آخر الأخبارأخبار محلية

بين لبنان وسوريا.. هذه حكاية مخابرات حزب الله

 
التحدي الكبير الذي يواجهه “حزب الله” حالياً يتمثل في الحرب الاستخباراتية التي يخوضها ضد إسرائيل، وتحديداً على صعيد تقليص عمليات الاغتيال.
يوم أمس، كان هناك استهدافٌ جديد لأحد قادة فرقة “الرضوان” يُدعى محمد الشاعر، وذلك بقصف طال مركبته في بلدة صغبين.

Advertisement










الإستهداف الذي حصل يشير إلى أن إسرائيل تُفعل عمليات الاغتيال مُجدداً بالإضافة إلى استهدافها لمنصات الصواريخ التابعة للحزب.. ولكن، هل يعني ذلك فشل التكتيكات التي يعتمدها الأخير لتقليص الاستهدافات التي تطال قيادييه؟
عملياً، يعتمد “حزب الله” على تكتيكات جديدة هدفها قدر الإمكان التأثير على القدرات التجسسية الإسرائيلية الهادفة لاكتشاف قادة وعناصر “حزب الله” الميدانيين. منذ اغتيال القيادي في “حزب الله” فؤاد شكر في أواخر تموز الماضي، لجأ “حزب الله” إلى اعتماد خُطط استخباراتية بديلة عن تلك التي وضعها، وما تبيّن هو أنَّ الثغرات التي كشفتها عملية اغتيال شكر، ساهمت في قلب الخُطط التي كان الحزب يعتمدها رأساً على عقب.
أبرز ما يعتمده “حزب الله” حالياً هو حرب “التضليل” بنوعيها العسكريّ والميداني، كما أنّ تحركات القادة الميدانيين باتت أكثر انضباطاً وبخُطط مختلفة رغم أن هناك ثغرات كثيرة تؤدي إلى اكتشافهم على غرار ما حصل على صعيد حادثة اغتيال الشاعر.
ما يجري فعلياً هو أنَّ “حزب الله” قرّر خوض عملية تدقيقٍ تشمل كافة أطرافه وتشعباته الداخلية، فيما الرسالة الأبرز تفيد بأن الرقابة مُفعّلة، وبالتالي فإن ثغرات التجسس باتت قيد الرصد والمعالجة.
تكشف معلومات “لبنان24” أن “حزب الله” وضع خُططاً جديدة لتنقلات قادته في المناطق الخلفية بشكل خاص، كما أنه يقوم أيضاً بتحديثٍ مستمر لمعلوماته المشفرة، مشيرة إلى أن الفرق الاستخباراتية التابعة للحزب تعملُ بشكلٍ مستمر على دراسة الثغرات الأمنية، في حين أنَّ الخُطط التي يتم وضعها الآن للقادة لا تشمل تنقلاتهم خلال العمل العسكري فحسب، بل أيضاً في الأوقات التي يكونون فيها خارج الخدمة.
مسألة التضليل الذي يعتمدها “حزب الله” ليست عادية، وتقول مصادر معنية بالشأن العسكري إنها تأتي نتيجة عملٍ دؤوب على قراءة واقع الحرب العسكرية الإسرائيلية وآليات التجسس وقدراتها. لهذا السبب، بحسب المصادر، فإن الحزب لجأ إلى أسلوب التفافيّ في كشف أدوات التجسس التي خرقت صفوفه أو لتحديد الثغرات الأمنية التي أدت إلى استهداف ثلة من قادته وآخرهم شكر والشاعر.
أيضاً، ما يظهر هو أنّ نطاق العمليات الاستخباراتية لـ”حزب الله” تعزز أكثر ضمن المناطق الحدودية التي تعتبرُ بمعظمها فارغة، وتشير المعلومات إلى أن الطواقم الاستخباراتية التابعة للحزب ما زالت منتشرة في مختلف مناطق الجنوب الحدودية، وذلك بهدف حمايتها وترك بصمة استخباراتية تواجه أي دخول إسرائيلي إليها من بوابة جواسيس مُحتملين.
المفارقة أن الخطط التي اعتمدها “حزب الله” لم تنحصر فقط في الجنوب، بل شملت كافة المناطق التي تشهد تحركات عسكرية له. ووفقاً للمصادر، فإن “حزب الله” في سوريا بادر أيضاً إلى تحديث خطط تواجد عناصره وسط الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة وآخرها القصف الذي طالَ منشآت في منطقة مصياف السورية، وأدّى إلى مقتل أكثرمن 14 شخصاً.
من دمشق إلى الحدود اللبنانية – السورية، يجري الحديث عن خطط جديدة لحزب الله بهدف نقل الأسلحة والذخيرة إلى لبنان بسلاسة، وهو الأمر الذي يعتبر أساسياً بالنسبة للحزب خلال الوقت الراهن أكثر من أي وقتٍ مضى. وضُمنياً، فإن المصادر قرأت أن التبديلات الإستخباراتية على صعيد “ساحات مختلفة”، هدفها تثبيت معادلاتٍ جديدة للقول بأن الحزب ما زال محافظاً على تماسكه رغم الخسائر التي مُنيَ بها.
انطلاقاً من كل ذلك، يتبين أن “حزب الله” حاول توسيع معركته الاستخباراتية من لبنان إلى سوريا، فعلياً، فإن سوريا مهمة ل “حزب الله”، باعتبارها خطّ الإمداد العسكري واللوجستي، وبالتالي فإن التفريط بها، سيعني استهدافاً مباشراً لـ”حزب الله”.
ضمنياً، فإن كل ما يحصل كان بناء لنصائح إيرانية، وتقول المعلومات إنّ الخبراء العسكريين الإيرانيين شاركوا في تحديد الثغرات التي توجب على “حزب الله” إغلاقها في بنيته العسكرية، مشيرة إلى أن كل ما يحصل يرتبطُ بعملية مواجهة مضادة للآلة الاستخباراتية الإسرائيلية التي تعمل ليلاً نهاراً على رصد الساحة اللبنانية بكافة مستوياتها.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى