آخر الأخبارأخبار محلية

الرجل الذي عاش حياته شاهداً على محبة الله: جثمان الكاردينال أغاجانيان يعود إلى بيروت

 

 


تفاصيل الإحتفال رواها لـ”لبنان 24″ شربل بسطوري، مسؤول العلاقات العامة في بطريركية الأرمن الكاثوليك، الذي قال إن الإحتفال سيجمع حضوراً رسمياً، أمنياً، قضائياَ، دبلوماسياً وشعبياً على مستوى كل لبنان، على أن تكون هناك كلمة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

وعن اعتبار هذا الحدث وطنياً ولا يخص فقط الطائفة والجالية الأرمينية، شدد بسطوري على أن الكاردينال الراحل حرص خلال مسيرته على إحقاق مصالحات بين السياسيين وبين مختلف الطوائف، كاشفاً أن تابوت أغاجانيان المصنوع من الكريستال سيحمله 12 شخصاً يمثل كل واحد منهم طائفة معينة من مكوّن العائلة المسيحية- الإسلامية في لبنان.

 

وفي هذا الإطار، أعلن أن المواطنين والمؤمنين سيتمكنون من مشاهدة الجثمان الذي لا يزال على حاله على الرغم من مرور 53 عامًا على وفاة الكاردينال، وسيظل مكشوفاً أمام الجموع على مدى ساعتين فقط من الوقت.

وبعد الإحتفال سيبقى الجثمان في لبنان كما كانت وصية أغاجانيان، على أن يوضع في كاتدرائية القديس إلياس وسانت غريغوري المنور في ساحة دباس في بيروت.

وأوضح بسطوري في هذا السايق أن جميع البطاركة الأرمن الكاثوليك يدفنون في بزمّار، قائلاً إن الكاردينال كريكور بطرس الخامس عشر أغاجانيان على وجه التحديد، أحبّ لبنان لدرجة كبيرة خاصة أنه تمكّن خلال مسيرته فيه من تنفيذ إصلاحات بين سياسيين وبين الطوائف، كما انصرف إلى تشييد كنائس ودور للأيتام ومدارس عدّة خلال مسيرته في البلاد على مدى 25 عاماً.

 

سيرة حياته
البطريرك الكاردينال كريكور بيدروس الخامس عشر أغاجانيان مواليد  جورجيا، لبناني الجنسية، من أوائل حاملي الجواز الدبلوماسي اللبناني عام 1943.

حائز على وسام الأرز من قبل الرئيس الراحل شارل الحلو عربونا لخدماته الجمة التي قدمها حياته خدمة لوطننا الحبيب لبنان. خدم طائفة الأرمن الكاثوليك كبطريرك من ١٩٣٧ – ١٩٦٢، ثم انتقل إلى روما كرئيس مجمع عقيدة الإيمان زائرا أربعة أقطار الأرض، خادما للكنيسة الجامعة الرسولية.

استقال من واجباته الرسولية بسبب مرضه وفارق الحياة بعد عامين، تاركا وصيته التالية: “أريد أن أموت مثلما حاولت دائما أن أعيش كإبن مطيع في اتحاد كامل مع والدتي الكنيسة الكاثوليكية المقدسة ومع القديسة العذراء مريم، والدة الرحمة، التي كانت تمدني بكل ما أحتاج من عطف ورعاية، والتي من خلالها أثق بشدة أن الرب قد غفر خطاياي. سأرحل وقلبي ممتلى بالفرح لألتحق بجميع أبنائه. أتمنى لكنيسة الأرمن، ورجال الدين والمؤمنين، وكذلك جميع أبناء أمتي الأرمنية الغالية، من خلال شفاعة الآلاف من شهدائنا، كل خير روحي ودنيوي، ولا سيما الحفاظ على المسيحيين وتقويتهم الإيمان بالاتحاد بكنيسة المسيح الواحدة. أنا أعمى، لا أستطيع رؤية أي شيء بعد الآن، لم أعد أساوي شيئا، لكن عندما أفلق عيني إلى الأبد، عندها يمكنني مساعدتكم”.

استذكره البابا بولس السادس بعد وفاته ١٦ أيار ١٩٧١ روما قائلا: “سيخبرنا التاريخ بما تدين له أرمينيا المسيحية والإرساليات الكاثوليكية والكرسي الرسولي والكنيسة الجمعاء”.

 

الكاردينال كريكور بيدروس الخامس عشر أغاجانيان إنسان،  مسيحي، خادم، أمين لعمل الكرازة، لم يدخر أي جهد روحي أو مادي لإيصال رسالة محبة الله إلى الناس.

إن شعار الكاردينال أغاجانيان الأسقفي “العدل والسلام (Pax lustitiaet) يجسد الشجاعة والأخلاص لإنجيل الرب وخدمته، ليكون السلام عادلا وشاملا، يلمس حياة الجميع بلا استثناء.

 

لقد كانت حياة الكاردينال أغاجانيان تجسيدا حيا لقيم العدالة والرحمة والتعايش بين البشر، حيث عمل بكل جهد على نشر السلام والعدل، وقدم نموذجا يحتذى به في العطاء والتضحية.

بعد تلقي خبر وفاة نيافة الكاردينال، انطوى قداسة البابا في خلوته، يرفع أكف التضرع إلى السماء. فامتد صدى الحزن إلى كل أنحاء العالم ، ونعاه الملايين بصوت واحد خاشع، قلوبهم عامرة بالحب والإجلال. وفي صفحات الصحف، ترنم العالم بأسمه، ممجدا إياه بكونه ” الرجل الذي عاش حياته شاهدا على محبة الله”، فكان مثالا للتقوى والإخلاص.

 

المصدر:
خاص “لبنان٢٤”


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى