إستفاقت عكار على انفجار خزان محروقات وسقوط عدد كبير من الضحايا
إستفاقت عكار على انفجار خزان محروقات وسقوط عدد كبير من الضحايا
تجمع المئات من ابناء عكار منذ ساعات الصباح الاولى في محيط موقع انفجار خزان البنزين في بلدة التليل، حيث ضرب الجيش طوقا امنيا حول المكان، ولا تزال عمليات المسح مستمرة من قبل الجيش والصليب الاحمر اللبناني، بحثا عن ضحايا ومفقودين محتملين.
كما أن التحقيقات الجارية لمعرفة مسببات هذا الانفجار الكارثي، الذي احدث موجة من الغضب لدى الاهالي على هول الفاجعة التي حصلت، واصابت بشظاياها بلدات عكارية عدة فقدت العديد من ابنائها بين ضحايا ومصابين.
رواية رئيس البلدية: روى رئيس بلدية التليل العكارية جوزف منصور التفاصيل التي شهدها قبل حصول مجزرة خزان البنزين وبعدها. 20 ضحية وعشرات الجرحى سقطوا اثر انفجار خزان بنزين جرت مصادرته عصر السبت. وقرابة الساعة الثانية والنصف من فجر الأحد، تجمهر عدد كبير من الناس، معظمهم من أهالي البلدة، بالقرب من الخزان للحصول على المادة الحيوية التي فقدت في اليومين الماضيين بعد امتناع معظم محطات الوقود عن تلبية الناس، فعمد الجيش الى دهم المحطات الممتنعة وأماكن التخزين لتسهيل حصول الناس على المحروقات.
قال منصور أنه تواجد في مكان الحادثة “على بعد عشرين متراً” خلال الحادثة، نافياً ما يشاع عن إطلاق نار أدى الى الانفجار. وأشار الى أن صاحب الخزان هو من خارج البلدة، وبعد مصادرته عصر السبت من الأهالي، حضر الجيش وبدأت مفاوضات على أن يحصل اتفاق بتفريغ المحروقات وتزويد الأهالي بها. وهنا حصل تجمهر كبير من الأشخاص، وحصل الانفجار بعد إشعال أحدهم ولاعته.
وصف منصور ما حصل بـ”الكارثة” على الأهالي، ووجه نداء عبر “النهار” لمساعدة الجرحى المصابين بحروق، لاسيما ألاّ مستشفيات متخصصة في المنطقة، “مستشفيات عكار أشبه بمستوصفات، والجرحى يتم تبريد حروقهم بالماء في انتظار نقلهم الى مراكز متخصصة، منهم من يعالج في “السلام”، ونأمل بنقل المزيد منهم الى مستشفى الجعيتاوي”، علماً أنه لا يمكن إحصاء الجرحى بشكل دقيق حتى اللحظة، لكن رئيس البلدية تحدث عن أكثر من 200 جريح.
وقد اقتحم عدد من ابناء عكار الذين تجمعوا صباحا موقع حصول الانفجار، ورشقوا عناصر الجيش بالحجارة في فورة غضب، وعمدوا الى احراق شاحنة يملكها صاحب مستودع التليل، ومهددين باحراق منزله.
وفي التفاصيل، أن حوالي 20 قتيلاً وأكثر من 25 مصاباً يتم نقلهم بواسطة الصليب الأحمر إلى مختلف المستشفيات في عكار وطرابلس.
وأفاد الصليب الأحمرعن نقل حوالي 20 قتيلاً وأكثر من 7 جرحى الى المستشفيات.
وقد وجه الأهالي نداء إلى آليات الدفاع المدني المتواجدة في عكار للتوجّه إلى مكان الانفجار في بلدة تليل.
جدير بالذكر أن هناك عدداً من المفقودين في محيط موقع الخزان قذفهم عصف الانفجار، لافتاً إلى أن حالاً من التوتر الكبير وسط هول الفاجعة تسود في المستشفيات ووصول أهالي الضحايا بحثاً عن أبنائهم.
ولا تزال ظروف وملابسات حصول الانفجار غير واضحة بانتظار نتائج التحقيقات والاستماع الى افادات المصابين الذين كانوا بغالبيتهم ممن تجمعوا حول الخزان لتعبئة البنزين من المستودع المموه الذي كان ثوار عكار قد كشفوا عنه بعد ظهر الجمعة، وحضرت قوة من الجيش في حينه لمعالجة الامور.
وبعد مغادرة الجيش المكان ليلاً، حصل تدافع كبير من قبل ابناء المنطقة لتعبئة ما تبقى من البنزين في الخزان، حيث حصل الانفجار.
إلى ذلك، ناشدت إدارة مستشفى رحال واليوسف الصليب الأحمر والدفاع المدني لنقل الجرحى إلى مستشفيات أخرى.
وأشارت رئيسة مستشفى الجعيتاوي إلى أن “قسم الحروق لدينا ممتلئ واستقبلنا حتى الآن 8 مصابين في انفجار التليل وأطلب من المستشفيات المساعدة ونحتاج الى دعم مادي والى مستلزمات طبية ونطلب من وزير الصحة مدّنا بمواد طبية”.
وأوعز وزير الصحة حمد حسن للمستشفيات في عكار والشمال وصولاً إلى بيروت، لاستقبال الجرحى من على نفقة وزارة الصحة العامة. ولفت قائلا: ستفتح الآن مستودعات الوزارة لتوزيع ما يوجد من أدوية حروق ومضادات حيوية وغيرها من مستلزمات لزوم المصابين ونتمنى على كل الجمعيات التي تمتلك مخزون القيام بالمبادرة لإسعاف المواطنين
ويشارك في عملية إجلاء الضحايا الجيش وقوى الأمن الداخلي والدفاع المدني والأهالي إلى جانب الصليب الأحمر وهناك أكثر من 13 سيارة إسعاف وعشرات المسعفين على الأرض.
كما توجهت فرق الإسعاف في جهاز الطوارئ والإغاثة من طرابلس إلى مكان الانفجار للمساعدة في عمليات نقل الجرحى والمصابين.
وقد تناقل روّاد مواقع التواصل عدد من مقاطع الفيديو التي أظهرت حجم الكارثة.
للمزيد على facebook