آخر الأخبارأخبار محلية
مرونة إيران وحسن النيّة إزاء لبنان
كتبت روزانا بو منصف في” النهار”:لا يزال ما حصل في بلدة مصياف السورية مثيراً لانتباه المتابعين المهتمّين على خلفيّة أمرين لافتين: تقليل إيران إلى حدّ كبير من أهمية الإنزال الإسرائيلي الذي استهدف إيران لاستخدامها المنشأة في مصياف لتصنيع الصواريخ. وهذا الأمر مقصود على الأرجح من أجل تبرير عدم ضرورة الرد على الاعتداء الإسرائيلي الذي يُعدّ نقلة نوعية من حيث حصوله بالشكل الذي حصل فيه وطبيعته. والأمر الآخر يتصل برد فعل النظام السوري الذي غاب بالكامل وكأن ما حصل لا يتعلق بسيادة سوريا أو أمنها، وهو ما يعطي مؤشّراً على جملة أمور بالنسبة إلى التزام النظام مساراً معيّناً لا يخاطر بمصيره من خلاله. لكن من دون أن يلغي ذلك بقاء سوريا ساحة، وإن كانت ساحة مختلفة عن لبنان، لكنها ساحة يبدو أن إسرائيل حصلت على ضوء أخضر لاستهداف إيران والحزب فيها من دون أن تلقى ردوداً فعلية لا من جانب روسيا ولا من جانب النظام، فيما إيران غيّبت أي رد فعل محتمل على استهداف مصياف، حيث اكتفت وزارة الخارجية الإيرانية بإدانة الغارات الإسرائيلية ووصفتها بأنها “إجرامية”.
Advertisement
ويرى مراقبون منطقاً في تقليل ايران أهمية عملية مصياف في ظل مسار جديد باعتمادها ضبط النفس إزاء الرد على مقتل إسماعيل هنية في طهران وعدم الانجرار إلى ما تريده إسرائيل، فيما تثير غضب الدول الأوروبية والولايات المتحدة في إمدادها روسيا بالصواريخ الباليستية وفق تأكيدات هذه الدول ونفي طهران. فهذا كله لا ينفصل عن المسار الجديد الذي يعبّر عنه الرئيس الإيراني ومدلولات كلامه إزاء إظهار مرونة في الملف النووي ربطاً على الأرجح بالمخاوف من نتائج الانتخابات الأميركية، لكن أيضاً وعلى نحو أهم لأن الاقتصاد لا يكذب على حد قول أحد الديبلوماسيين المخضرمين على عكس حال السياسة، وتطمح إيران بقوة في مسارها الجديد إلى رفع بعض العقوبات عنها لإراحة اقتصادها الذي يختنق.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook