القوات اللبنانية تعبّد طريق العودة.. حزب الله ليس ارهابياً
في بداية الحرب حافظت “القوات” بشكل لافت على مسافة كبيرة منعا لاي تصادم مع “الحزب” حتى بدت تصريحات حزب “الكتائب” مثلا و”التيار الوطني الحر” اكثر تشددا تجاه الحزب وسلاحه ومشاركته في الحرب ، لكن الاشهر القليلة الماضية شهدت تحولا كبيرا في الخطاب القواتي حيث باتت معراب رأس الحربة في الهجوم على “حزب الله” اعلاميا وسياسيا، وهذا ما ظهر بشكل علني من خلال تصريحات القياديين والمسؤولين والنواب الاساسيين في القوات.
لا يبدو واقع “القوات اللبنانية” في احسن حالاته، اذ ان التحالفات الفعلية لمعراب تنحصر ببعض النواب المستقلين وعدد قليل من نواب التغيير اضافة الى حزب “الكتائب” التي تسيطر الحساسية التاريخية على العلاقة معه بالرغم من التقارب الحالي، وعليه فإن معراب غير قادرة على التأثير في السياق العملي للاحداث لا بل هي غير قادرة على ضمان مقعد لها على طاولة المفاوضات، اذ ان الجميع سيفضلون انخراط التيار ورئيسه جبران باسيل في التسوية بالرغم من كل الخلافات معه.
لم يكن هذا المشهد يؤثر بالقوات ورئيسها سمير جعجع، اذ ان الرهان كان يتركز في المرحلة الماضية على هزيمة “حزب الله” عسكريا، وعليه فأن الحوار معه لم يكن ضروريا، اقله قبل ان يهزم، وهذا ما قاله جعجع في اكثر من لقاء داخلي احدها مع وفد حزبي رفيع. من هنا يمكن فهم هجوم جعجع وحزبه على الحزب في المرحلة الاخيرة التي كانت مرحلة تصعيد ومؤشرات الحرب الاسرائيلية على الحزب كبيرة جدا فيها.
اما وقد تراجع التصعيد وباتت الحرب مستبعدة ومرفوضة اميركيا بشكل كبير، فقد عاد جعجع الى الواقعية السياسية وقرر تخفيف التوتر مع “حزب الله” تمهيدا للمرحلة المقبلة، فجعجع لا يريد ان يصدم جمهوره اولا، ولا يريد ان يظهر كمن يتنازل عن الثوابت السياسية ثانيا، كذلك يريد ان يكون فاعلا في مرحلة ما بعد الحرب وجزءاً من التسوية السياسية المرتقبة.
عمليا سيكون جعجع امام مرحلة من التهدئة او اقله الانكفاء الاعلامي من دون ان يبدل من ثوابته السياسية وذلك لكي يكون قادرا على الدخول في التسوية وربما في السلطة الى جانب الحزب وخصوم اخرين من دون ان يكون مشاركا لـ “ارهابي” ويتبادل معه المصالح..
مصدر الخبر
للمزيد Facebook