آخر الأخبارأخبار محلية

أيّ رهانات لـحزب الله على المساعي الديبلوماسية؟

كتب ابراهيم بيرم في” النهار”: على رغم أن كل الاهتمامات مشدودة إلى الميدان، برز من يدعو إلى عدم تجاهل الحراك الديبلوماسي في بيروت ونيويورك وعواصم أخرى.
الأمر عند أصحاب هذا الرأي لا يقتصر فحسب على حراك الموفد الفرنسي جان إيف لودريان. ومن نيويورك تكشف الأنباء المتواترة عن حراك ديبلوماسي مواز على هامش اجتماعات الهيئة العامة للامم المتحدة. وسرت أنباء عن مهمة لوفد أمني تركي – قطري في بيروت.

Advertisement










لا أحد في بيروت ودوائرها السياسية، لديه رهان جدي وقاطع على أن يثمر هذا الحراك الديبلوماسي المتجدد نتائج سياسية تضع حدا للصراع المفتوح على الحدود.
لكن ثمة عوامل ما برحت تغري دعاة إعطاء الأهمية لهذا الحراك الديبلوماسي والتبصر به، أبرزها:
– أن أوساطا إعلامية وسياسية محسوبة على “حزب الله” أطلقت أخيرا تشخيصا ينطوي على دعوة صريحة للحزب إلى أن يتعامل بمرونة وانفتاح على كل ما يصله من عروض تسوية ووساطة.
 
– أن تعامل المقاومة بسلبية معه في حال صدوره سيجعلها في مواجهة مع بعض الداخل اللبناني ويبيح لإسرائيل المضي قدما في حربها، وخصوصا أن ثمة من يعدّ للغدر بالمقاومة.
مصدر نيابي حاضر في دائرة الاتصالات والقرار عند الثنائي الشيعي، يقول في تصريح لـ”النهار “: “ليس من السهولة بمكان الآن أن نتوقع من الاتصالات والوساطات التي بدأنا نتلمسها هنا وهناك صيغة تسوية تعد بهدنة قريبة”.
ويضيف: “إن الشرطين اللذين يرفعهما العدو الإسرائيلي لوقف النار وإنهاء حربه، والقائمين على فصل جبهة الجنوب عن جبهة غزة، ومن ثم انسحاب مقاتلي حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، هما شرطان تعجيزيان للحزب ولا يمكنه أن يرتضيهما في أي شكل”.
ويستطرد المصدر عينه أن “الإسرائيلي ما زال يعيش على أوهام فائض القوة والقدرات، ويتصرف على أساس أنه سيد الميدان وأن يده العليا فيه بلا منازع، ما يبيح له فرض مثل هذين الشرطين، ولكن نحن نرى أن الإسرائيلي رغم كل ما يمارسه من عمليات تدمير وتهجير واغتيالات، ليس في وضع يسمح له بفرض شروطه. وفي هذا الإطار نراقب عن كثب التضارب في الرؤى والتعارض في وجهات النظر القائمة داخل المؤسسة العسكرية والسياسية الحاكمة في إسرائيل حيال قوة الحزب، ونعرف أن المؤسسة العسكرية اعترضت على التقديرات التي قدمها أخيرا وزير الحرب الإسرائيلي وزعم فيها أنه تم القضاء على البنية العسكرية التي أرساها الحزب، وفي هذا مبالغة ووهم”.
ويضيف المصدر: “نحن لا ننكر أن الإسرائيلي وجّه في الآونة الأخيرة ضربات موجعة للجسم العسكري للحزب خصوصا بعد تفجير الأجهزة، وصحيح أيضا أن ثمة أضرارا لحقت ببيئة الحزب، لكن المقاومة تتميز خلافا للجيوش الكلاسيكية بقدرة تسمح لها باستيعاب الضربات وامتصاص التداعيات. ولم يكن أمرا عابرا عندنا رؤية صواريخ الحزب من طراز نوعي جديد تدخل الخدمة للمرة الأولى، وهي تصيب أهدافا حساسة في تل أبيب وضواحيها. فهذه رسالة واضحة يوجهها الحزب إلى عدوه عنوانها: بدأنا مرحلة الرد على هجماتك المتكررة، ووضعنا تل أبيب في بنك أهدافنا، ونحن نعي تماما ما تمثله عندك على المستويات كافة الضاحية الجنوبية، بما يعني أن الحزب على وشك أن يرسي معادلة الضاحية في مقابل تل أبيب. نحن نقر بأن المعركة باتت صراع إرادات وعض أصابع وأن العدو يضع فيها كل ثقله ويعتبرها جزءا من معركة الوجود، لكن الحزب لديه رؤية معاكسة تقوم على أنه يخوض حرب استنزاف لهذا العدو ويبلي البلاء الحسن فيها ويؤلم الخصم”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى