كتلة حزب الله طلال الساحلي الذي لم يصب فيما سقط ثمانية شهداء . وادى الاعتداء الى اثارة أجواء توتر شديد في صفوف أبناء البلدة والنازحين اليها .
وكتبت” الاخبار”: ولم يتأخر العدو في تنفيذ تهديدات رئيس حكومته بتوسيع الحرب ضد حزب الله، حتى اقدم على تنفيذ غارة ضخمة، ذات خلفية امنية، مستهدفا حيا سكنيا في الضاحية، معلنا ان الهدف كان اغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله واعضاء في قيادة الحزب، قبل ان يقوم ليلا بحملة قصف على مبان سكنية في الضاحية، وقال انه استهدف السلاح البحري الخاص بالمقاومة. وتزامنت غارات العدو مع مجموعة من الخطوات الميدانية عززت التقديرات بأن العدو يستعد لشن حملة برية في الجنوب او البقاع، او القيام بعمليات انزال او اقتحامات في عدد من المناطق.
وبحسب ما كشف الإعلام العبري، فإن التخطيط لعملية الاستهداف في الضاحية الجنوبية، بدأ منذ وقت طويل، كما أُقرّ في «الكابينت» المصغّر، قبل سفر نتنياهو الى نيويورك. وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن وزير الحرب يوآف غالانت، ورئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي، هما من أشرفا على العملية، من مقرّ قيادة القوات الجوية في تل أبيب. ونقل مراسل إذاعة الجيش عن مصادر عسكرية قولها إن «هذه عملية مهمة جداً يمكنها تغيير الشرق الأوسط»، وأوضح أنه «ستكون هناك أيام صعبة هنا. نحن مستعدون أيضًا لأشياء أخرى، فنحن نتطلع إلى جميع الساحات، بما في ذلك إيران والعراق واليمن وسوريا». وعلى صعيد الجبهة الداخلية، فُتحت الملاجئ في تل أبيب وغوش دان والمنطقة الوسطى، استعداداً «لردّ عنيف من حزب الله».
ووسط صمت ساد الاوساط الخاصة بالمقاومة وحزب الله حيال ما حصل منذ ما بعد ظهر امس، فان الجميع تعامل مع الحدث على انه الضربة التي فتحت الحرب على ابعد مما كان يعتقد كثيرون، وما اكد نوايا العدو بشن حرب مفتوحة ضد لبنان على غرار ما فعله في غزة، خصوصا ان سلاح الجو المعادي واصل لليوم الخامس عمليات القصف على اهداف تبين انها مدنية بمعظمها، وشملت مناطق عدة في الجنوب والبقاع، مع استمراره في توجيه ضربات الى النازحين المنتشرين في مناطق عدة من جبل لبنان، لاثارة أهالي هذه المناطق على النازحين بدعوى انهم من حزب الله.
وكتبت” اللواء”: بترتيبات اسرائيلية – أميركية مكشوفة، وقبل أن يتوارى صوت التهديدات الخطيرة التي أطلقها رئيس الكابينت الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من على منبر الأمم المتحدة، ضد لبنان وغزة وحزب لله زاعماً أنه يخوض معركة من أجل الدول التي يهددها «محور إيران» في المنطقة، هاجمت طائرات «ف-35» بضربات جوية قوية متتالية مقرّ قيادة حزب لله في حارة حريك، مستهدفة عدة مبانٍ مجاورة، وحسب المصادر الاسرائيلية فإن الشخصية الكبيرة المستهدفة هي الأمين العام لحزب لله السيد حسن نصر لله.
ومهما يكن من أمر، فإن استهداف السيد نصر لله، يعني وضع منطقة الشرق الاوسط برمتها على فوهة بركان الحرب الشاملة.
وكتبت” الديار”: اقدمت “اسرائيل” على تنفيذ جريمة حرب بقصفها المقر العسكري لحزب الله في الضاحية الجنوبية مستهدفة امين عام الحزب سماحة السيد حسن نصرالله الذي لا يزال مصيره مجهولا حتى اللحظة. وبهذا العدوان الوحشي الاسرائيلي على الضاحية اتخذ الكيان الصهيوني المواجهة الى اقصى درجاتها، متخطيا كل الخطوط الحمراء عبر غارات جوية متتالية لاغتيال قائد المقاومة.
هذا العدوان على الضاحية امس شكل صدمة كبيرة في لبنان وفي المنطقة واستنكارا من عدد كبير من الدول، فضلا عن انه اسقط ورقة التوت عن رئيس حكومة “اسرائيل” بنيامين نتنياهو الذي “حاضر” في منبر الامم المتحدة بان دولته تريد السلام وتنبذ الارهاب. الا ان ساعات قليلة مضت بعد القائه كلمته لتظهر الوجه الحقيقي لنتنياهو ودولته المجرمة التي نفذ طيرانها الحربي عشر غارات متتالية مع قنابل “اهدتها” اياها اميركا تمكنها من اختراق عميق للملاجئ. هذا وبدا واضحا ان المفاوضات الاميركية التي كانت تهدف الى هدنة لمدة 21 يوما، لم تكن سوى مفاوضات فاحت منها رائحة النفاق والكذب والتحايل على لبنان. وخير دليل على ذلك، ان اسرائيل وبضوء اخضر اميركي، نفذت عدوانها على الضاحية مستهدفة امين عام حزب الله.
اما المقاومة فلم تصدر اي بيان من قبلها حول الجريمة التي حصلت في الضاحية، حيث ان حزب الله هو الوحيد المسؤول والقادر على تحديد مصير القائد السيد حسن نصرالله. كما افادت مصادر في الحزب للديار، ان الانتقام لاستهداف المقر العسكري للحزب سيكون انتقاما واسعا وعنيفا يهز اسرائيل برمتها.
وكتبت” الشرق الاوسط”: استمر تضارب الأنباء ليلاً حول مصير أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله. ففيما قالت مصادر لبنانية إنه «نجا من الاغتيال»، بعد استهداف إسرائيل لمقرّ القيادة المركزية للحزب في الضاحية الجنوبية ببيروت، تحدث إعلام إسرائيلي عن تقديرات باحتمال مقتله.
وقال مصدر مقرب من «حزب الله» إن «نصر الله على قيد الحياة»، وكذلك الحال بالنسبة للقيادي هاشم صفي الدين، وفقاً لما نقلته «رويترز». لكن المكتب الإعلامي في «حزب الله» إن كل التصريحات بشأن الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت «لا صحة لها».
وكانت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني نقلت قبل ذلك تأكيدات من مصادر لبنانية أن «أياً من قادة (حزب الله) لم يقتل في الضربة»، وشددت على أن «نصر الله وصفي الدين على قيد الحياة».
ووفقاً للوكالة الإيرانية، فإن «العملية التي شنّها الجيش الإسرائيلي على ضاحية بيروت باءت بالفشل».
مصدر الخبر
للمزيد Facebook