آخر الأخبارأخبار محلية

التصعيد يطل برأسه.. تهويل أم حقيقة؟

بعد تنفيذ “حزب الله” رده العسكري على استهداف القيادي فؤاد شكر تراجعت احتمالات التصعيد في لبنان، على اعتبار أن اسرائيل كانت تملك حجة حقيقية لتوسيع حربها على الحزب بعد استهدافه قاعدة امنية مهمة وحساسة بالقرب من تل ابيب، لكن التصعيد لم يحصل بل على العكس، حصل تراجع في حجم الضربات من قبل تل ابيب وان كان يتخلل الوتيرة الجديدة أحزمة نارية كبيرة في بعض الأودية.

كل هذا الامر تبدل في الايام الماضية حيث عادت مؤشرات التصعيد بين الحزب وإسرائيل ترتفع بشدّة في ظل تسريبات كثيرة عن امكانية الذهاب الى مرحلة جديدة لم يكن وارداً الوصول اليها في ظل الضغط الاميركي.

لا يبدو ان التصريحات التصعيدية التي اطلقها قادة الجيش الاسرائيلي ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وبعض الوزراء في حكومته كانت من خارج السياق العام للتطورات الحاصلة في المنطقة، فالمفاوضات الحالية التي انطلقت بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة حماس اسماعيل هنية، فشلت وتنتظر الإعلان الرسمي لفشلها، لذلك فإن التحضيرات بدأت لمرحلة ما بعد فشل التصعيد، ان من جانب محور المقاومة او من الجانبين الأميركي والإسرائيلي. ولعل زيارة قائد القيادة المركزية في الجيش الاميركي إلى اسرائيل وزيارته صفد، هو دليل واضح وعلني بأن الإحتمالات كافة باتت موضوعة على الطاولة وان انهاء التصعيد بتسوية ولو محدودة، بات رهانا من الماضي.

وترى مصادر مطلعة أن نتنياهو لا يزال يحاول الإستفادة من وجود ادارة الرئيس الاميركي الحالي جو بايدن بإعتباره ضعيفا عملياً ولا يستطيع ردع اسرائيل او فرض تسوية حقيقية عليها، لذلك فإن التصعيد الذي قد يبدأ بالاعلان عن فشل المفاوضات قد يحظى بدعم اميركي واضح، والحديث هنا عن تصعيد في المنطقة وليس داخل فلسطين، على اعتبار ان الدعم الاميركي موجود لاي خطوة اسرائيلية في الضفة وفي قطاع غزة، لذلك فإن “حزب الله” يتعامل مع المرحلة على قاعدة ان الحرب الواسعة قد تندلع في أي وقت،وهذا امر له ترتيباته الامنية والعسكرية وحتى السياسية.

وتعتبر المصادر أن الغارات الجوية المكثفة التي نفذتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على سوريا وتحديداً على مركز البحوث العلمية في مصياف، هو مقدمة للتصعيد، خصوصاً في ظل التقارير التي صدرت في الاعلام الاسرائيلي والتي تتحدث عن ان ما تعرض للقصف في مصياف وغيرها هو مصانع اسلحة ايرانية في سوريا وبعض مراكز تطوير سلاح المسيرات التي يستخدمها “حزب الله”. كما ان محاولة اسرائيل استهداف منصات اطلاق صواريخ الغراد والكاتيوشا، يضعف قدرة الحزب من وجهة النظر الإسرائيلية ويجعله غير قادر على المناورة في اي حرب شاملة لان الصواريخ التي يمتلك الحزب كميات كبيرة منها تساعد في تسهيل حركة المسيرات والصواريخ الاستراتيجية.

من الواضح أن الولايات المتحدة الاميركية عادت لتظهر نفسها مجدداً الى جانب إسرائيل بالمعنى الميداني، وهذا الامر ليس بالضرورة ان يكون عائداً الى رغبتها بالتصعيد، بل الى تحسين شروط اسرائيل التفاوضية او العمل على الضغط على ايران و”حزب الله” للوصول بأسرع وقت الى تسوية ضمن الشروط السياسية والميدانية التي تريدها تل ابيب ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button