مجزرة الـPagers أعادتنا إلى 4 آب…تضامن وقلوب مليانة
طلبات تأمين دم، سيارات إسعاف تجوب بيروت ولبنان، صراخ وهلع خوف، حوالي 3000 جريح وعدد من الضحايا. تعود بنا هذه المشهدية إلى الرابع من آب، حينما انفجرت العاصمة بأشنع الطرق وأكثرها دموية في تاريخ لبنان والعالم. إلا أن ما حصل بالأمس من خلال انفجار أجهزة الـPagers الصغيرة بحامليها، شكّل صفعة في وجه آخر ذرّة شبه استقرار وسط مخاوف من اندلاع الحرب.
حينما وصف أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله الهاتف الخليوي بـ”العدو”، لم يكن على دراية بأن الضربة الكبرى ستأتي من الداخل “الآمن”. فقد بدأت عناصر “الحزب” بحمل أجهزة الـPagers بعد اندلاع القتال العنيف مع إسرائيل قبل عام تقريبًا، لأن الحزب يعلم أن أجهزة الأمن الإسرائيلية قادرة على اختراق شبكات الهاتف.
عند حوالي الساعة 3:30 من بعد ظهر الثلاثاء، وبينما كان الناس يتسوقون لشراء البقالة، أو يجلسون في المقاهي أو يقودون السيارات والدراجات النارية، بدأت الأجهزة في أيديهم أو جيوبهم تسخن ثم تنفجر، مما أدى إلى مشاهد ملطخة بالدماء وإصابة المارة بالذعر، في تطور يعدّ الأخطر في تاريخ الخروقات الاستخبارية التقنية.
وعلى الرغم من أن لهذا الحدث الأمني الجلل خصوصيته مع تمحوره حول بيئة “الحزب” بشكل محدّد، إلا أن تضامناً واسعاً شهدته مواقع التواصل الإجتماعي من قبل أطياف اللبنانيين المتعددة، مع عدم خلوّ الأمر من مشاحنات وتعليقات مسيئة.
ولأننا في لبنان حيث “القلوب مليانة” بين المجموعات المتخاصمة،، طفت على سطح “مجزرة الـPagers” دعوات لعدم الشماتة والاتحاد في هذا الوضع الصعب والدمويّ، والتوجه إلى المستشفيات والمراكز كافة بهدف التبرع بالدم.
وعلى الرغم من دعوات التضافر التي عمّت وسائل الإعلام ومنصات مواقع التواصل الإجتماعي، إلا أن البعض اختار الشماتة بكل ما للكلمة من معنى ومن المعيب إعادة نشرها، من دون إعارة أي انتباه إلى أن أهمية الفصل،في هكذا وضع، بين الاختلافات السياسية والحاضنة الإنسانية.
فقد توجّه البعض نحو مقارنة ما حدث بالأمس بمأساة انفجار نيترات الأمونيوم في المرفأ في الرابع من آب، على نحو طائفي ومذهبيّ بغيض.
تمكّن إذاً هذا الإختراق من جذب اللبنانيين المختلفين على جنس الملائكة إلى دائرة الرعب، إلا أنه وكما في كل حادث مؤلم، يجمع عدداً من المؤيدين والمعارضين على أقل ما يمكن من التضامن إحتراماً للمصابين.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook