التهديدات مستمرّة… فهل حزب الله مردوع؟!
من الواضح ان اسرائيل تريد طمأنة المستوطنين من خلال الايحاء بأنها قادرة على ردع “حزب الله” وانها في حال توقفت الحرب لن يجرؤ “الحزب” على شنّ أي هجوم ضدها كالذي قامت به “حركة حماس”، ذلك لأنها قادرة على الدخول براً الى جنوب لبنان وإيلام “الحزب”، وأن تفتح الحرب على لبنان كما فعلت في غزّة. وعليه، يمكن للمستوطنين من اللحظة الاولى لوقف اطلاق النار العودة الى مستوطناتهم وممارسة حياتهم الطبيعية، وهذا ما يشكّل اليوم قلقاً كبيراً لدى الجانب السياسي والعسكري الاسرائيلي.
مما لا شكّ فيه أن مسألة الحرب على لبنان ليست امراً سهلا ومتاحاً لأسباب كثيرة أهمّها خارجية؛ منها الرغبة الأميركية بعدم حصول حرب، إذ حتى هذه اللحظة لا تزال اميركا تتعاطى بملفّ لبنان بحذر شديد بحيث لا يكاد يحصل اي توتر ما او تشعر واشنطن بأن اسرائيل تتجه فعلاً الى التصعيد مع لبنان حتى تنتقل الوفود والقادة العسكريون والسياسيون الاميركيون لمنع هذا التصعيد لانه كما يقول الاميركيون لن يؤدي الى عودة المستوطنين الى شمال فلسطين كما حصل مع غلاف غزة، بل على العكس سيؤدي الى تهجير المزيد منهم.
أما الاعتبارات الداخلية فهي سياسية بحتة، اذ ان بعض الوزراء وعلى رأسهم وزير الحرب يوآف غالنت المقرب من الاميركيين يرفض الموافقة على اي عملية عسكرية في الشمال، وهذا الامر سيزيد الانقسام الداخلي الاسرائيلي بشكل كبير وسيمنح المعارضة فرصة ذهبية في حال أصرّ نتنياهو على القيام بأي عملية وتلقى جيشه وبيئته الداخلية ضربات كبيرة، وهذا من شأنه ان يؤدي إلى انقسام حاد في الداخل وتحميله مسؤوليات كبرى وقد ينتج عن ذلك فوضى سياسية في الداخل الاسرائيلي.
وتعتبر المصادر ان ما يقوم به “حزب الله” في مختلف المجالات، عسكرية وأمنية وكذلك في الدعاية السياسية يجعل من قادة الجيش الاسرائيلي غير متحمّسين للقيام بأي عملية عسكرية ضد لبنان، وهو يحوّل كل ما يدور الحديث حوله الى حرب نفسية لا اكثر، اذ إن تل أبيب تعلم بأن “الحزب” قادر على اصابة اهداف حيوية ومدنية متى شاء في العمق الإسرائيلي، ولعلّ الصاروخ اليمني قبل يومين هو خير دليل على ذلك.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook