آخر الأخبارأخبار محلية

أهالي المفقودين ينتظرون حتى آخر حجر

كتب فؤاد بزي في” الاخبار”: بكبسة «زرّ أحمر» في طائرة أميركية انطلقت «القنابل الغبية» نحو أهدافها. سريعاً، قضى المستهدفون نحبهم. ربما ما «يهوّن» الأمر أنهم لم يشعروا بشيء، أو على الأقل هذا ما تشير إليه أنقاض المبنيين اللذين زالت معالمهما تماماً، واختلطت بركامهما أجساد السكان التي لم يعد ممكناً التعرف إليها من دون فحوص الحمض النووي.نجا من لم يكن في بيته، وبقي الأقارب للتفتيش عن أحبةٍ لهم. على الجهة المقابلة للمنطقة المستهدفة، جلست العائلات المنكوبة، آباء وأمّهات وزوجات وبنات افترشوا الأرصفة. تورّمت العيون من البكاء، واختلجت دقات قلوبهم مع كلّ صفارة إسعاف تخرج من موقع الحدث.

Advertisement










مصادر «الأخبار» في الدفاع المدني أكّدت أنّ «المفقودين هم من لم يجرِ التعرّف إلى هوياتهم»، في إشارة إلى العثور على العدد الأكبر من سكان المبنى. وأعادت السبب في تأخير الإعلان عن الهويات إلى «تأخر صدور نتائج فحوصات الحمض النووي»، ولا سيّما أنّ عدداً من العائلات المفقودة «أبيد تماماً، ما يقتضي أخذ عينات من أشخاص ذوي صلة أبعد بالضحايا، وهذا يؤدي إلى تأخير إضافي في إعلان النتائج».
بعض الأهالي رفضوا فتح بيوتهم للعزاء، وتعلّقوا بأمل الانتظار. تقف أمّ أمام الجرافة، عسى أن تخرج ابنتها ذات العامين حيّة من تحت الأنقاض، رغم أنّ أشلاء الشهيدة نُقلت إلى المستشفى، وتمّ التعرّف إليها من خلال الفحوصات. ورفضت أختان الانضمام إلى العزاء الذي فُتح للأب والأم وأختين وأخ، وفضلتا البقاء أمام الأنقاض، علّ أحداً من أفراد العائلة يخرج حياً.
أحد الآباء تفحّص أكياس الجثث بحثاً عن ابنته وزوجته في موقع الاعتداء. وطاف على برادات المستشفيات للتفتيش عن عائلته، قبل أن يأتيه اتصال أُبلغ فيه بـ«توافق عينات الحمض النووي الخاصة به مع عينة طفلته»، من دون أن يُعثر على الوالدة بعد.
أما من لم يجدوا أبناءهم، لا في برادات المستشفيات، ولا عبر الفحوصات المخبرية، فلا يحرّكهم من أمام ساحة رفع الأنقاض سوى صوت سيارات الإسعاف. يفترشون الأرض ويعدّون خلال انتظارهم الطويل الطبقات التي تزيلها الجرافات والرافعات. وكلّما وصل البحث إلى طبقة، هرعوا إلى العسكر الذين يطوّقون مكان رفع الأنقاض لمحاولة معرفة أيّ جديد. إحداهن وصفت لعنصر الدفاع المدني شكل ابنتها وحفيدتها. لم يجد كلمات مناسبة للإجابة، فهم كانوا قد وجدوا فعلاً امرأة وطفلاً، لكن لا إمكانية للتعرف إلى ملامحهما.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى