آخر الأخبارأخبار محلية

اسرائيل تسعى للمكتسبات… فهل يعود تصعيد حزب الله جنوباً

عادت التهديدات الاسرائيلية تجاه لبنان الى التصاعد في الأيام الأخيرة بعد فترة من الهدوء الميداني والإعلامي الذي شهدته جبهة الجنوب بعد ردّ “حزب الله” الأخير على اغتيال العدوّ الاسرائيلي للقائد العسكري فؤاد شكر، إذ إنه منذ ذلك الردّ شهدت الجبهة الجنوبية تراجعاً ملحوظاً في التهديدات الاسرائيلية الى حدّها الأدنى.

 لكنّ هذه التهديدات ما لبثت أن عادت وبصورة سريعة لتحجز مكاناً في السياق السياسي الاقليمي.
 فما هو السبب الذي قد يدفع اسرائيل الى ذلك؟ 

من الواضح أن “تلّ أبيب” لا تريد حرباً بالرغم من كل التحليلات التي توحي بأن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يسعى اليها، الا أن اسرائيل عموماً ليست في هذا الوارد نظراً لإدراكها لمكامن ضعفها وقوّتها وقدرة “حزب الله” على إيلامها بعد أحد عشر شهراً من اندلاع المعركة في قطاع غزّة وفي الجبهة الشمالية، لذلك فإنّ اسرائيل في هذه المرحلة هي في موقع تحسين الشروط وزيادة المكاسب. ومن هنا يمكن قراءة عملية الضفّة الغربية التي لم تؤدِّ الى الحسم بل الى تحسين الشروط السياسية في المفاوضات، لذلك قد يكون همّ اسرائيل الأساسي هو القيام بضربات جدية ضدّ “الحزب” وإعادته سنوات الى الوراء من دون فتح جبهة عسكرية شاملة أو حرب واسعة معه.

ولعلّ ما يشهده الميدان منذ أيام من أحزمة نارية في بعض الأودية أو من محاولة استهداف بعض مخازن السلاح كما تدّعي اسرائيل، هو جزء من المشهد العام الذي يريد العدوّ تصديره قبل إبرام أي تسوية، وذلك من خلال ردع “حزب الله” وإيذائه وإيلامه مما يسمح للمستوطنين بالعودة الى مستوطناتهم ويعطي الحكومة الاسرائيلية صكّ براءة ويوحي بأنّها تمكّنت من حماية اسرائيل في المنطقة الشمالية تحديداً.

أمام هذا الواقع يصبح الحديث عن تصعيد في الجبهة الشمالية أمراً منطقياً وواقعياً وإن لم يكن في الأيام المَقبلة، حيث أن الفترة الممتدّة حتى موعد الانتخابات الاميركية ستشهد الكثير من المحاولات بهدف الوصول الى تسويات أو من أجل التصعيد على حافة الهاوية، وكل ذلك يصبّ في النهاية في خانة زيادة المكتسبات قبل الوصول الى لحظة حاسمة لا مفرّ منها وهي التسوية الشاملة.  


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى